المخرج نزار السعدي: الدراما بحاجة إلى ضخّ وجوه جديدة والعمل مزيج من الكوميديا السوداء والتشويق في خدمة الحبكة
آمنة ملحم
ضمن أجواء جديدة على الدراما السورية، وفي محاولة للخروج عن المألوف بطرح مختلف يصبّ في إطار الاكشن والتشويق يحاول مسلسل «الجوكر» الذي كتب نصه الشاب ماجد عيسى والمعالجة الدرامية كانت لمهند ورد، ويصوّره المخرج نزار السعدي من إنتاج شركة «قبنض» تخطي عتبات التيمات الدرامية السورية المعروفة مبحرين في عالم الجريمة مع حدوتات قد يلتقي أصحابها بالمكان ولكن تتفرّع لتشكل حدوتات خاصة بكل منهم.
وفي زيارة لموقع التصوير بدت الأجواء منضبطة تغلب عليها الجدية في العمل ربما ذلك ليس غريباً، فهي تجربة تحمل التحدّي من جوانب كثيرة سواء من ناحية الأبطال الذين بمعظهم من جيل الشباب، أو من ناحية كونها التجربة الكتابية الأولى للشاب عيسى الذي نراه في العمل بطلاً أيضاً ومرافقاً كلّ كواليسه، كما تعد تجربة رئيسية للمخرج كأول تجربة إخراجية لعمل درامي له أيضاً اختاره بعناية ورافق رحلته منذ أيام كتابته، عدا عن الطرح الجديد الذي ليس بإمكاننا إلا أن نراه مغامرة مفتوحة على كافة الاحتمالات.
عيسى
في حديث مع كاتب النص ماجد عيسى يبدو الحماس واضحاً في حوار الشاب الذي ينوّه بأن الفكرة العامة للحكاية مأخوذة من السلسلة الأميركية «سي اس اي» والتي تنطلق من جامعة خاصة تتالت فيها جرائم القتل، ولكن البناء الدرامي الذي نسجه مع مهند ورد مختلف تماماً عن تلك السلسلة، فالعمل دراما بوليسية اكشن يسلّط الضوء على قضايا الشباب والمخدرات مع خطوط للحب، وخط للكوميديا يحمل جرأة كبيرة وفق حديثه الأمر الذي كان يشكل تخوفاً له من ناحية الرقابة إلا أنه مر بملاحظات بسيطة منها فقط.
ويضيف عيسى: بطولة العمل هنا تكمن في الإثارة والتشويق، كما أنه قائم على البطولة الجماعية، حيث لا يمكن الاستغناء عن اي شخصية منه، وهناك تقريباً 42 شخصية رئيسية، كما لا يمكن التخلي عن أي مشهد من العمل لكونه كُتب بطريقة مكثفة وسينمائية بعيدة جداً عن المطمطة التي تعتمدها الدراما التلفزيونية عادة.
وتمنّى عيسى أن يحظى العمل بمتابعة جماهيرية، مؤكداً أن رأي الجمهور هو الحكم الأهم على نجاح العمل، وإمكانية استمراريته كسلسلة درامية.
السعدي
وفي حديث مع مخرج العمل نزار السعدي الذي بدا مؤمناً بفكرة العمل واختلافها بدرجة كبيرة، فيؤكد في حديثه لـ»البناء» أن العمل قائم على الجرائم لكن يتناولها بطريقة جديدة ومختلفة وبعيداً عن المتوقع، فالعمل مأخوذ عن المسلسل العالمي «سي اس اي» و»بريزون بريك»، ففيه الجريمة والأكشن والتشويق، ولكن بعيداً عن الرعب لعدم توفر الإمكانات اللازمة لتحقيق هذا العنصر كما يجب في سورية عدا عن التكاليف العالية جداً له.
وعن اختيار كادر العمل الذي يشكّل الشباب غالبيته يوضح السعدي بأن الدراما السورية بحاجة لضخّ وجوه جديدة، والأبطال الشباب منهم مَن سيظهر لأول مرة عبر العمل، ومنهم مَن سنراه بفرصة ظهور أكبر مما قدّم سابقاً، بعيداً عن عنصر الإنتاج حيث قدّمت الشركة المنتجة مستلزمات العمل اللازمة كما يجب، منوّهاً بأن بعض الوجوه وخلال التصوير أبدت عطاء عالياً لم يكن يتوقعه، فالفرصة من حق الشباب والمشاهد يقرر من الافضل.
ويلفت السعدي بأن العمل لا ينحو بشكل كلي نحو الجريمة بل يتضمن أيضاً خطوطاً فرعية للخروج قليلاً من جو القتل وأحد هذه الخطوط يحمل الكوميديا السوداء عبر قصة تعكس مشكلة اجتماعية مزمنة، بجرأة واضحة في الطرح وبشكل مترابط مع أحداث العمل.
كما سنرى خطّاً اجتماعياً بحياة الضابط في العمل بعيداً أيضاً عن الجريمة.. لتكون نهاية المسلسل مفتوحة ليبقى الخيار بيد المشاهد، فمن الممكن الذهاب مع العمل في حال نجاحه ومطالبة الجمهور به نحو السلسلة وليس الأجزاء بما يقدّم المزيد من الأكشن والمفاجآت.
وفي سؤال عن احتساب هذه التجربة مغامرة للمخرج تبعاً لطبيعتها يوضح السعدي أن أي تجربة هي مغامرة، فلماذا لا يغامر بشيء جديد ومميّز ومختلف، فتكون المغامرة أقل خسارة، مؤكداً أن غايته الأساسية تقديم شيء يحبه الناس، عاقداً رهانه على حبكة النص الذي يراه متماسكاً وقوي الطرح وقدم بدوره لناسجيه بعضاً من الآراء التي تساعد بضبط الإيقاع فقط.
ومن شخصيات العمل تلعب الفنانة جانيار حسن شخصية «سارة» الفتاة الهادئة المتزنة التي تتعرّض صديقتها للقتل ما يدفعها برفقة زملائها «الشلة الجامعية» للتكاتف مع بعضهم البعض للكشف عن مرتكب الجرائم في الجامعة، وكذلك يلعب كاتب العمل ماجد عيسى شخصية الطالب «رامي» أيضاً هو أحد المتضرّرين في الجامعة الذي يساعد على كشف حيثيات الجرائم المرتكبة.
وعلى الطرف الآخر نرى الفنان جوان الخضر بدور الضابط الباحث عن المجرم برفقة زميله «مهند ورد» واللذين يشكلان فريقاً متماسكاً في آلية البحث بموضوع الجرائم المرتكبة للوصول إلى مرتكبها، فأحدهما طرف شديد والآخر أكثر ليونة، وبعيداً عن أجواء العمل لكل منهما خط اجتماعي يعيشه على حدة في العمل.
وبشخصية جديدة على الفنان الشاب وليد حصوة سنراه بكركترين مختلفين في العمل فهو الملازم «عروة» الشخصية المتزنة المنضبطة، إلا أنه مع تكرار الجرائم في الجامعة سنجده يدخلها باسم «سوار» منتحلاً شخصية طالب جامعي بكركتر الشاب ذي الروح الثقيلة على الآخرين وأحياناً المكروهة لسماجته إلا أن دوره رئيسي في رحلة البحث عن المجرم، وتشكل الشخصية تحدياً بالنسبة للفنان الشاب وفق حديثه لـ»البناء» كما أنه يعتبرها فرصة هامة لتقديمه بصورة مختلفة تظهر العديد من جوانب موهبته.
اذاً نحن على موعد مع عمل درامي مختلف تتوالى عبره الجرائم، فسنرى أفراد الشلة الجامعية يفقدون أحياناً حبيباً وأحياناً أخرى صديقاً ليتكاتف الجميع في وجه القاتل.. فهل سينجحون في اكتشافه.. وإلى أي مدى سينجح صناعه بتحقيق المتعة المفترض بلوغها عبر التشويق في الطرح. صناعه عقدوا الرهان على ما يحضرون له لموسم رمضان 2019 لتبقى النتيجة رهن العرض الذي قد يتحوّل لسلسلة درامية من نوع آخر.
يشارك في بطولة العمل مجموعة من الفنانين السوريين منهم: وائل زيدان، وائل رمضان، عبير شمس الدين، جهاد الزغبي، كرم الشعراني، عهد ديب، مؤيد خراط، مي مرهج، أمير برازي.