الموسيقيّ أيمن الباروكي… نسيج من العزف والإبداع
الخبرة في المجال الموسيقي على مدار أكثر من عشرين عاماً دفعت أيمن الباروكي العازف على آلات الأورغ والعود والكولا والكمان لتأسيس ورشة عمل لتصنيع آلتي العود والكمان يدوياً وصيانة جميع الآلات الموسيقية.
الورشة التي أسسها الباروكي وسط مدينة السويداء تتماشى مع ذوقه الموسيقي وجمعه للفن الغربي والشرقي وإجادته لتأليف القطع الموسيقية وحضوره المميّز في الحفلات والمناسبات وتدريسه آلة الناي في معهد فريد الأطرش.
الباروكي يعمل بأدوات بسيطة يستخدمها بإتقان لتصنيع الآلات من أفخم الأخشاب لتكون مميّزة عن باقي ما يقدّمه المصنعون القلة في سورية من خلال إمكانية الآلة للعزف باستخدام الكهرباء أو بدونها عبر تضمينها دارة كهربائية داخل الحجرة ليكون ما ينتجه مخصّصاً للعازفين المحترفين، وذلك كما يذكر في حديثه لمراسل سانا. يقضي الباروكي ساعات في ورشته لتصنيع أي آلة بناء على الطلبات المقدّمة له والعديد منها يصدّر إلى خارج سورية، مبيّناً أنه لا يكتفي بتصنيع الآلة بل الأهم تحقيق تكامل بين الشكل والصوت فيها.
ورغم تأخّر الباروكي في تعلم الموسيقى حتى سن 24 عاماً من خلال أحد المعاهد الخاصة بدمشق إلا أنه أجاد لغتها رغم ما اعترضه من صعوبات ليكون اليوم حاضراً وسط الساحة الفنية بعد تفريغ وقته للعزف والتصنيع والصيانة.
ما يملكه الباروكي من حس فني ومهارة ترجمه ضمن أسرته فابنته لبابة 18 عاماً درست 9 سنوات في معهد فريد الأطرش. وهي عازفة متميّزة على آلة الكمان وشقيقها أمير 15 عاماً يواصل دراسته بالمعهد ويتميز بالعزف على آلة الدرامز.
ويشير رئيس «جمعية أصدقاء الموسيقى» بالسويداء سلمان البدعيش إلى أن الباروكي يجيد العزف على أكثر من آلة وتصنيعها، والموسيقى خبزه اليومي ولديه اهتمام واضح بأولاده الموهوبين ويستحق التقدير والتكريم لما يملكه، لافتاً إلى تعاونه المستمر مع الجمعية ومشاركته الواضحة بنشاطاتها.
ويقول العازف على آلة العود والمدرس في المعهد الموسيقي في السويداء فؤاد أبو حمدان: إن الباروكي قريب بالمسافة نفس من جميع موسيقيي المحافظة ويساعد من يحتاجه منهم ويملك خبرة في صيانة الآلات الموسيقية ويقدم خدماته في أحيان كثيرة دون مقابل ويتميز بالحرفية واللمسات الفنية التي تحمل ذوقاً عالياً.
فيما يبين الموسيقي وسيم القاسم أن الباروكي فنان بعمله بطريقة تقنية وموسيقية وما يعجز عنه الآخرون في صيانة الآلات نجد له حلاً عنده حيث يعمل بتفانٍ وصبر.