الراعي: المجتمعان العربي والدولي ينظران الى انطلاقة الحكومة بوحدة وتعاون
أثنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على جهود المسؤولين في لبنان لتأليف الحكومة الجديدة والعمل لمواجهة التحديات القائمة، لافتاً الى أن المجتمعين العربي والدولي ينظران الى انطلاقة الحكومة بوحدة وتعاون وتضامن.
وخلال كلمة له في الحفل الذي أقامته السفارة اللبنانية في أبو ظبي على شرفه، بحضور السفير الإماراتي في لبنان حمد سعيد الشامسي وممثلي الطوائف المسيحية والإسلامية وعدد من أبناء الجالية اللبنانية، قال الراعي: «سعادة السفير الشامسي، أنتم تعرفون كم هي محبتنا وتقديرنا لشخصك الكريم لأنك برهنت منذ اليوم الأول لتسلمك مهمتك الدبلوماسية، محبتك للبنان وللبنانيين وعبرت عنها في كل مناسبة. باسمكم جميعاً أود توجيه تحية الى سمو الأمير رئيس الدولة والى سمو الأمير ولي العهد ونائب رئيس الدولة على هذا الإنجاز العظيم الذي بدأه الأمير زايد، وانطلقت الدولة الى الإمام أكثر وأكثر وكأننا أمام خلق جديد».
وقال: «من السفارة اللبنانية أوجه تحية كبيرة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتحية كبيرة لرئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري مع التهنئة العظيمة على الإنجاز بعد تسعة أشهر. ويبدو ان كل حمل يقتضي تسعة اسهر للولادة فلم يخالفوا شريعة الطبيعة. نرى الفرح على وجوه البعض لأن البلد من دون حكومة معطل، وأنتم تعرفون الخسائر الكبيرة الا اننا نشكر كل الذين سهلوا العملية من جميع الأطياف والأحزاب، وانطلقت الحكومة، ونحن نريد لها النجاح، فالتحديات كبيرة والمجتمعان العربي والدولي ينظران الى الانطلاقة بوحدة وتعاون وتضامن».
أضاف: «لقد عشنا يومين من المؤتمر وشعرنا بفرح كبير كيف أن الإمارات اختارت موضوع الساعة فالعالم بحاجة الى الأخوة الإنسانية. كلنا يعاني من فقدان الإنسانية، ولكننا في هذين اليومين استعدنا جمال الأخوة. لقد احتفلنا بهذا المؤتمر الرائع الذي تمثلت فيه جميع الدول وقد ترافق مع زيارة قداسة البابا ولقائه مع شيخ الأزهر، وكان توقيع إعلان الأخوة الإنسانية مساء أمس بين قداسة البابا وشيخ الأزهر في دولة الإمارات التي تستحق بفضل انفتاحها على الجميع، ان تكون الأرض التي عليها التقى هذان الرمزان الكبيران ووقعا على الوثيقة لنحملها الى بلداننا وبيوتنا ومجتمعاتنا».
وأمل الراعي تحقيق السلام ووقف الحرب من اجل عودة النازحين والمهجرين الى اوطانهم، «فهذا حقهم وتاريخهم وحضارتهم. وما أجمل أن ننهي زيارتنا هنا في السفارة، آملين أن تبقى علاقة الصداقة بين بلدينا مستمرة ومتواصلة».
وكان الراعي اعتبر في تصريح آخر ان «عقد مؤتمر الأخوة الإنسانية في دولة الإمارات العربية والمشاركة فيه هو أمر هام جداً، فمثل هذا المؤتمر بات حاجة ملحة لعالم اليوم، فالناس وكأنهم فقدوا إنسانيتهم بسبب الحروب والكراهية والحقد والبغض والروح الفردية والانغلاق على الذات».
وأضاف: «لهذه الزيارة أبعادها على المستوى العالمي. فهناك دول تستغلّ الدين وتستعمل المنظمات الإرهابية والمتعصبين كما يحصل في منطقتنا وباسم الدين فتشوّهه وتبث الكراهية. نحن هنا، مسلمين ومسيحيين منذ 1400 سنة نحمل مسؤولية مشتركة، فأنا المسيحي اللبناني المشرقي عليّ نقل حقيقة الوجه الإسلامي الى العالم المسيحي الغربي، كذلك على أخي المسلم ان يخبر العالم الإسلامي عن حقيقة الوجه المسيحي في هذا الشرق. واللقاء الذي جمع قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في دولة الإمارات يحمل هذه الأبعاد وغيرها، والنتائج ستكون كبيرة في ضمائر البشرية. وهذه أكبر حرب سلمية في وجه السياسات العالمية التي تريد تفريق الشعوب وتقاتلهم من أجل مصالح تجارة أسلحتها».
ووجّه الراعي «تحية شكر وتقدير لدولة الإمارات على استضافتها للمؤتمر»، لافتاً إلى أنها «تعيش هذه الحقيقة وهي ترغب بإيصالها الى كل الناس». وقال: «مؤتمر اليوم يعطي قيمة كبيرة لأهمية التنوّع في العالم ويؤكد حاجتنا للآخر المختلف عنا وهو بفرادته وبفرادتي نبني ثقافة مشتركة».