قالت له

قالت له: هل يجتمع الحب والخوف أم يفترقان؟

قال لها: بينهما القلق والاحترام

قالت: والحصيلة؟

قال: الحب والاحترام والقلق رفقة درب حتمية. فالحب متى عاش بدون احترام عمره قصير ومتى رافقه القلق صاحبه الانتباه والحياة بلا انتباه خبط عشواء وفوضى لا تستقيم لكن متى صار الاحترام والقلق خوفاً بدأ الحب بالتلاشي.

قالت: إذن الحب والخوف لا يلتقيان.

قال لها: التمييز بين الخوف والاحترام والخوف والقلق صعب، لذلك ذكرتهما منعاً للاشتباه أن يكون ما تثيرينه هو القلق أو الاحترام وتسميهما خوفاً.

قالت له: وكيف يكون التمييز؟

قال: بأن نسأل أنفسنا هل لا زال الشوق يحكمنا قبل كل لقاء أم نشعر بثقل اللقاء خشية ما سيكون فيه، فإن كان الشوق قائماً فلا زال الحب حاكماً وما أمامنا هو احترام وقلق يعبران عن الرغبة برضى الحبيب وإن زال الشوق وصار اللقاء هماً ثقيلاً كان الخوف، والخوف يعني تمسكاً بالبقاء وشعوراً بالقهر والظلم والوقوع ضحية الغضب والحب عندما يصير حرصاً من طرف واحد يبدأ بالتلاشي وتتحوّل علاقة الحب لعلاقة عبودية والحب حرية.

قالت: وفي الاحترام والقلق لا تكون عبودية؟

قال لها: القلق والاحترام متبادلان حرصاً على الحب والحبيب. وهما تعبيران ينبعان من حرية الخيار ويرافقهما التسامح والتغاضي إذا غاب الرضى والتراضي.

قالت: وإن تشوّشت الصورة بين الرغبة والشوق للقاء والقلق من الجفاء فهل يكون خوفاً؟

قال لها: يكون شعوراً بالغبن إن رافقه الجبن صار خوفاً.

قالت له: ومَن يضمن أن تؤدي المصارحة إلى المصالحة؟

قال لها: على الأقل نكتشف في المصارحة درجة التعلق ونتخلص من خطر الوقوع في التملق، فإن كان التعلق متبادلاً تنتج المصارحة قلقاً واحتراماً متوازيين ومتبادلين.

قالت: وإن كان الخوف من الخسارة أكبر من الجسارة؟

قال لها: يكون في التعلق بعض من الرغبة الضمنية بالعبودية.

قالت: وأنت هل تحترمني وتقلق كي أرضى؟

قال: أشكو أحياناً من أنك لا تعرفين قلقاً ولا خوفاً ولا احتراماً، فأخشى ألا يكون عندك من الحب إلا الدلال.

قالت: ولنقل عرف الحبيب مكانه فتدللا.

قال لها: ولنقل بعض القطران مع الدعاء أحلى.

قالت: وما هو الدعاء والقطران هنا؟

قال: الاحترام قطران والحب دعاء

قالت: وأنت الرجاء.

قال: يكفي دلالا.

قالت: ها نحن ننهي مقالا.

قال: فلنحفظ للحب مجالا.

قالت: ولنقل احتمالا.

قال: سيري يميناً وأسير شمالا.

وتلاقيا في منتصف الطريق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى