الأنفاق المزعومة وشبكات التهريب «الإسرائيلية»

سعيد معلاوي

أظهرت المعطيات الميدانية، أنّ مسألة الأنفاق المزعومة ما بين لبنان وفلسطين المحتلة، ليست إلاّ همروجة سياسية افتعلها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لاستخدامها في معركته الانتخابية التي ستُجرى في نيسان المقبل في الكيان الصهيوني. وحتى التقارير التي رفعتها قيادة قوات «يونيفل» في جنوب لبنان إلى الأمم المتحدة لم تلحظ وجود أنفاق يمكن استعمالها عند الساعة الصفر العسكرية، بل إنّ ما عاينه ضبّاط هذه القوات، هو ثُغر صغيرة وفجوات قديمة العهد وربما تعود إلى ما قبل انطلاقة حزب الله في العام 1982. وقد أكدت جهات مقربة من قوات «يونيفل» ذلك.

وكشفت هذه المصادر لـ»البناء» أنّ ما اكتشفه «الإسرائيليون» لا يمت إلى الأنفاق العسكرية بصلة، متسائلةً في الوقت ذاته ما إذا كانت «لـ «إسرائيل» يد في ذلك منذ زمن بعيد أثناء احتلالها للمنطقة في السبعينات والثمانينات والتسعينات. وإمّا أنّ هذه الفجوات استعملها مهربون على طرفي الحدود الدولية في مراحل سابقة، مع التذكير بأنه بعد الانسحاب «الإسرائيلي» في العام ألفين، اعتقلت القوات «الإسرائيلية» في بلدة الغجر السورية المحتلة عند الطرف الجنوبي للقطاع الشرقي من الجنوب والمطلة على حوض الوزاني، شبكة «إسرائيلية» لتهريب المخدرات يرأسها قائد الشرطة «الإسرائيلية» في منطقة الجليل وهو برتبة عقيد وأربعة عشر شرطياً من قواته أثناء تسلمهم كمية كبيرة من المخدرات من الجانب اللبناني عند أطراف الغجر. وقد بلغت قيمة هذه الصفقة 42 مليون دولار، حسب البيان الذي أعلنته في حينه أجهزة الأمن الإسرائيلية .

وسألت المصادر: «ما الذي يمنع أن تكون هذه الفجوات والثغر من فعل مثل هؤلاء المهربين على طرفي الحدود ؟».

وبالتالي فإنّ «الإسرائيليين» يدركون قبل غيرهم أن ما أعلن عنه ليس من صناعة حزب الله غير صحيح، فالتقنية التي يجيدها الحزب أرقى من ذلك بكثير وأهم من كلّ الفبركات «الإسرائيلية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى