مادورو يحذر ترامب من مسّ ذرة تراب من البلاد ويتوعد بأن تصبح فيتناماً جديدة
حذّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة الأميركية من «مغبة التجرؤ على مسّ ذرة تراب من البلاد»، مشيراً في حديث لـ»قناة الميادين» هو الأول لقناة عربية من أن «بلاده ستصبح فيتناماً جديدة ضد الإمبريالية داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى دعم فنزويلا وهم يعرفون ما يجب القيام به في حالات كهذه».
وخاطب مادورو الشعوب العربية والإسلامية بالقول: «أعلم أنكم سوف تتفاعلون وتنهضون لدعمنا، وستكون للإمبريالية فيتنامات عديدة في أماكن أخرى من مختلف أنحاء العالم، لنردع الجنون الإمبريالي، ولنوقف عدوان ترامب على فنزويلا، لنستعد جميعاً ونحن نعتمد عليكم جميعاً أيها الأشقاء العرب واذا تعرضّنا يوماً ما لعدوان مباشر ادعوكم لتهبوا فوراً للدفاع عن فنزويلا».
وإذّ نفى «وجود أي خلايا لحزب الله في فنزويلا»، رد مادورو على كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالقول: «راجع مصادر معلوماتك لأنهم يحاولون الكذب عليك»، مضيفاً «إن حزب الله يشكّل قوة سياسية تعمل وتشارك في المؤسسات الدستورية في لبنان، لديه برلمانيين ومسؤولين منتخبين ووزراء، وهو قوة سياسية، ونحن ليس لدينا علاقات مع حزب الله، لكننا نحترمه كقوة سياسية في لبنان. وكل شيء آخر هو خرافة وتلاعب يهدف لتبرير العدوان على فنزويلا من قبل بومبيو».
وأبدى الرئيس تأثره بـ»تضامن الشعوب العربية مع فنزويلا لا سيما تضامن الشعب الفلسطيني»، وخاطب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بالقول: «كل محبّتنا لكم، وأسأل الله أن يبارككم. وان التزامنا معكم ثابت، وأريد أن تطمئنوا إلى أن هذا الرئيس الذي ترونه أمامكم هنا في فنزويلا يعتبر نفسه رئيساً فلسطينياً».
وأضاف «أشعر أنني فلسطيني، أشعر أنني عربي، وأشعر بأنني جزء من هذه القضية التاريخية، أشعر بذلك بصدق وبعمق ، وأنا أقدّر كل دعمكم فنزويلا لن تتخلى أبداً عن القضية الفلسطينية ونمثل التضامن الحقيقي مع فلسطين ومع استقلالها ومع حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والعيش بسلام».
مادورو كشف أن «غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً لفنزويلا، ومن معه هم أشخاص تم إعدادهم خلال سنوات، كعملاء لوكالة الاستخبارات الأميركية وعندما يتم الكشف عن الوثائق السرية سيسقط القناع عن وجوه هؤلاء الأشخاص الذين تم إعدادهم لخدمة المصالح الأميركية والصهيونية لا تشك بذلك ولو للحظة»، مشيراً إلى أن «القضاء الفنزويلي تحرك لملاحقة غوايدو بتهمة انتهاك الدستور والقوانين وهو عاجلاً أم آجلاً سيكون عليه المثول أمام العدالة وأمام القانون».
بالتوازي، أكد الرئيس الفنزويلي «حرية العمل للمعارضة واحترامه لهم وامتلاكهم لضمانات للعمل السياسي في البلاد، مشيراً إلى أن المشكلة الأساس هي في رؤساء المعارضة الذين تحوّلوا إلى دمى لترامب، وعملوا ضد بلدهم وأضروا باقتصادها وأساؤوا كثيراً لمجتمعهم»، مؤكداً «أن الصورة مختلفة تماماً عن تلك التي تبيعها وسائل الإعلام الدولية».
الرئيس الفنزويلي أكد أنّ «بلاده ستتغلب على الحصار»، مشيراً إلى أن «هذه الصعوبات فرصة لتطوير نموذج اقتصادي مستدام جديد في بلادنا»، وأضاف «لدينا تحد متمثّل في زيادة إنتاج النفط بمقدار مليون برميل إضافي وأن هذا العام سيشهد خطة لزيادة إنتاج الذهب بثلاثة أضعاف، وزيادة إنتاج الغاز القابل للتصدير، ولإنتاج الصلب القابل للتصدير والحديد والألمنيوم».
ودعا مادورو المستثمرين لا سيما في العالمين العربي والإسلامي «أن يأتوا إلى فنزويلا للاستثمار فهي فرصة جيدة».
مادورو لفت إلى أن «القرن الواحد والعشرين يشهد تنوع الأقطاب القوية السياسية والاقتصادية والعسكرية وباتت الأقطاب منتشرة في أميركا اللاتينية وفي آسيا في أوراسيا وفي العالم العربي وفي إفريقيا»، مشيراً إلى أن «الصين وروسيا وتركيا وإيران هي قطب قوي بحد ذاته في منطقته».
مادورو أكد أن «غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً إنما ينتهك الدستور وسوف يمثل أمام العدالة عاجلاً أم آجلاً».
واتهم مادورو رؤساء المعارضة بأنهم «مجرد أدوات وعملاء للخارج»، ورأى أن «سلطة رئيس المعارضة الذي نصّب نفسه رئيساً وهمية».
الرئيس الفنزويلي أكد أن «البيت الأبيض أعطى الموافقة على اغتياله في الرابع من آب عبر استخدام بعض الطائرات المسيّرة من دون طيّار».
وإذّ طمأن إلى أن «ولايته سيكملها حتى عام 2025»، داعياً المستثمرين لا سيما العرب والمسلمين إلى أن «يأتوا ويستثمروا هنا، وأن يده ممدودة للشعوب العربية والإسلامية»، أكد أن «كل ما يجري هو أزمة مختلقة بتواطؤ من جهات داخلية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في بلدنا هدفها إخضاع فنزويلا، والاستيلاء على ثرواتها الطبيعية عبر تلفيق قصة «التدخل الإنساني لانه لا يمكنهم الإدعاء بأن مادورو لديه أسلحة دمار شامل، كما فعلوا في العراق، أو أن يختلقوا مجازر هنا كما فعلوا مع ليبيا، لذلك ابتدعوا أزمة ذات هدف ظاهري نبيل بين قوسين، من أجل تحقيق التدخل الإنساني. ولكن الهدف واحد: السيطرة على فنزويلا».
مادورو تحدث عن «العروض التي تأتيه»، مؤكداً «رفض أي مناورة أو رشوة أو تهديد من هذا النوع»، وأكد أن «نضاله ونضال الشعب الفنزويلي هو من أجل قضية ثورية. ونحن نقدم حياتنا كلها قرباناً لها ولشعبنا ولدستورنا وللتاريخ العظيم الذي حفظناه ونحملة بفخر في وعينا وضميرنا».