هذا الزمن ليس زمنَ المتنبي
يكتبها الياس عشي
الردّ على الإساءة بمثلها لا تعيد إليك كرامتك، ولا حضورك البهيّ بين الناس فبينما كان المتنبي يلقي إحدى قصائده المدحية في سيف الدولة الحمداني، كان حسّاده يقاطعونه باتهامات شتّى، محاولين النيل من شعره في حضرة الأمير الذي خرج عن وقاره، ورمى المتنبي بدواة كانت أمامه، فشقّ جبهته، فقال المتنبي على الفور:
إنْ كان سرّكُمُ ما قال حاسدُنا
فما لجرحٍ إذا أرضاكمُ ألمُ
فما كان من الأمير إلا الاعتذار من المتنبي، والردّ على الحسّاد بطردهم من مجلسه.
فهل سنرى في هذا الزمن الإعلامي الرديء واحداً من السادة «الحاكمين بأمر الله» يقف كما المتنبي، فلا يقابل الإساءة بأشدَّ منها؟
لا أظنّ فهذا الزمن ليس زمن المتنبي!