«عشق الصباح»
إلى روح والدي الشهيد: إبراهيم موسى الناصر… «هل ترجع كما يرجع القمر في الليالي الحالكات.. نتبادل الكأس التي مزاجها زنجبيلا»؟!!!..يا ليت «الله» يدلني أين أنت وبأي أرض.. لأمشي إليك حافي القدمين !!!
كأنك المطر «غيث السماء».. وكأني الأرض اليباس الظمأة للماء!!! رفيقي.. رفيق الحياة يشهد «الله»…«شهداء الحق والعقيدة والوطن.. أنت وأمي فطوم وأختي وصال.. ما طاب لي فرح ولا طعم للحياة وقد ضاقت من حولي كل جهات الدنيا… هيهات.. هيهات.. من أين أجد في هذي الأرض إنساناً يشبهك.. بقامتك بصبرك بمعرفتك برؤياك بعطاءاتك وإيمانك «بالله والوطن والجيش والقائد المؤتمن «… علمتني يا أبي: «بأن عمل الإنسان مرآة حياته وسلوكه دليل عليه ولا رقيب سوى الضمير»!!!.. آه كم أتعبني الحب يا أبي!!!…يا ويح الشوق جمر يلسعني بنار الفقد.. كلما طال الغياب بيننا.. ومع أنك لم تغادر.. حاضر في كل الجهات. تشعلني الذكرى بنار الحنين.. كأن عينيك الخضراوين تحتوياني ووجهك الأنقى من قطرات الندى على عناقيد الدوالي يطالعني كل فجر.. ضحكتك المشعّة كوهج الشمس فرحي.. وجودك كان دفء أيامي.. كل شيء هنا يسأل عنك؟.. وهذي الشتاءات تذكّرني بخطواتك حيث كان يلاقيك النهار بين أشجار الزيتون والفستق في الحقل البعيد «يا نجمة العلا — معان — يا وجع الروح.. يا لتلك البراري التي تحلّق في فضاءاتها روحك وأرواح الأحبة الشهداء.. طيفك معي حيث أكون يتجلّى على شرفات البحر… حائر.. كما يجعلني الصيف حائراً. مَن بعدك سيقطف التين من كرومك الحزينات؟….يا سيدي الشهيد: الحنين «فأس» يحفر في روحي… والذكرى.. أشعلت شغف الحنين إليك حيث كل الجهات وجهك..
هات اسقني لا شيء يروي ظمإي «إلا خوابي ماء عناقيد كرومك الطالعات للشمس الباكيات على تحنان كفيك»؟
كيف أنساك وقراءاتك في فلسفة العشق أبد الدهر باقيات وحي روحي.. حيث تكون سلام الله عليك؟!
حسن ابراهيم الناصر