مادورو يدعو غوايدو إلى الاحتكام للانتخابات والجيش متأهب لصدّ «هجمة» أميركية
دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو إلى «إعلان الانتخابات في البلاد».
وسأل مادورو في تصريح أمام خريجي جامعة طبية بثّ على تويتر: «لماذا غوايدو لا يدعو إلى انتخابات، لنتخلص منه عبر التصويت الشعبي؟».
وأضاف: «دعوا المهرج الذي نصّب نفسه رئيساً إلى إجراء انتخابات، لنتخلص منه عبر التصويت».
واعتبر مادورو أنه «في حال التدخل العسكري في البلاد، فإنّ شعوب العالم ستساعد فنزويلا»، مضيفاً: «لن يقاتل الشعب الفنزويلي فقط، أنا متأكد من أنّ شعوب العالم ستثور وستقاتل معاً في فنزويلا».
وكشف مادورو أن بلاده «تسلمت من روسيا 300 طن من المساعدات الإنسانية» أمس.
من جهتها، كذّبت هافانا واشنطن، وأكدت أنها «لم تنشر أي قوات كوبية على أراضي فنزويلا».
وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في مؤتمر صحافي: «حكومتنا تكذّب هذا الافتراء بشكل قاطع».
وذكر الوزير «أنّ عدد الكوبيين الموجودين حالياً في فنزويلا، يبلغ 20 ألفاً وجميعهم من المدنيين، ويعملون بشكل رئيس في القطاع الطبي».
وفي وقت سابق، اتهمت الولايات المتحدة السلطات الكوبية بـ»إرسال عسكريين وقوات أمن إلى فنزويلا».
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الكوبي الجانب الأميركي بـ»تدبير حملة سياسية وإعلامية كبيرة وهي في العادة مقدّمة لأعمال كبيرة تقوم بها واشنطن».
ووصف الأزمة في فنزويلا بأنها «مؤامرة إمبريالية فاشلة، تم تدبيرها في واشنطن»، مشيراً إلى أنّ «محاولات تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية لفنزويلا، هي مقدمة لغزوها». وقال: «نعتبر جميعاً شهوداً على التذرع بالمساعدات الإنسانية لاجتياح فنزويلا».
من جهته، أعلن الرئيس البوليفي إيفو مورالس، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يخطط لتدخل عسكري في فنزويلا».
وأكد مورالس أنه «إذا قام رئيس البيت الأبيض بتنفيذ خططه، فسوف يكون مسؤولاً عن موت الناس والدمار».
وتابع: «بعد الهجمات الاقتصادية على فنزويلا يستعدّ ترامب لغزو هذا البلد عسكرياً».
ووعد موراليس بـ»وقف العنف وعدم السماح بالتدخل العسكري».
وقبل ذلك، أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، «أنه سيفتح الحدود في 23 شباط، لدخول المساعدات الإنسانية». كما أفاد بـ»هبوط ثلاث طائرات أميركية محملة بمساعدات إنسانية، في مدينة كوكوتا الكولومبية قرب الحدود مع فنزويلا».
وغرد غوايدو أمس، على حسابه في «تويتر» وكتب: «بعد اجتماعنا مع سفراء أوروبيين نعلن عن مساهمة تبلغ 18 مليون دولار تخصّصها كل من إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لمساعدة بلادنا إنسانياً.. شكراً على دعمكم.. نضالنا من أجل حياة مئات الآلاف من الفنزويليين»!
ويُصادف الـ23 من شباط مرور شهر واحد على إعلان غوايدو بدعم من واشنطن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا.
وفي الوقت الراهن، يمنع الجيش الفنزويلي الذي لا يزال موالياً للرئيس نيكولاس مادورو دخول المساعدات الإنسانية الأميركية من كولومبيا.
كما أغلقت فنزويلا حدودها البحرية مع كوراساو، منعاً لـ»استخدام الجزيرة الهولندية الواقعة قبالة سواحلها الشمالية، منطلقاً لإرسال مساعدات أميركية لأراضيها».
وردّاً على سؤال، بشأن مدى صحّة معلومات تداولتها الصحافة المحليّة ومفادها «أنّ فنزويلا علّقت الرحلات البحرية بين موانئها وموانئ الجزر الهولندية الثلاث كوراساو وأروبا وبوناير»، قال الأميرال الفنزويلي فلاديمير كوينتيرو: «هذا صحيح»، من دون أن يدلي بأي تعليق إضافي.
وأعلنت البرازيل أول أمس، أنها ستضع قرب حدودها مع فنزويلا السبت المقبل «مساعدات إنسانية موجّهة للفنزويليين»، وذلك في إطار عملية يجري إعدادها بـ»التعاون مع الولايات المتحدة».
وقال المتحدّث باسم الرئاسة البرازيلية أوتافيو ريغو باروس: «إنّ المساعدات المكوّنة من أغذية وأدوية، ستكون متاحة على الأراضي البرازيلية، في بوا فيستا وباكارايما، لكي تجمعها حكومة خوان غوايدو»، رئيس البرلمان الفنزويلي الذي نصّب نفسه رئيساً للبلاد واعترفت به خمسون دولة.
وبانتظار يوم السبت يتواصل تخزين المساعدات في كولومبيا بالقرب من الحدود مع فنزويلا، كما يعتزم غوايدو إدخال المساعدات عبر الحدود مع كلّ من البرازيل وكوراساو.
ولا تزال القيادة العسكرية في فنزويلا موالية لمادورو، وترفض إدخال المساعدات من كولومبيا، فيما سبق لغوايدو والرئيس الأميركي دونالد ترامب وناشدا الجيش التخلّي عن مادورو. لكنّ وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، حذّر أول أمس من أنّ «القوات المسلحة منتشرة في حالة تأهُّب على طول حدود البلاد… لمنع أي انتهاك لسلامة أراضيها».