نفي أميركي للتدخّل العسكري في فنزويلا ورفض لمساعي الأوروغواي والمكسيك الكرملين يعتبر غوايدو رئيساً للبرلمان ولا يعترف به رئيساً للدولة

أعلن مصدر أميركي مسؤول «رفض الولايات المتحدة مساعي الوساطة من الأوروغواي والمكسيك والتي تسمح ببقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في السلطة».

فيما نفت واشنطن وجود نية للتدخل العسكري في كراكاس، وقال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي أمس، «إن لا نية لدى الولايات المتحدة لتدخل عسكري وشيك في فنزويلا لكنه كرر القول إن كل الخيارات ما زالت مطروحة».

ورداً على سؤال عما إذا كان التدخل العسكري الأميركي وشيكاً أو إذا كان تدخل البرازيل أو كولومبيا أو الدول الثلاث وشيكاً قال بولتون في مقابلة إذاعية «لا».

يأتي ذلك فيما شهدت العاصمة الفنزويلية كراكاس تظاهرات حاشدة مؤيّدة لمادورو.

المتظاهرون الذين انتقلوا من أمام مبنى الشركة النفطية الفنزويلية اتّجهوا نحو القصر الرئاسيّ ميرا فلوريس، حيث أكدوا «رفضهم للعقوبات الأميركية وتمسّكهم بمبادئ الثورة البوليفارية».

من جهته، أعلن السكرتير الصحافي للرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، «أن الكرملين يعتبر خوان غوايدو رئيساً للبرلمان ولا يعترف به رئيساً للدولة»، مؤكّداً «أن شركاء بلاده في فنزويلا هم الرئيس نيكولاس مادورو وحكومته».

في المقابل، قال رئيس البرلمان خوان غوايدو «إن تغيير الحكومة في بلاده يناسب روسيا والصين».

وقال غوايدو، إن «ما يناسب روسيا والصين بشكل أكبر هو استقرار البلاد وتغيير حكومتها»، علماً بأن هذين البلدين يمثلان الدائنين الأجنبيين الأكبر لفنزويلا.

وذكر رئيس المعارضة الفنزويلية «أنه اتصل بكل من روسيا والصين»، متعهّداً بأن تكون «فنزويلا مسؤولة فيما يخص التزاماتها أمام دائنيها وحاملي سنداتها».

في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الدول الأوروبية إلى «الاحتذاء بها والاعتراف بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا»، فيما أعلن الاتحاد الأوروبيّ «إنشاء مجموعة اتصال خاصة بفنزويلا».

وكشف مسؤولون في الإدارة الأميركية لصحيفة وول ستريت جورنال أنّ «دفع واشنطن باتجاه إسقاط مادورو هو الخطوة الأولى في سياق خطة أوسع لإعادة تشكيل أميركا اللاتينية»، وبحسب الصحيفة فإن «واشنطن تتطلّع بعد فنزويلا وكوبا إلى نيكاراغوا».

فيما ذكرت وكالات روسية أنّ «كولومبيا نقلت رتَلاً من المدرّعات إلى حدودها مع فنزويلا».

الوكالات نقلت عمّا وصفته بـ»مواقع على شبكة الإنترنت» مقاطع فيديو تظهر عربات مدرعة قالت «إنها تابعة للجيش الكولومبي وصلت إلى الجسر الذي يحمل اسم سيمون بوليفار على الحدود الكولومبية الفنزويلية».

الفيديو يُظهر تنقّل الآليات العسكرية ليلاً معَ ناقلات الجنود في مدرعة برازيلية الصنع.

وتعتبر هذه العربة وهي مركبة -9 من صنع برازيلي، أقوى مركبة قتالية في حوزة الجيش الكولومبي. ولأن الجيش الكولومبي لا يملك الآليات المدرعة المجنزرة الثقيلة فإن هذه المركبة يُنظر إليها على أنها دبابة ذات عجلات.

ونوّهت صحيفة روسية إلى أن «الدبابة الكولومبية المتسلحة بمدفع عيار 90 ملم لا تقدر على مواجهة ومقارعة دبابات «تي-72بي1في» الفنزويلية».

كما يُظهر في الفيديو تنقّل الآليات العسكرية بالليل ناقلات الجنود المدرعة البرازيلية الصنع EE-11.

يذكر أن الخطوة الكولومبية تأتي بعد يومين على إعلان الجيش «الإسرائيلي» إرساله جنوداً إلى البرازيل بحجة المساعدة في عمليات إنقاذ ضحايا سدّ منهار.

الخبير في شؤون اميركا اللاتينية كرم سعيد قال إن «دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة الفنزويلية زاد في تعقيدها»، واعتبر أن «خطوة كولومبيا العسكرية تحمل رسائل ضمنية أبرزها الضغط على مادورو لاتخاذ قرارات كتسريع الانتخابات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى