استكانة ريشة أمين الباشا… رسّاماّ وأديباّ
اعتدال صادق شومان
بهدأة وصمت، استكانت الريشة والقلم، وباستسلام المطمئن أعلن عن رحيل الفنان الكبير أمين الباشا ليل الأول من أمس، بعد أن أودعنا على مدى ستين عاماً زاهياً مساحة جمال واسعة مفرداً ريشته على أسطح وضاءة باللون الكثيف مغطاة بأزهارٍ لوّحتها الشمس ولوّنتها، ترفرف عليها فراشات ربيع فيه كل الفصول مذيلة بالحكاية البيروتية بأحاسيس مفعمة بالموسيقى ومتألقة بضجيج الأمكنة وعبق الحياة ليبقى مسقط رأسه وملهمته بيروت أمين الباشا المشهد الثابت في ذاكرته رغم إقامته الباريسة التي عاش فيها ردحاً من عمره..
أمين الباشا كما تروي سيرته تفتح وعيه الطفولي على الموسيقى والرسم في منزل العائلة الزاخر بوقع الألوان والألحان توسّم بها والده عبد الرحمن من جهة وخاله خليل مكنية من جهة أخرى، وكلاهما كانا عاشقين للطرب الأصيل، وبهذه الأجواء تربّى مع شقيقه الفنان توفيق الباشا الذي أضحى رائداً من رواد الموسيقى العربية وواحداً من المبدعين الذين تركوا إرثاً غنياً في الموسيقى والفنّ والإنتاج الإذاعي.. وكلاهما انضما الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عن طريق خالهما الرفيق خليل مكنية على عادة مبدعي جيلهم من رواد الأدب والفنّ.
أمين الباشا 1932 تجربة عمرها الزمني ستّة عقود تميزت بغزارة الإنتاج رسماً وكتابة، لكنه أكثر ما عرف ولمع كرسام بالمائيات.
يُذكر أن أمين الباشا أصدر عدّة كتب من بينها: «دقات الساعة» و»شمس الليل» و»زهراء الأندلس»، إلى جانب مسرحيتين، هما: «المنتحر» «بيروت أمين الباشا لوحات ومائيات».
برحيله سيغشى المكان طويلاً حزناً قارساً على من كان ساحراً للون والكلمة… ومضى.