للذين تعبوا من الرصيف
للذين أتعبتهم هذه الدنيا، وأخذتهم هي حيث تشاء ولم تترك لهم أي خيار في هذا العالم المقيت، للذين افترشوا بأجسادهم زفت المكان والزمان، فأضلوا بوصلة العالم وجسّدوا بمعاناتهم ظلم الحاكم، للثائرين من أجل رغيف الخبز والمارين من تحت زنزانات القهر والراضخين الذين أصبحوا من ضعفاء هذا الكوكب اللعين، ألم يحن الوقت أن يُصنع منكم ثائر أو مناضل أو مُخلّص؟.. ألم يحن الوقت أن يكون منكم مِلة تدعو إلى إبادة الظالم؟
ولأولئك الذين يكابدون، الذين يتقنون لعبة التخفي وراء ابتساماتهم، الذين يعزون أنفسهم بالدين والقسمة والنصيب وهم بأشد الحاجة لأسخف حقوقهم، ماء، كهرباء، طبابة، ضمان شيخوخة، على الأقل وظيفة تمكنهم من العيش ألا يوجد فيكم رجل أو امرأة او شيخ ليرفع الصوت عالياً ويطالب بالحق باسم الله والرب.
وللذين تغربوا وأزاحوا الستار عن بلادهم وظنوا أن الشمس هناك.. في عالم يسكنه الغرباء، الذين قالوا سنرجع يوماً، فلا رجعوا ولا استمروا ولا حملوا الشمس بين أكُفهم، أليس من الأجدر أن تحطموا السد بينكم وبين شمس مدائنكم.. أن تثوروا وتتمرّدوا وأن تقولوا نحن أبناء هذه الأرض.
ما الفرق بين بلد يحتّله العدو وآخر تحتله دولته؟
ما الفرق بين الظالم الغاشم والحاكم النائم؟
ما الفرق بين الاستعمار وبين الاستغلال؟
ما الفرق بين الطاغية والمستبدّ؟
متى سنصنع نحن هذا الفرق ونسحق هذا الجبن اللعين.
بدلاً من أن تنتحر.. أعلنها ثورة
بدلاً من أن تنطوي على نفسك.. أعلنها ثورة
بدلاً من أن تتعاطى المخدرات… أعلنها ثورة
وبدلاً من أن تلجأ إلى اوكار الفساد… أعلنها ثورة
ميساء الحافظ