فارس: الشعور بالانتماء والالتزام بقضايا الوطن هو سرّ نجاح العمل التطوّعي في خدمة المجتمع
لمناسبة افتتاح فرع الدوير في تجمع النهضة النسائية أقيم لقاء في مطعم «ورد» شاركت فيه رئيسة التجمع منى فارس ونائبة الرئيسة ديما معلوف ومسؤولة الجنوب صباح قانصو ونخبة من السيدات العاملات في المجال الاجتماعي والثقافي والإنساني.
استهلّ اللقاء بكلمة ترحيب ألقتها داني حوماني، ثم كلمة لمسوؤلة التجمع في الجنوب صباح قانصو أكدّت فيها أنّ مسيرة العطاء انطلقت وهي مستمرة بدون توقف.
وألقت رئيسة التجمع منى فارس كلمة عبّرت في مستهلها عن شعورها بفرح كبير في كلّ مرة يتمّ فيها افتتاح فرع للتجمع في إحدى المناطق.
أضافت: إنه السؤال نفسه الذي أطرحه دائماً… ما الذي يدفع المرء أو المرأة إلى الانخراط في العمل التطوّعي لخدمة المجتمع من دون مقابل مادي؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوّة في زمن قلّ فيه التطوّع وباتت سمته الغالبة الربح السريع! وأصبح الجميع يتسابقون لا بل يقعون تحت وطأة هواتفهم الخلوية، وهي كالشرّ الذي لا بدّ منه والذي اقتحم حياتنا بسرعة البرق، فأصبح الإنسان يتسابق مع أشباح تنتظره في كلّ لحظة، لتخرج من هاتفه الذي صار يختصر الحياة الحديثة، ويُقحِم العالم في حياة الفرد، من الـ «يوتيوب» والـ «واتس أب» والـ «فيس بوك» وغيرها من الوسائل والمواقع، فيعيش حياة افتراضية توهِمه بأنه ليس بحاجة إلى الآخرين، وتبعِده عن العالم الحقيقي.
وتابعت فارس قائلة: بالعودة إلى السؤال فإنّ الجواب عليه ليس بسيطاً لأنه جواب مركّب من عوامل عديدة يلتقي بعضها مع البعض الآخر…
1 ـ المحرّك: انّ المتطوّع لخدمة المجتمع هو شخص ارتقى من الـ «أنا» إلى الـ «نحن»، وشعر بأنّ دوره يتخطّى حدود منزله وعائلته الصغيرة، وخرج إلى المدى الأرحب، إلى الوطن، حيث له دور أساسي في وضع مدماك في عملية بناء هذا الوطن، والمساهمة في نهضة المجتمع، وبذلك يكون المتطوّع قد تحمّل مسؤولياته برضا وقبول، وخصّص جزءاً ثميناً من وقته للمساهمة في هذه النهضة، التي استنهض لها أيضاً كلّ المحيطين به محرّكاً فيهم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والتغلّب على الفردية والأنانية.
وقالت فارس: من هنا من بلدة الدوير العزيزة لا بدّ أن أشكر السيدة صباح قانصو التي شعرت بمسؤوليتها تجاه مجتمعها وأرادت المساهمة في نموّه ولو من خلال بلسمة بعض الجراح، وذلك انطلاقاً من التصميم على الوفاء لذكرى الأمين الراحل علي قانصو الذي شكّل نموذجاً للالتزام بقضايا الوطن والمجتمع، وأوصى عائلته بالاستمرار في هذا النهج، فتحية لروحه والبقاء للأمة.
2 ـ العامل الآخر المكمل لإنجاح هذا العمل التطوّعي هو البيئة الحاضنة، أيّ أنتنّ أيتها السيدات الكريمات، نعم… فلا عمل تطوّعياً دون كرم واستعداد للعطاء دون مقابل، لذلك لا يسعني إلا أن أنحني احتراماً أمام هذه المعادلة التي أنتجت هذا الفرع الواعد، لأنه يمتلك المقوّمات الأساسية للنجاح، ألا وهي الإرادة الطيّبة وكرم الأخلاق والأهمّ هو العامل الثالث والأساسي…
3 ـ هذا العامل هو الانتماء، الانتماء للأرض، وأعني هنا الأرض بمعناها الواسع الذي يشمل الشعب والتاريخ والحضارة، ونحن هنا في أرض الجنوب على تماس مباشر مع عدوّ غاصب يريد اغتصاب كلّ شيء، الأرض والحضارة والثقافة والتاريخ… عدو يذكرنا دوماً بدورنا في المقاومة لأن لا تقــدّم في ظلّ الاحتلال بمعناه العميق، أيّ الارتهان والاستسلام للواقع.
لذلك فإنّ الانتماء للأرض يعني الالتزام بقضاياها، وهذا يعود بنا إلى النقطة التي بدأنا بها، أيّ السؤال: ما الذي يدفع المرء إلى العمل التطوّعي» الجواب باختصار هو شعوره بالانتماء والالتزام بقضايا الوطن، وهذا الشعور بالانتماء والالتزام لا يشعر به إلا من كان مسكوناً بالوعي ومنفتحاً على الآخر ومتحرّراً من الـ «أنا».
وختاماً شكرت فارس كلّ مَن ساهم في إنجاح هذا اللقاء، وعبّرت عن ثقتها بنجاح فرع الدوير بوجود إرادة العمل والتصميم على البذل والعطاء.
وقد سادت اللقاء أجواء من الفرح، كما تخلله سحب تنبولا على مجموعة من الهدايا القيّمة التي تمّ توجيه الشكر الجزيل إلى مقدّميها.