«مؤتمر بيروت» ندّد بـ «وارسو» ومشاركة بعض العرب: يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإشعال اقتتال طائفي
ندّد «مؤتمر بيروت والساحل للعروبيين اللبنانيين» بمؤتمر وارسو، وانتقد بشدة مشاركة بعض العرب فيه، مشيراً إلى أنّ هذا المؤتمر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإشعال اقتتال إسلامي إسلامي وطائفي وعرقي خدمة لمشروع الأوسط الكبير».
وأشار «المؤتمر» في بيان أمس، إلى أنّ «الإدارة الأميركية بذلت كل ثقلها ومارست الضغوط المتنوعة لعقد مؤتمر وارسو لتحقيق» من أجل «إنعاش مشروع الشرق الأوسط الكبير لتقسيم سبعة دول عربية مقابل عملقة الكيان الصهيوني»، وإحياء «مشروع الأوسط الجديد الذي طرحه الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، قبل حلّ المشكلة الفلسطينية والذي فشل بعد رفض سورية ومصر والسعودية له عام 1996».
كما هدفت إلى «استدعاء موافقة أكبر عدد من الدول للمصادقة على تهويد القدس وضرب المقاومة الفلسطينية، لحساب مشروع القرن الأميركي بتصفية القضية الفلسطينية وإحياء مشروع تكبير جغرافية غزة وإلحاق شطر من سيناء وفق رؤية بايدن، لقيام دويلة فلسطينية مقابل تهويد كل فلسطين وإلغاء القرارات الدولية باستعادة الأرض المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس».
كما هدفت الولايات المتحدة إلى «التمهيد لتفجير صراع إسلامي إسلامي، طائفي وعرقي في الساحة العربية والإسلامية، وإشعال مواجهة بين بعض العرب وإيران تقضي على البشر والحجر والعمران وآبار النفط، وتؤدي إلى اقتتال رهيب بين المسلمين في العالم، ما يسهّل السيطرة الأميركية الصهيونية على المنطقة، بعد أن تلقى الأعداء ضربات عربية دفاعية أفشلت التقسيم وفق المشروع الأميركي الصهيوني في مصر وسورية والعراق وليبيا وفلسطين».
كما رأى مؤتمر بيروت أنّ واشنطت أرادت من مؤتمر وارسو «تشكيل «حلف الشرق الأوسط» بين دول عربية و»إسرائيل» تحت شعارات محاربة الإرهاب الذي أوجده أصلاً حلف الأطلسي».
وتابع: «غير أنّ مؤتمر وارسو لم يحقق معظم هذه الأهداف الأميركية الصهيونية، بسبب ضعف التمثيل الأوروبي، وغياب أركان دول أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، مع غياب كامل للصين وروسيا ودول البريكس، وعدم صدور بيان مشترك للمؤتمرين في وارسو، وعدم صدور قرارات عن انشاء ناتو عربي أو حلف عسكري للشرق الأوسط».
ولفت مؤتمر بيروت إلى أنّ «مؤتمر وارسو هزيل، فحتى البلدان العربية التي شاركت مع غياب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كان تمثيلها ضعيفاً لا يعوضه تمثيل السعودية ودويلات هامشية كعمان والبحرين، مع غياب كلّ الاتجاهات الفلسطينية التي أعلنت مقاطعتها لهذا المؤتمر التصفوي».
وسجل ملاحظات على بعض الحضور الرسمي العربي، ومنها: «أنّ خالد اليماني بتمثيله وزارة خارجية اليمن، خالف التزام بلاده بقضية فلسطين والمبادرة العربية 2002، فانفرد بموقف أدانه كلّ أطراف الحوار اليمني الذين استنكروا موقف حكومته، خاصة أنّ شرعية الحكومة اليمنية تستند إلى تأييد أطراف الحوار الوطني»، واعتبر «أنّ وزير خارجية السعودية بمشاركته في هذا المؤتمر، بحضور الإرهابي الصهيوني بنيامين نتنياهو، إنما يناقض المبادرة العربية للسلام 2002 التي جدّد التزامه بها الملك سلمان بن عبد العزيز مؤخراً، حيث أكدت إدارة المملكة أن لا تطبيع مع العدو قبل تطبيق المبادرة العربية وانسحاب إسرائيل من كل الأرض المحتلة عام 67 وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس». وتساءل: «كيف تسمح إدارة الإمارات لنفسها في إجراء تطبيع مع العدو حتى بالحد الأدنى الذي يرفضه قطعياً المرحوم الشيخ زايد بن سلطان ومعه شعب الإمارات العربي الرافض لكل أشكال التطبيع؟».
ورأى مؤتمر بيروت «أنّ الأميركيين حققوا نجاحاً نسبياً في إبراز التطبيع السياسي والإعلامي لبعض الدول العربية التي شاركت في وارسو مع العدو الصهيوني»، مؤكداً أن «أحرار العرب الذين حطموا أحلاف الاستعمار في الخمسينيات والستينيات بقيادة جمال عبد الناصر، سيعارضون ويقاومون تنفيذ مشروع الناتو العربي وحلف الشرق الأوسط»، لافتاً إلى «أنّ الأمة اليوم في حالة نهوض بعد أن حطم أحرارها أهم حلقات مشروع الأوسط الكبير، ويعيش الكيان الصهيوني محاصراً بالصواريخ من لبنان وغزة بما يوازي توازن رعب مع العدو، كما أنّ الانفراد الأميركي بالهيمنة عالمياً بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي انتهى، فروسيا والصين ودول البريكس والقوة الاقتصادية لآسيا الصاعدة على حساب دول الأطلسي إلى الأمام، والغرب كله يتراجع إلى الوراء».
ورأى أنّ «الولايات المتحدة على أبواب حرب أهلية داخلية، والاحتمال كبير باسقاط ترامب في المديين القريب أو المتوسط، وكل الرهانات الرسمية العربية على أميركا ستنهار ولقد عودتنا أميركا على التخلي عن حلفائها».
وأدان «مؤتمر وارسو والسياسة الاستعمارية للولايات المتحدة»، مشدّداً على تمسكه «بوحدة كل كيان وطني عربي ضد الصهاينة وضد التقسيم وضد الإرهاب الجاهلي»، ودعا «أحرار العرب إلى إحباط كل المشاريع المعادية»، محيياً «كل قيادة عربية وإسلامية بما فيها لبنان، لم تشارك في مؤتمر وارسو الاستعماري الصهيوني».