المنتدى القومي العربي كرّم الإعلامي جمال المحسن
أقام المنتدى القومي العربي احتفالاً تكريمياً حاشداً لمناسبة مرور مئة وعام على ولادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في دار الندوة، ضمّ وجوهاً سياسية وثقافية وإجتماعية وإعلامية، حيث تمّ تكريم الإعلامي الدكتور جمال شهاب المحسن.
وتحدث الشاعر غازي مراد، فقال: حين وصلتني الدعوة، واطلعت على العنوان غمرني فرح امتدّت أسبابه إلى سبعينيات القرن الماضي، يوم كان عقل ولم تكن غرائز، وكان فكر ولم تكن جهالة، يوم كانت أحزاب وطنية ولم تكن طائفية، يوم الرجال رجالاً والمواقف إباء، أعادني إلى كبار أرسوا قواعد القيم الأخلاقية قبل السياسية، ولم ينكفئوا عن موقف مهما كبر ومهما بلغت التضحيات، رغم تآمر الرجعية العربية التي عادت إلينا اليوم بحلات جديدة دينية مذهبية، وأخرجت العقل العربي من دائرته الكبيرة ووضعته في زواريب ضيقة من العصبية وألقت به على أبواب السلاطين، متوسلاً الرضى من ملوك الطوائف ومتعهّدي التفرقة الذين سادوا بتبعية بغيضة عمياء، فانبروا لها أسرى مشدودين.
وحدهم العظام، القابضون على الجمر، وحدهم من بقي شامخاً حراً مترفعاً صلباً في موقعه، لم تلوّثه ثقافات الفساد الضاربة في أعماق نفوس وعقول مجيرة من أصحاب الكهوف.
واليوم يزيد إكبارنا للمنتدى القومي العربي الذي حوى عظماء في تاريخ العروبة والقومية لتكريمه نخبة من كبار في تاريخ لبنان، يكرّمون وهم ليسوا في مواقع السلطة وليسوا ممن يدفعون أثماناً لتكريمهم، يكرّمون لأنهم أمناء على الفكر القومي والعروبي.
أضاف مراد: إنْ أتكلم عن الدكتور جمال شهاب المحسن فإنني أتكلم عن مدرسة في الوطنية والعروبة والثبات، أتكلم عن رجل تميّز نقاء، فكراً ومراساً.
عرفته منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً إعلامياً وباحثاً سياسياً وصاحب موقف مقاوم متقدّم جريء وكلمة حرة تعكس ما جال في نفوس أحرار الأمة، متعال على جراح أدمته، كانت أشدّ إيلاماً، ولم تثنه عن عمل وعطاء، صفته الوفاء وطبعه الحياء وشيمته التفاني .
وتابع: الدكتور جمال شهاب المحسن ولد في بيت يتنشق الكرامة ويعشق الحرية، تربّى على المثل وحقق لنفسه ما لم يستطع سواه ممن جاء بهم الملق والزلفة والزيف وما يكره، لكنها الضريبة التي يدفعها الأحرار ويسدّدها الأبرار ويسرقها المقنتصون .
وختم شاكراً المنتدى القومي العربي ومهنّئاً الصديق الدكتور جمال شهاب المحسن وللمكرّمين، وما خوفي على مستقبل لا نجد فيه أمناء، لأنّ في الأرض جذوراً خضراء لا تيبس .