عبد المهدي والسيستاني: العراق لن يكون محطة لتوجيه الأذى لإيران
استمرت ردود الفعل على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أن قواته ستبقى في العراق لمراقبة إيران، وفي هذا السياق أكد المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، أمس، أن «العراق يطمح إلى أن تكون له علاقات طيبة ومتوازنة مع جميع دول الجوار، وسائر الحكومات المحبة للسلام على أساس المصالح المشتركة، من دون التدخل في شؤونه الداخلية، أو المساس بسيادته واستقلاله»، موضحاً أنه «يرفض أن يكون محطة لتوجيه الأذى لأي بلد آخر».
وقال السيستاني في بيان صدر على هامش لقائه بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسة بعثتها في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، إن أمام الحكومة العراقية الجديدة مهام كبيرة وينبغي أن تظهر ملامح التقدّم والنجاح في عملها في وقت قريب وبالخصوص في ملف مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وتخفيف معاناة المواطنين، ولا سيما في محافظة البصرة».
وأكّد السيستاني «أهمية الالتزام العملي من قبل الجميع ـ مسؤولين ومواطنين ـ بمقتضيات السلم الأهلي والتماسك المجتمعي وعدم التفريق بين أبناء البلد الواحد ورعاية الأقليات الدينية والإثنية»، مشدداً على ضرورة «تطبيق القانون على جميع المواطنين والمقيمين بلا استثناء، وحصر السلاح بيد الحكومة والوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ـ ومنها عمليات الاغتيال والخطف ـ ومحاسبة فاعليها بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية».
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أن العراق لن يكون جزءاً من منظومة العقوبات ضد إيران، في إشارة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
وقال المكتب الإعلامي لعبد المهدي، إن «رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي استقبل أمس، محافظ البنك المركزي الإیراني عبد الناصر همتي والوفد المرافق له».
ونقل البيان عن عبد المهدي قوله إن «العراق تمكن من دحر عصابة داعش الإرهابية بفضل بطولات أبنائه والدماء الغالية للشهداء والجرحى والمضحين ودعم أصدقائنا وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية»، مشيدا بـ»تطور العلاقات بين البلدين والشعبين».
وأضاف عبد المهدي، أن «شعب العراق عانى من الحصار ويدرك الضرر الذي يلحق بالشعوب من جرائه، ولن يكون العراق جزءاً من منظومة العقوبات ضد إيران وأي شعب آخر».
من جانبه، أعرب محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي عن «أمله بالمزيد من التعاون بين البلدين وبالأخص في المجال المصرفي».
وكان الرئيس العراقي، برهم صالح، التقى بمحافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، لبحث القضايا الاقتصادية والمالية وأهمية توسيع التبادل التجاري بين البلدين.
وذكرت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان، أمس، أنه «استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في قصر السلام ببغداد محافظ البنك المركزي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبد الناصر همتي والوفد المرافق له».
وأضاف البيان «جرت خلال اللقاء مناقشة القضايا الاقتصادية والمالية وأهمية توسيع نشاط التبادلات التجارية، بما يضمن توطيد أواصر التعامل المالي، فضلاً عن السعي الجاد لدعم عملية التنمية وتوفير فرص الاستثمار».
وتابع البيان «جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بما يحقق تعاون وشراكة مثمرة».
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ونظيره الإيطالي جوزيبي كونتي، ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين، وزيادة التعاون في جميع المجالات، ومن ضمنها جهود دعم أمن واستقرار المنطقة.
وأعرب عبد المهدي في مؤتمر صحافي، عن «اعتزاز العراق بعلاقات الصداقة والتعاون مع إيطاليا، وتقديره لوقوفها معه في مواجهة الإرهاب، وكذلك دعمها المشاريع الاقتصادية والحيوية والإنسانية».
وقال: «ايطاليا بلد صناعي متقدم ونحن نريد الاستفادة من الخبرات الإيطالية في المجالين الصناعي والاقتصادي.. الشركات الإيطالية المعروفة بسمعتها العالمية تعمل في بلادنا، ومرحب بها، ونتطلع إلى زيادة حضورها ومساهمتها في إعادة الإعمار».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، دعم العراق في المجالات الاقتصادية والصحة والتعليم، والعمل مع اليونيسكو والبنك الدولي للتنقيب وحماية الآثار، إلى جانب برامج تدريب القوات الأمنية العراقية.
وقال كونتي إن «إيطاليا كانت وستبقى دائماً إلى جانب العراق وشعبه وسنكون معكم في مرحلة الاستقرار والإعمار».
وتشارك إيطاليا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، وينتشر ألف و500 عسكري إيطالي في العراق، وتقول روما إن «مهامهم مقتصرة على تدريب القوات العراقية، وتقديم المشورة».