مادورو: تمّ تنظيم وتحضير انقلاب في فنزويلا من قبل ترامب والأخير يدّعي أن ضغوطه أفلحت
ردَّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على الدعوات الأوروبية إلى إجراء انتخابات بالقول «إن الانتخابات جرت وفي حال أراد الامبرياليون انتخابات جديدة فلينتظروا عام 2025».
واتّهم مادورو الرئيس الأميركي بـ»إعطاء أمر لحكومة ومافيا كولومبيا لاغتياله»، مشيراً إلى أنه «في حال اغتياله فإنّ المسؤولية تقع على هذين البلدين».
كما أبدى استعداده لـ»الحديث مع الرئيس الأميركي على الملأ في الولايات المتحدة أو في فنزويلا أو في أي مكان يريده ترامب»، إلّا أن مادورو رأى أنّ ذلك «لن يتحقّقَ في ظل الظروف الحالية»، إذ إنّ من وصفها بـ «حاشية الرئيس الأميركي لن تسمح بذلك».
كذلك، أعلن مادورو في رسالة إلى الشعب الأميركي «أنه لقد تم تنظيم وتحضير انقلاب في فنزويلا من قبل ترامب».
وتابع قائلاً «عليكم الا تسمحوا بحصول فيتنام ثانية في أميركا»، مضيفاً «اذا حصل لي مكروه فإن ترامب والرئيس الكولومبي هما المسؤولان».
فيما قال ممثل زعيم المعارضة الفنزويلية، خوليو بورخيس، إن «المعارضة الفنزويلية تعلم بالخيارات الأميركية العسكرية لكنها تريد أن يتم تسليم السلطة بشكل سلمي».
وأضاف «نحن على علم بهذا الخيار العسكري أود نقلاً سلمياً للسلطة ، لكن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يختار بين السلام أو العنف هو الرئيس نيكولاس مادورو، وهو دائماً يختار العنف».
من جهته، ادعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن «الضغوط التي مارسها على الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، هي التي أدت لقبوله التفاوض مع المعارضة»، ومع ذلك حذّر الأميركيين من السفر إلى فنزويلا.
وكتب ترامب على تويتر: «مادورو مستعد للتفاوض مع المعارضة في فنزويلا بعد العقوبات الأميركية وقطع عائدات النفط. إن الحكومة الفنزويلية العليا تستهدف غوايدو. الاحتجاج الكبير متوقع اليوم. يجب ألا يسافر الأميركيون إلى فنزويلا حتى إشعار آخر».
وجاء تحذير ترامب أمس، للمواطنين الأميركيين من السفر إلى فنزويلا وسط أزمة سياسية محتدمة هناك بشأن السيطرة على الحكومة، ففي الوقت الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة ودول أخرى برئيس المعارضة خوان غوايدو الذي نصّب نفسه الأربعاء الماضي رئيساً للبلاد بدعم من واشنطن، حذرت روسيا من «ألعاب قذرة في فنزويلا»، وأعلنت «دعمها للرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو».
وكانت الحكومة الفنزويلية بقيادة الرئيس مادورو قد انخرطت في مفاوضات مع المعارضة في الدومينيكان منذ العام 2017، قبل أن يفرض ترامب عقوباته الأخيرة على كاراكاس، إلا أن خضوع المعارضة لهيمنة واشنطن والقوى الغربية أفشل هذه المفاوضات ومنعها من تحقيق أهدافها، إذ انسحبت المعارضة فجأة ومن دون أن تعلن سبباً واضحاً لذلك.
فيما انتقد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف تقارير إعلامية زعمت «قيام روسيا بنقل الذهب من فنزويلا»، التي تعيش اضطراباً سياسياً، قائلاً «إن هذه الأنباء ملفقة».
وأكد ممثل الكرملين: «لا أعلم أي شيء عن ذلك. يجب التعامل مع هذه الأنباء الملفقة، بحذر وحيطة تامة. روسيا مستعدة للمساعدة في تسوية الأزمة السياسية الداخلية في فنزويلا، بدون التدخل في شؤونها الداخلية. نحن نعارض التدخل في شؤون الدول الأخرى».
وعندما طلب منه التعليق على ما أعلنه الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو حول استعداده للحوار مع المعارضة بما في ذلك بوساطة دول ثالثة، قال بيسكوف: «لم نتلق أية مقترحات بهذا الخصوص. ولكن استعداد الرئيس مادورو للحوار، يستحق الثناء التام بدون شك».
وكانت وكالة «بلومبرغ» قد نشرت تقريراً استندت فيه على تغريدة لعضو الهيئة التشريعية الفنزويلية خوسيه جويرا، ذكر فيه «أن طائرة روسية من طراز بوينغ 777 هبطت في كاراكاس قبل أيام لإخراج 20 طناً من الذهب من خزائن البنك المركزي الفنزويلي».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «أن الاتحاد الأوروبي سيعقد اليوم اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة الرومانية بوخارست لبحث خطواته التالية تجاه فنزويلا».
وقال لودريان في معرض ردّه على أسئلة نواب البرلمان الفرنسي: «نحن، وزراء الخارجية، سنجتمع اليوم في بوخارست لتنسيق الخطوات التي سنقوم بها نظراً لعدم ورود أي رد من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو».
وكان عدد من الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وإسبانيا، قد أعلنت أنها «ستعترف برئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد إن لم تعلن السلطات الفنزويلية عن إجراء انتخابات مبكرة في غضون 8 أيام».
ووجّهت الدول الأوروبية هذا الإنذار إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم 26 كانون الثاني الحالي، أي بعد 3 أيام من إعلان غوايدو نفسه «رئيساً مؤقتاً» لفنزويلا، واعتراف الولايات المتحدة وعدد من دول أميركا اللاتينية به.