فرنجية: الفراغ لا يزعجني والأولوية للأمن والوفاق الداخلي
رأى رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية انّ الجو اليوم لا يبشر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيراً إلى أنه لا يعرف ما لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري من معطيات ليكون متفائلاً، مؤكداً أنّ له ثقة كبيرة برئيس المجلس الذي «يجب ان يكون متفائلاً»، الا «أننا لا يمكن ان نسير الا بالرئيس القوي، الذي يجب أن يمتلك شرعية مسيحية ولكن ليس بالضرورة أنّ يكون من بين الأقطاب الموارنة الأربعة»، لافتاً الى انه بين الفراغ وبين الرئيس القوي «نحن مع الفراغ»، سائلاً: «أنا كمسيحي ماروني في لبنان بماذا يزعجني الفراغ…؟ مشدّداً على «أنّ الاولوية اليوم هي للأمن والوفاق الداخلي».
وفي حديث مساء أمس عبر قناة «الجديد» قال فرنجية انه «عند كل استحقاق يجب التحدث عن الظرف المناسب، ومدى تجاوب الافرقاء المتخاصمين مع هذا الجو، خاصة اذا كان هناك مناخ اقليمي يشجع هذا الموضوع، وتسهيل الأمور في كلّ المنطقة يشجع الاتفاق في لبنان، لكن تبقى هناك ضرورة للاتفاق على مطالب داخلية لانّ الاتفاق الداخلي هو الذي يسهّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وإذ لم يوافق فرنجية على قول البطريرك الماروني بشارة الراعي بأنّ الكلّ يتلقى الأوامر من الخارج، أكد أنه لا يريد الردّ على البطريرك، مشيراً الى أنّ لديه قناعته وقراءته لما يحصل في المنطقة، وضمن هذا الإطار يبني سياسته ولا يتلقى أوامر من أحد، لافتاً الى ان لا أحد منا ينفذ سياسة خارجية على حساب وطنه، حتى لو كنا نوجه الاتهامات لبعضنا في بعض الأحيان، مشدّداً على ضرورة «ان لا يكون الرئيس موظفاً عند أحد، وحتى لو كان من بين الأخصام الذين لا نتفق معهم في السياسة، مضيفاً: «الامر الإيجابي عند المسيحيين هو انهم أصبحوا على قناعة بعدم الإتيان باي رئيس لا يمثل، وقد نجحنا في توجيه رسالة إلى المسيحيين بأننا نريد انتخاب رئيس قوي وفي حال انتخبنا رئيساً من الدرجة الثانية ستكون درجة الإحباط عند المسيحيين أكبر من تلك التي حصلت في العام 1992».
وحول قول الرئيس السابق ميشال سليمان بأنّ سليمان فرنجية وضع عليه شروطاً، لفت الى انّ ما قاله سليمان عني يؤكد أننا لسنا تابعين لسورية، ففي ذلك الوقت حصل اتفاق بين السوريين والفرنسيين، ويومها أبلغنا أننا نريد قانون انتخاب على أساس القضاء، وقائد جيش يريح المقاومة والثلث الضامن، وطلب مني الرئيس الأسد التواصل مع سليمان، فذهبت وقلت له إنّ العماد عون سينتخبك وهو يدعوك الى العشاء، لكنه رفض وقال لي لن أتعشى معه لأنه تكلم عني، ولكن كلّ ما رفضه سليمان في حينه عاد ونفذه.
وكشف فرنجية ان الرئيس بشار الأسد قال لوزير الخارجية وليد المعلم: لتخرب مئة علاقة مع فرنسا وأمثالها ولا تخرب علاقة واحدة مع حلفائنا في لبنان، وانا احفظ له هذا الموقف». مشيراً إلى أنّ أحداث 7 أيار 2008 كانت نتيجة للاتفاق مع ميشال سليمان».
وعن حظوظه في الوصول الى سدة الرئاسة خاصة ان لا فيتو اميركياً على اسمه، قال فرنجية: «انّ خطي السياسي هو عروبي، وأشكر كلّ شخص لم يضع فيتو على اسمي، ولكن موقفي واضح واعلنته في اكثر من مرة، وانا لست مرشحاً حتى يصل الجنرال عون الى قرار بعدم الترشح، وطالما هو يخوض هذه المعركة فأنا معه وأدعمه من دون قيد او شرط، أنا أولاً مع الجنرال عون وثانياً مع سليمان فرنجية».
وعما تسرّب من كلام لوزير الإعلام السعودي السابق عبد العزيز خوجه قال فرنجية: لديّ الكثير من التحفظات على بعض سياسات السعودية، ولكني احترم مواقفها وقراراتها، وانا لا أرمي نفسي على احد، مواقفي واضحة وقناعاتي واضحة، إما أن يقبلوني كما أنا او لا مشكلة لديّ مع أحد. وانّ الظرف الذي يوصلني الى الرئاسة هو عندما يقرّر عون عدم رغبته بالترشح، وعندما تتفق 8 و14 آذار على دعمي».
وعما حمله وليد جنبلاط الى بنشعي في زيارته الاخيرة قال فرنجية: «لم نتحدث على الاطلاق بموضوع الرئاسة، وان الكلام تمحور حول التاريخ والجغرافيا والوضع في المنطقة وسورية، وتمنيت عليه إزالة الشخصي من اي خلاف».
وحول دعم السيد حسن نصرالله وحزب الله للجنرال عون قال فرنجيه: «ان موقف السيد نصرالله كان معروفاً، ولا أتصوّر أن إعلانه ذلك يعني الذهاب إلى خيار آخر، وحزب الله لا يعطل الرئاسة بل يطلب من الفريق الآخر بحث هذا الموضوع مع المسيحيين، وهذا لا يعني تعطيل الرئاسة بل إعطاء قيمة للمسيحيين، و14 آذار تقول الكلام نفسه للجنرال عون بدعوته إلى الاتفاق مع مسيحيّي 14 آذار».
وعن علاقته بقائد الجيش قال فرنجية: «جيدة جداً، وجان عبيد صديقي»، لافتاً الى انه «لا يثق بجورج خوري ولديه شكوك بأنّ حاكم مصرف لبنان قريب من آل الحريري».