«نزاز»… الرواية الجديدة للكاتب السوري طلال مرتضى!

لوريس فرح

وكأني به لا ينام.. في نيسان المنصرم وقع في بيروت روايته «كمين» بدعوة من الحركة الثقافية في لبنان وجمعية «حواس»، في زيارة قصيرة إليها بعد انقطاع، ليعود وهو يحمل لنا في جعبته «فأر الورق» كتابه النقدي والذي وقعه في مدينة فيينا بعد شهرين من واقعة «كمين» أعلاه. أعلنت «دار بعل السورية» أول من أمس صدور روايته الجديدة التي تحمل عنوان «نزاز».

الرواية من القطع المتوسط وقد تجاوزت صفحاتها 400 صفحة..

عدد من الأساتذة النقاد الذين قرؤوا «نزاز» قالوا كما التالي:

كتب لها الناقد الفلسطيني عمر جمعة قائلاً:

رواية شاقة تقرأها حدّ التعب وأنت تتنقل في مشاهدها وعناوينها بين المكان الذاكرة والمكان المغترب، الحاضر بقسوته وحنين اللاجئين اللائذين ببرودته وصقيعه الذي يكوي الأرواح ويدمي القلوب.. «ساهر» هو حكاية التراجيديا السورية.. اختصار لقصص عشناها وعايشناها بكل ما تعج به رحلة الحياة من تفاصيل سنسترجعها كلها ونحن نقلب صفحات «نزاز» للأديب طلال مرتضى.

وكذلك قدّمت لها الدكتورة اللبنانية الأميركية جميلة حمود بقولها:

«في عجالة.. هكذا هو شأن الرسل من هجرة آدم واغترابه ومعاناة النفي «خارج المكان» مروراً بالنبي موسى و»سِفر الخروج».

هكذا كان شأو طلال مرتضى في احترافٍ وثائقي يأتي بنهج الأنبياء..

في نزوحٍ دائمٍ.. وفي « نزاز».. يتناول الجوانب النفسية والوجودية للنفس البشرية.. ويغوص بما يعصف بها من أهواء، فهو يعيش انعكاس المكان خارج الذات وخارج الوطن. لأحداثٍ مهمة وإسقاطات تعكس إشكالية الحرب وإشكالية الفكر العربي المتدثر بِعباءة التراث.. بما فيه من تاريخ وتقاليد وصراعات..

وبعد أن هرِمَ الحزن في عينيه.. اصطفاه الحبر فانبجست منها اثنتا عشرة كوثرا..

أجدني أردد مع راسكو لنيكوف: «انا لا أسجد أمامك أنت … بل أمام معاناة البشرية كلها».

لكن الناقد الفلسطيني أحمد علي هلال قال في ما تركه لنا الكاتب مرتضى:

في كل ما تدوّنه ذاكرة طلال المرتضى، ثمة حلم على اتساعه وعلى فداحته، هو الضاج بآلاف الحيوات التي يتنفسها، ويتنكب مغامرة محفوفة بالشغف والانتظار في سبيلها، والرواية عنده مثل فطرته، لكنها مركبة لتشي، بما ينزف تحت جلد الكلام، وبما يجعل الأزمنة والأمكنة كما الأحلام توقيع روح، يحاول هو كسارد عليم كلي القدرة أن يقبض عليها، بل على كل لحظاته الفارقة حد المفارقات الموجعة، لكنها المضرّجة أبدا بالغواية والصبابة، القليل من الفرح والكثير من الألم.

يبقى شغف الحكاية كمحاولة للقبض على ما تحتويه الرواية داخل ضفتي الغلاف الذي وقع بلوحة الفنان اللبناني عبد الحليم حمود، تعريفاً تعود دلالة الاسم «نزاز» كإشارة إلى الأرض الموبوءة التي لا تصلح للزرع أو للحياة.

كاتبة سورية/ فيينا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى