عندما يصبح باطن الأرض خير من ظاهرها
عمر عبد القادر غندور
انتهى مؤتمر وارسو الفاشل الى صورة يعبّر عنها رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو، يلتقط صورة «سلفي» مع بعض رؤساء الوزراء العرب المطبّعين وإلى جانبه وزير خارجية اليمن الذي ظهر مغلوباً على أمره، وما لبث أن أطلق تغريدة قال فيها انّ جلوسه الى جانب نتنياهو كانّ خطأ ارتكبه المنظمون!
حلف وارسو التعيس، ليس الأوّل والاخير، وستستمرّ الولايات المتحدة ومن معها في تشكيل الأحلاف كحلف بغداد 1955 الذي ضمّ إيران الشاه وتركيا وباكستان والعراق الملكي لكنه تلقى ضربة على الرأس عام 1958 بفعل ثورة العراق ثم أجهزت عليه الثورة الإسلامية المباركة في إيران عام 1979 فأعلنت بريطانيا هزيمته.
في زمن الاتحاد السوفياتي والدول الرأسمالية كانت أميركا تعتمد المرتكز الأساسي في استراتيجية الهيمنة على العالم، الأحلاف العسكرية، تحت عنوان محاربة التغلغل الشيوعي فأنشأت القاعدة وأمثالها كداعش وأخواتها، واعتبرت كلّ من يحارب «إسرائيل» هو شيوعي، ولم تسجل الوقائع إطلاق رصاصة واحدة على «إسرائيل» من قبل هذه المنظمات الإرهابية!
وليس صدفة أن تكون معظم دول ما يسمّى بجامعة الدول العربية، تعتبر سلاح حزب الله وكلّ سلاح مقاوم ضدّ الاحتلال الصهيوني هو سلاح إرهابي، وأوكلت خصوصاً في عهد ترامب، إلى السعودية لتنفق وتموّل هذه المنظمات الإرهابية في العراق وسورية وإسكات كلّ من يرفع شعار «الموت لإسرائيل» كما رفعه الشعب اليمني المنتصر.
وأكبر كذبة في التاريخ هو انّ الخطر الذي يهدّد استقراء الشرق الاوسط يأتي من إيران! والأكبر من ذلك وأدهى، ان يقوم عرب أميركا وغيرهم من المسلمين بترويج هذه الفرية على حساب كرامتهم ودينهم ومقدّساتهم ويقبلون ادّعاء التلموديّين الصهاينة بأرض «الميعاد» ويكذبون قول الله تعالى «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا ١ الاسراء»
ألا والله لباطن الأرض باتت خير من ظاهرها الى ان يحق الله وعده، والله لا يخلف الميعاد.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي