لافروف: تشكيل اللجنة الدستورية صار في مراحله الأخيرة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية صارت في مراحلها الأخيرة، مشيداً بمؤتمر سوتشي للتسوية السورية ومقرّراته.
وقال لافروف، خلال مؤتمر بمناسبة السنوية الأولى لرحيل المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين: «استناداً إلى مقررات مؤتمر سوتشي تمّ الآن توفير كل الظروف اللازمة لبدء العملية السياسية، وتشكيل اللجنة الدستورية بمشاركة كل القوى السياسية السورية، صار في مراحله النهائية».
وفي وقت سابق، أكدت الخارجية الروسية أنّ تشكيلة اللجنة الدستورية السورية متفق عليها عملياً، إلا أنّ الأمم المتحدة أصرت على استبدال بعض الأسماء في حصة المجتمع المدني في قوام اللجنة.
وفي السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استمرار العمل مع الجهات المعنية من أجل إتمام تشكيل اللجنة الدستورية السورية، معرباً عن أمله بإطلاق عمل اللجنة في أقرب وقت.
وأوضح بوغدانوف أنه يجري حالياً تنسيق أسماء المرشحين في القائمة الثالثة للجنة الدستورية، والتي يفترض أن تضم ممثلين عن «المجتمع المدني»، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة تصرّ على استبدال 6 مرشحين سجلت أسماؤهم في القائمة الأصل.
وأضاف: «نأمل أن تنتهي العملية في أسرع وقت ممكن».
وشدّد بوغدانوف على أنّ تشكيل اللجنة «يتوقف في نهاية المطاف على التوافق بين الحكومة السورية والمعارضة، ويجب أن يوافق كلا الطرفين بهذا الشكل أو ذاك على جميع المرشحين الـ150 للجنة الدستورية».
على صعيد آخر، أكد بوغدانوف حتمية العملية العسكرية ضدّ الإرهابيين في إدلب وإنهاء سيطرتهم على المنطقة.
وقال بوغدانوف للصحافيين أمس: «أعتقد أنه أمر لا مفرّ منه، لأنّ أولئك الذين لا يتخلون عن الإرهاب، ينبغي بالطبع القضاء عليهم».
إلى ذلك، رجحت الخارجية الروسية استمرار جماعة «الخوذ البيضاء» بالتحضير لاستفزازات في سورية باستخدام «سلاح كيميائي» تتخذها واشنطن ذريعة للإبقاء على جيشها في الأراضي السورية.
وجاء في مقال نشرته صحيفة «إزفيستيا» أمس: «لا تستبعد وزارة الخارجية الروسية احتمال استغلال واشنطن استفزازاً تدبّره «الخوذ البيضاء» لتأخير انسحاب قواتها من سورية وتبرير عمليات عسكرية محتملة ضدّ الدولة السورية».
وقال مصدر في الوزارة إنّ أهداف «الخوذ» معروفة ومكشوفة للجميع، وتتلخّص في تبرير التدخل الأجنبي في الأزمة السورية.
وأشار المصدر إلى أنّ الحكومة السورية تخلصت تحت رقابة دولية من كلّ مخزون السلاح الكيميائي ولذا فليس لديها أي دافع لاستخدام السلاح الكيميائي.
واعتبر أنّ الاستفزاز الكيميائي قد يستخدم لتشويه صورة الحكومة السورية، وتأخير انسحاب الجيش الأميركي، وربما تبرير قصف سورية.
يشار إلى أنّ موسكو ودمشق، تتهمان «الخوذ» بالتواطؤ مع الزمر الإرهابية في سورية، وتمثيل مسرحيات «القصف السوري الكيميائي» على المدنيين في خان شيخون شمالي البلاد، ودوما في ريف العاصمة دمشق.
كما تناقلت وسائل الإعلام الروسية الكثير من الصور والتسجيلات، والشهادات التي تؤكد ظهور «الخوذ» أمام الكاميرا من حيث لا يدري أحد، عقب كلّ تفجير أو قذيفة، ليلتقطوا صور الدمار ويوثقوا «تفانيهم» في إسعاف المدنيين أمام الكاميرا.
وبعد التصوير، تروّج تسجيلاتهم على وسائل إعلام الدول المناهضة لدمشق، وترفق بتعليقات وتصريحات تتهم «النظام السوري» بهذا التفجير أو ذاك، كيميائياً كان أم عادياً، ما حمل وزارة الدفاع الروسية على اتهام «الخوذ» مباشرة بتدبير التفجيرات، والمسرحيات الكيميائية لإرضاء رعاتهم، وتبرير ما ينفقونه من مال و»تبرعات» تصرف لهم.
وكان لافروف عبّر عن رضاه عن أنّ الطابع التمثيلي لمشاهد الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية بات يتجلى لعدد أكبر من الناس. وقال لافروف للصحافيين السبت الماضي في ختام مشاركته في أعمال مؤتمر ميونخ للأمن : «أعتقد أنّ الغرب كان يعرف الحقيقة منذ بداية الأمر، لأنّ بعض الدول الغربية دبرت هذه العمليات الاستفزازية ونفذتها بواسطة الخوذ البيضاء سيئة الصيت، وهي منظمة يرأسها عميل سابق في جهاز الاستخبارات البريطانية مي 6».
على صعيد آخر، التقى نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية السفير رمزي رمزي في إطار التشاور المستمر بين الحكومة السورية ومكتب المبعوث الخاص حول الأوضاع في سورية واستكمالاً لما تمت مناقشته خلال زيارة المبعوث الخاص إلى سورية الشهر الماضي وتحضيراً لزيارته المقبلة إلى سورية التي سيحدّد موعدها لاحقاً.
وتمّت خلال اللقاء مناقشة قضايا تتعلق بالأوضاع القائمة على الأرض والجهود المبذولة على مختلف المستويات للتوصل إلى إنهاء الأزمة وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تؤكد على سيادة واستقلال ووحدة سورية أرضاً وشعباً بما في ذلك القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والدور الذي يستطيع أن يقوم به المبعوث الخاص لتسهيل الحوار بين السوريين بحيث تكون العملية السياسية بقيادة وملكية سورية.
ميدانياً، أحبطت وحدات الجيش السوري محاولة تسلل مجموعات إرهابية باتجاه النقاط العسكرية التي تحمي المدنيين في القرى والبلدات الآمنة بريف حماة الشمالي الغربي وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد.
ونفذت وحدة من الجيش سلسلة ضربات بسلاح المدفعية على مواقع ومحاور تسلل مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة «النصرة» كانت تتحرك في قرى الزيارة وقبر فضة والشريعة على الطرف الشرقي لسهل الغاب باتجاه المناطق الآمنة للاعتداء عليها. وبين مصدر أنّ الضربات أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم المتزعم «أبو عمر الكردي».
وفي الريف الشمالي لمنطقة محردة، رصدت وحدة من الجيش مرابطة في قرية الجبين تسلل مجموعة إرهابية من محور بلدة الأربعين نحو نقاط للجيش في المنطقة تحمي المدنيين في القرى والبلدات الآمنة وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.
ودمّرت وحدات من الجيش أول أمس مواقع ونقاطاً محصّنة وقضت على عدد من الإرهابيين في ردها على خروقات التنظيمات الإرهابية لمنطقة خفض التصعيد في قرى خربة ناقوس والجنابرة وتل الصخر وبلدة الزيارة بريف حماة الشمالي.