غندور: الأولوية لإنقاذ فلسطين والقدس موطن الأنبياء
بحضور حشد كبير من المثقفين والمهتمّين والمتابعين للشأن الوطني العام والإسلامي خاصة عُقدت ندوة الحوار الشهري بدعوة من رئيس المجمع الثقافي الجعفري العلامة محمد حسين الحاج تحت عنوان تجربة العيش المشترك بين السنة والشيعة في بيروت .
ونظراً لأهمية الموضوع استغرق الحوار من الوقت أكثر مما كان مخصّصاً له، وبدأه العلامة الشيخ محمد حسين الحاج مؤكداً على أهمية اللقاءات التي تناقش التجارب التعايشية بين أفراد المجتمع اللبناني، وقال: حتى نخرج من العنوان المذهبي علينا ان نتساءل مَن المستفيد من هذه الخلافات، وساعتئذ نعرف من يقف وراءها.
ومما قاله رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي الحاج عمر غندور في محاضرته إنّ إثارة الفتنة بين المسلمين في لبنان وكلّ مكان من أشدّ المحرمات وأعظم المعاصي والبلايا، ولا نتوخى إلا الإخلاص لدين الله ووحدة الأمة . أضاف: المسلمون الشيعة الإمامية يقولون إنّ الخلافة وصية من عند الله ويجب ان تكون لمعصوم، والإمام الوصي بعد النبي هو سيدنا علي بن أبي طالب، وقد استشهدوا على ذلك بأدلة كثيرة من الكتاب والسنة .
وتابع: المسلمون السنة يقولون إنّ الخلافة لا يتبوّأها إلا من تمّت له البيعة من المسلمين لأنّ السلطان للأمة وهي تختار من تشاء لرعاية شؤونها، واستندوا في ذلك إلى تلميحات وردت على لسان رسول الله.
وانقسم المسلمون أمام هذين الرأيين، فاذا كان القول إنّ الوصية لاثني عشر إماماً أوّلهم علي وآخرهم محمد المهدي بن الحسن العسكري، فإنّ أحد عشر إماماً انتقلوا الى جوار ربهم.
وفي هذا الشأن قال أستاذنا الداعية الراحل الحاج سميح الزين طيّب الله ثراه: المسلمون جميعهم في جميع أقطار الأرض ينتظرون ظهور إمام يخرج في آخر الزمان من ذرية الرسول، يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعد أن تكون قد مُلئت ظلماً وجوراً. فعلام الاختلاف أيها المسلمون على الخلافة، هل هي وصية أو بيعة؟
فالموصى لهم الأئمة الكرام والمبايعون من الأمة قد انتقلوا جميعهم الى جوار الله منذ أكثر من ألف عام. وأما الإمام المنتظر خروجه أو ظهوره فإننا متفقون جميعاً على موالاته والسير معه ما دام سيحكم بكتاب الله ويسير على سنة نبيّه الكريم .
ودعا غندور في نهاية محاضرته الى إنقاذ فلسطين والقدس أرض وموطن الأنبياء ومعراج النبي، والوقوف بوجه الطغيان الغاشم. وفي مثل هذه الحالة الى من نحتكم الى كتاب الله أم الى ترامب وأدواته…؟
ثم تحدث النائب السابق الدكتور حسين يتيم عن تجربته الطويلة مع الأفراد والمؤسسات، واعتبر انّ الخلاف اليوم هو اختلاف سياسي أكثر منه عقائدي، ورفض التعليم الديني المذهبي الذي يدرّس في لبنان شارحاً تجربته التي لم تجد صداها لدى القيادات الدينية المختلفة.
بعد ذلك جرى نقاش موضوعي راق بين المحاضرين والحضور أظهر حجم الاستياء العام من انتشار الطائفية والمذهبية بين مختلف الأطراف.