واشنطن: إسقاط مادورو يهدف لإعادة تشكيل أميركا اللاتينية

كشف مسؤولون في الإدارة الأميركية لصحيفة «وول ستريت جورنال» أنّ «دفع واشنطن باتجاه إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هو الخطوة الأولى في سياق خطة أوسع لإعادة تشكيل أميركا اللاتينية».

وبحسب الصحيفة فإن «المسؤولين الأميركيّين يتطلّعون بعد فنزويلا وكوبا إلى نيكاراغوا، وكبح نفوذ إيران وروسيا والصين».

من جهتها، أكدت الخارجية الروسية «أنّ التهديد باندلاع نزاع مسلح واسع النطاق في فنزويلا ما زال قائماً».

ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا المجتمع الدولي إلى «تقييم تبعات العقوبات النفطية الأميركية على كراكاس»، متهمةً واشنطن بـ»منع المعارضة الفنزويلية من فتح حوار مع الحكومة».

ورحبت زخاروفا بـ»عدم رغبة عدد من بلدان أميركا اللاتينية الانسياق وراء المسار العسكري الأميركي ضد فنزويلا».

في هذه الأثناء، خرجت تظاهرات حاشدة في كراكاس تأييداً للرئيس مادورو ورفضاً للتدخلات الأميركية، شارك بها عمال النفط في كراكاس. كما تشهد المدن الفنزويلية يومياً تظاهرات مؤيدة للرئيس مادورو.

إلى ذلك أعلنت الخارجية الفنزويلية «أن الاتحاد الأفريقيّ أكد دعمه للرئيس مادورو»، وأضافت الوزارة في تغريدة على «تويتر» أن «نائب رئيس الاتحاد الأفريقيّ عبّر لسفير فنزويلا لدى إثيوبيا أثناء لقائهما في أديس أبابا عن تضامن الاتحاد مع شعب فنزويلا ودعمه للرئيس الدستوريّ مادورو».

وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حذر أول أمس، مما «تريد إدارة ترامب فعله في بلاده من السيطرة على نفطها وتحويلها إلى فيتنام ثانية»، في حين رفضت المعارضة الفنزويلية أي حوار مع مادورو.

ومن جهتها، أكدت النائبة الأولى لرئيس الجمعية الوطنية التأسيسية، تانيا دياز، أنّه «لا انشقاقات في الجيش الفنزويلي وكل الأخبار كاذبة».

وأشارت دياز إلى أنّه «لا حكومة ولا أيّ هيئة للمعارضة الا إملاءات من الخارج»، مبرزةً أنّ «هناك اجتماع لشخصيات فنزويلية معارضة مع نائب الرئيس الأميركي في البيت الابيض وهو يوبخهم». وقالت دياز: «يحاولون أن يفعلوا بفنزويلا كما فعلوا بالعراق وسورية وليبيا».

فيما تبنى البرلمان الأوروبي أمس، بياناً يدعو الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالرئيس الفنزويلي المعارض خوان غوايدو رئيساً شرعياً للبلاد. وبهذا القرار، الذي أيده 439 برلمانياً مع امتناع 88 عن التصويت ومعارضة 104، أصبح البرلمان الأوروبي أول مؤسسة أوروبية تعترف رسمياً بشرعية غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي، الذي نصب نفسه رئيساً للبلاد وسط أزمة سياسية حادة تجتاحها منذ أكثر من أسبوع.

ويعترف البيان بغوايدو قائما شرعيا بأعمال الرئيس حتى إجراء «انتخابات جديدة حرة وشفافة»، ويُعرب عن تأييد البرلمان الأوروبي لخريطة طريق طرحها غوايدو للخروج من الأزمة الفنزويلية.

ودعا البيان كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومفوضة السياسة الخارجية فيديريكا موغيريني لصياغة «موقف موحّد واضح» للتكتل الأوروبي دعماً لشرعية غوايدو.

واعتبر البيان «أن الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الحالي نيكولاس مادورو في 20 أيار الماضي، تخللتها انتهاكات للمعايير الديمقراطية الدولية»، كما اعتبر تنصيب مادورو في 10 كانون الثاني المنصرم «اغتصاباً للسلطة».

وأكد البيان «رفض الاتحاد الأوروبي أي مقترحات أو محاولات لتسوية الأزمة الفنزويلية عبر العنف»، ودعا لـ»فتح تحقيق مستقل تحت إشراف أممي في حوادث القتل التي وقعت خلال الاحتجاجات في البلاد».

يذكر أن قرارات البرلمان الأوروبي تحمل صفة توصية وليست ملزمة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وفي الأيام السابقة حصل غوايدو على اعتراف عدد من الدول بينها معظم بلدان أميركا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا، فيما تؤكد روسيا والصين وعدد من الدول الأخرى أن الرئيس الشرعي والوحيد لفنزويلا هو مادورو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى