حفلة وارسو والحكومة الكومبارس
محمد عبد السلام
على هامشه شهد مؤتمر وارسو اجتماعاً لرباعية العدوان على اليمن أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات ، غُيّبت عنه ما يُسمّى بحكومة هادي وهي من يفترض أنها المعنيةُ بأمر بلدها قبل الآخرين، فتم التعاطي معها كما لو أنها غير موجودة، وفي حفلة وارسو جيء بممثل تلك الحكومة لاستخدامه في العرض المسرحي بطريقة هزلية تعكس مستوى الهوان الذي وصل إليه خونةُ الأوطان.
ليس لحكومة مزعومة أي مسوّغ لحضور مؤتمر وارسو المشبوه سوى أنها بلا قرار وبلا إرادة، ومطلوبٌ أن تظل كذلك حتى يسهل انقيادُها وجرّها إلى مواطن كانت إلى وقت قريب تشكل جريمة وطنية وقومية ودينية وإنسانية، خصوصاً في أنشطة سياسية لها تداعياتها الكارثية على مصير الأمة.
إن المكوث الطويل لحكومة المرتزقة في الخارج يبدو أنه قد أصابها بلوثة التطبيع فانساقت وراء الرياض وأبوظبي بشكل أعمى، وضد موقف الشعب اليمني المتمسك بقضية فلسطين منذ سنواتها الأولى شأنه شأن باقي الشعوب العربية، وأما استحضار إيران فعذر أقبح من ذنب، إذ إن الشعوب العربية سابقةٌ في التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وجاءت ثورة إيران لتعزيز الموقف العربي المقاوم، فما عدا مما بدا حتى ينقلب بعض العرب على أنفسهم ويتحوّلوا قوّادين بعد أن كانوا قادة؟!
إن حفلة وارسو المكرّسة أميركياً وإسرائيلياً وبغطاء عربي لتصفية قضية فلسطين لا بدّ أن تكون علامة فارقةً بين زمنين، وبين محورين، محور فلسطين، ومحور أميركا و»إسرائيل»، وعلى الشعوب العربية أن تتحرّك لاستعادة زمام المبادرة.
إن السلام في اليمن لن يتأتى من خلال الهرولة المقيتة إلى أحضان «إسرائيل»، والمشاركة الخيانية في مؤتمر وارسو من قبل مجموعة تحالف العاصفة وحكومة المرتزقة تمثل تصعيداً في العدوان على اليمن.
6- ندعو كل فرقاء وأطياف الشعب اليمني بلا استثناء الى إدانة هذا الموقف المخزي، وتأكيد أن موقف اليمن كان وسوف يظل إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله التاريخي والمقدس، وأن مسالمة العدو الإسرائيلي لن تجلب لصاحبها إلا الذل والعار والهوان.
قيادي في حركة أنصار الله اليمنية.