بعد التحذير الإيراني.. موسكو تحذّر «إسرائيل»: يجب وقف هجماتكم على سورية
جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، تصميم بلاده على بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لدفع العملية السياسية في سورية.
وفي كلمة ألقاها في مقرّ الوزارة بمناسبة يوم الدبلوماسيين قال لافروف: سنواصل الإسهام في التجاوز السلمي لأزمات كثيرة ولا سيما في سورية وتحقيق تسوية راسخة على أساس قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي قبل نحو عام وإعادة إعمار سورية وتهيئة الظروف لعودة المهجّرين السوريين.
وكان مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي انعقد في مدينة سوتشي الروسية أواخر كانون الثاني من العام الماضي أكد الالتزام الكامل بسيادة سورية واستقلالها وسلامتها ووحدتها أرضاً وشعباً.
وفي السياق، شدّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين على ضرورة وقف تل أبيب الضربات التعسفية ضد سورية.
الموقف الروسي الحازم يأتي ضمن سلسلة من المواقف التي أعلنتها الخارجية الروسية التطوّرات المتصلة بشمال سورية.
وأضاف المسؤول الروسي، أن «على «إسرائيل» وقف ضرباتها لسورية الدولة ذات السيادة، هو الموقف الروسي الواضح تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، التحذير الروسي الواضح لتل أبيب يأتي بعد ساعات على تحذير إيراني مشابه من استمرار الاعتداءات على سورية.
و»لا تبريرات للوجود الأميركي في منطقة التنف بسورية بحسب روسيا»، التي شددت موسكو على ضرورة انسحاب الأميركيين منها.
من جهته، جدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين تأكيد ضرورة القضاء على الإرهاب بشكل نهائي وعدم السماح ببقاء بؤر للإرهابيين على الأراضي السورية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن فيرشينين قوله لوسائل إعلام روسية: «إن منطقة خفض التصعيد في إدلب هي آخر المناطق الأربع لخفض التصعيد التي تم إنشاؤها عام 2017، ونحن منذ البداية وفى جميع اتفاقياتنا حول مناطق خفض التصعيد شدّدنا على أمر رئيسي هو أن هذه المناطق هي تدبير مؤقت. وهذا يعني أن لا أحد سيعترف بهذه المنطقة على هذا النحو إلى الأبد».
إلى ذلك، شكلت قرارات أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، خلال الأشهر الأخيرة بخصوص العسكريين السوريين، صفحة جديدة في وضع الجيش المستمر على حاله منذ بداية سنوات الأزمة التي تمر بها البلاد.
وربما كان مرسوم العفو الشامل الذي أصدره الرئيس الأسد في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، أهم ما يمكن ذكره في هذا الخصوص، إذا تم من خلاله إسقاط كافة التهم والملاحقة القانونية والعقوبات عن الفارين من الخدمة العسكرية أو الاحتياطية سواء كانوا داخل أو خارج البلاد.
انتصارات الجيش السوري
ولا بدّ من الإشارة إلى أن وحدات وتشكيلات الجيش أبلت بلاء حسناً في مواجهة المجموعات الإرهابية وعتاة الإرهابيين الدوليين، واستطاع الجندي السوري، خلال سنوات الحرب على سورية، تدمير وقتل وتهجير مجاميع الإرهابيين من مناطق كثيرة على امتداد الجغرافية السورية.
وبعد أن تقلّصت أعداد جبهات القتال التي كان الجيش السوري مشغولاً فيها على امتداد الجغرافية، وبدأت ملامح الانتصار على الإرهاب الدولي في سورية، سارعت القيادة السورية ممثلة بالرئيس الأسد في إصدار العديد من القرارات الخاصة بتخفيف أعداد المقاتلين في صفوف المجنّدين والاحتياطيين كي يعودوا، بعد أن قدّموا الكثير من حياتهم ووقتهم في سبيل وطنهم، لممارسة الحياة المدنية الطبيعية والعودة إلى مزاولة أشغالهم كما كان عليه الحال قبل الحرب على البلاد.
المستفيدون من العفو
وفي الوقت ذاته أكد الملتحقون المستفيدون من مرسوم العفو لوكالة «سبوتنيك» عزمهم «على مساندة الجيش العربي السوري في القضاء على ما تبقى من فلول الإرهاب، مثمنين مكرمة الرئيس الأسد والتسهيلات الكبيرة التي تلقوها لتسهيل التحاقهم بوحداتهم العسكرية، داعين جميع الشباب المتخلفين عن خدمة العلم، والفارين منها، للمبادرة والانضمام لصفوف حماة الأرض والعرض رجال الجيش العربي السوري».
وأكد الرئيس السوري في تصريحات له بعد صدور مرسوم العفو أن لدى السوريين العزيمة لإنهاء الحرب وإعادة بناء بلدهم، حيث أسهم المرسوم في عودة آلاف الشبان السوريين إلى بلدهم وتسوية أوضاعهم الأمر الذي أسهم أيضاً في تعزيز المصالحة الوطنية في سورية. فضلاً عن تحسّن الظروف بالنسبة للاجئين والنازحين الراغبين في العودة، الأمر الذي رحبت به القيادة الروسية من خلال تصريحات العديد من المسؤولين الروس حول هذا المرسوم بالعفو.
ومع بداية العام الجديد 2019، تتابعت القرارات الصادرة عن الجيش والقوات المسلحة السورية في تسريح دورات العسكريين الذين تم الاحتفاظ بهم لسنوات عديدة خلال الحرب.
وانتشر نهاية العام الماضي مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه الرئيس السوري بين حشود للمواطنين في محافظة طرطوس.
وتوجّهت إحدى السيدات إلى الأسد بسؤال وهو معرفة موعد بدء تسريح آلاف العسكريين من الخدمة العسكرية، فأجابها على الفور: «قريباً أول كم يوم بالسنة الجديدة مو مطولين».
قرارات أثلجت قلوب السوريين
وبالفعل، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بعد ذلك وخلال الأسابيع الماضية العديد من القرارات في هذا الخصوص، أحدها أمر إداري يقضي بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط وصف الضباط والأفراد والاحتياط المدني ممن بلغ عمرهم 42 سنة، عدا الأطباء البشريين.
وقبل أيام أيضاً، أصدرت قيادة الجيش العربي السوري أمراً إدارياً بتسريح كل العسكريين الملتحقين من صف الضباط والأفراد من مواليد 1981 وما قبل، ويستبعد الاحتياطيون المدعوون «غير الملتحقين» من المواليد نفسها، بالإضافة إلى إنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط المحتفظ بهم والاحتياطيين من حملة شهادة الدكتوراه، ويعتبر سارياً من تاريخ 15 شباط/ فبراير الحالي.
ولم يخلُ أي قرار من هذا النوع من مظاهر الفرح والسعادة في أوساط واسعة في المجتمع السوري من شباب وأهالٍ كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عودة أبنائهم إليهم وممارسة حياتهم الطبيعية.
والجدير ذكره أن القرارات المتتابعة لتسريح دفعات من العسكريين تأتي نتيجة التحاق عدد كبير من المكلفين والمطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية وانضمامهم للجيش السوري وخاصة بعد تحرير الجيش السوري عدداً كبيراً من المناطق.
وتؤكد الأوساط الرسمية والشعبية السورية أن الحرب على سورية باتت شبه منتهية ومحسومة لصالح الجيش السوري بعد القضاء على الحشود الكبرى للإرهاب، ولم يتبق سوى الشيء اليسير الذي لن يكون مستحيلاً على الجيش الذي تمرس مع حلفائه في صد كبرى المنظمات الإرهابية الدولية في تاريخ العصر الحديث.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش السوري ضربات مركزة على مواقع وتحصينات المجموعات الارهابية رداً على خروقها واعتداءاتها على المناطق الآمنة بريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
ووجّهت وحدات من الجيش صباح أمس، ضربات صاروخية على مواقع مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في أطراف بلدة تلمنس رداً على خروقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد بريف إدلب الجنوبي. وأسفرت ضربات الجيش عن مقتل عدد من إرهابيي التنظيم التكفيري وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
وفي ريف حماة الشمالي نفذت وحدات الجيش ضربات مركزة بسلاح المدفعية على أوكار المجموعات الإرهابية في تلة الصياد على الحدود الإدارية مع حماة ما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وتدمير عدد من الأوكار داخل مغاور وكهوف في التل.
وأوقعت وحدات من الجيش أول أمس، قتلى ومصابين في صفوف المجموعات الإرهابية في بلدة اللطامنة وكفرزيتا والصياد وحصرايا اعتدت بالقذائف على بعض المناطق الآمنة وحاولت التسلل باتجاه مناطق أخرى بريف حماة الشمالي.