رواية «نزاز» للكاتب الزميل طلال مرتضى… التفاتة أخيرة إلى ما وراء الحقيقة!

د. فايزة حلمي

ما هذه الرواية بسيرة ذاتية! إنها وحيّ مغامرات العنكبوت المُستَعْمِر كِسرِة جدار، كأنما أدار مَغزَل الكاتب، فأوْلَم له حرير عُمْره، يغزله مُوجِزاً حياته، بهوادة على مرأى مِن قرّائه، كأنّه انتحار رمزي، يتشرنق خلاله كاتبنا بخيوط ذكرياته الحريرية، حتى نسمع صوت الإغلاق النهائي لآخر الحبْكَة. حينئذ.. يتصوّر الجميع خروج فراشة كاتبنا في طوْرِه الجديد، كلّ حسبما استوعب وهضَم المكتوب.. ويا لها مِن تصاوير!

مِن البداية وبصورة فوريّة يُبدأ الكاتب برفع قلمه على أسنّة أحرفه، مُقِراً ومُعترفاً بأنَاه، وكأنه مُقتَرِف وِزْر الإبداع الآتي ذِكْره فيما بعد: «الكاتب الذي صار خارج نصّ الحكاية، أنا»، بل يتبع ذلك بإقراره بوقوعه أسيراً في شرك الحبكة، كأنه الصيّاد والفريسة في آن،ٍ كأنه وقبل أن يتبين لنا وله الخيط الأبيض من الخيط الأسود مِن نسيج الحَكي، يقرّ بأنه لم يحاول اكتشاف مَنابِع ولا مَصبّات أحباره، فقط سيفتح مَضخّات شرايين ذكرياته، لِدّفق مقتنياتها، إنه انتحار مِن نوع جديد، إنه يُبقِي أحباءه على مَقربة، مُطلّين على المَشهَد، مِن نهايته وقبل إنقاذه يدعوهم أوّلاً إلِى سماع مُسببات إقدامه عليه.

الكاتب له أسلوبه المتفرّد به، في استخدام فرشاة أبجديته، لرسم لوحاته، فهو لا يتشبّه بأسلوب رينوار أو فان غوغ، بل يذهب إلى بريّة حدسه ويضع أثراً مختلفاً، وهذا إبداعه الخاص، وقد آثر في هذا الصقيع الممسك بأطراف ثوب الغربة، أن يأتي بالقارئ إلى غرفته لا أن يخرج إليه، لذا رسم لوحة مَشهده ثم دعا إليها القارئ، «ليل المغترب يحتاج أن تُولم له كلّ ممكناتك، لتبدّد صقيعه».

ما هذه البراعة غَيْر المَسبوقة التي يعلن بها: «مثل عرافة بائسة ضلت غواية الودع، أنا..»، الكاتب كأنه يحاول عَبْثاً وضع عراقيل للقارئ وكأنه يثني عزمه عن قراءة ما لَم يُكْتَب بَعْد، كما في قوله: «القصة مملة حدّ الاختناق»، كأنّه يُوقظ حُب الاستطلاع لَدَى القارئ مِن سباته، بل الكاتب بكامل لياقته الذهنية، وبكامل انتباهه بتأثير قهوته التي تجرّع حروفها بمجازاته، حريص على إيضاح الفِخاخ التي يضعها للقارئ، «كلّ جرعات الأمل التي تجرعتموها قبلاً، كانت منتهية الصلاحية».

ويا للغرابة؟ كثيراً ما نجد تعبيرات الكاتب تظل تدثّره بلا ثوب، أو على أكثر تقدير ثوب شفيف، يُظهِر ما لم يحرِص على إخفائه أبداً، فقط يطفئ أضواء برّاقة لصورة حياة الكاتب رسمتها فرشاة خيال القارئ، ولا يعني الكاتب خربشة ملامحها بإلقاء أحباره بعفوية مقصودة عليها مثل قوله: «الرسائل الواردة… زاد لا يُسمن ولا يغني من جوع وَبِيل»، «العواطف… طعمها أقرب إلى نكهة الفاكهة المجففة»، «أنا أموت من العزلة في الدقيقة الواحدة ستين مرة»، «لم أزل أفتعل الحياة بتحد رغماً عن أنفها من خلال الكتابة».

الكاتب يُضافر بنسيجه إحدى الخيوط النافرة عن مَسِيرة الحَكْيّ، كَرِسَالة تبدو غَيْر مَعْنِي بإيصالها على رَغْم ختمها بِعِلْم الوصول، «بعد ليلة مقيتة من مقارعة القصائد التي لا تفتأ شاعراتها المبدعات… من… إلخ»، وهو يمضي صوب، محيط ذكرياته العاتية الأمواج، لم يَنْس مقام الوطن العالي بِسَاكِنيه، «هم مثلي تماماً أموات – مِمّن في البلاد- يذهبون طواعية نحو حتفهم».

والآن لم يَعُد أمام الكاتب إلّا القيام بعملية قلب مفتوح، وأوضحت البدايات أنها بدون مخدّر أو كما قال مُسبقاً، «بِمُخدّر مُنتهي الصلاحيّة»، وبكامل لياقته اللغوية يُعلنها، وهو في طريقه إلى غرفة العمليّات ليخلع عنه الثياب الآنية المُتّهمة بالوجاهة، ليرتدي ثياباً مُعَقّمة بالحقيقة التي تجعله غَيْر متوارٍ، إلّا مِن غِلالة برقة النسيم الساتر لأَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم، كما في قوله: «أمام المرآة لا سبيل للاختباء، فهي وحدها لا تخاتل التصاوير».

بدأ الكاتب بفك أول خيط بشرنقته، وناولنا إيّاه، عن طيب خاطر وبفعل نيّته العازمة على فَك أحراز عمره، بنفسه قرّر تسليم نفسه طواعية، على أن نعامله كشاهد مَلِك، سَيدلّنا عليه، سيدور ويدور، ونحن ننسج بخيوط الحرير التي سيتيحها لنا، مدارات أخرى غَيْر التي كانت.

وما أغرب مُبدعنا حين يأخذ علينا عَهْداً، ألّا نُحاكِمَه، «لا أريد لأحد أن يطلق عليَّ حكماً مسبقاً»، أي قَبْل ولا حتى بَعْد أن يفتح لنا ملفاته التي خبّأها داخل أصداف عمره، بِكرَم أبعد من الحاتمي، ويقدّمها صحائف مُوشّاة حروفها كتمويه زخرفي سطحي، لكنّها مُطَعّمة بجسارة مواقف لا يمتطي صهوتها، إلّا الفرسان ذوي القلوب الجريئة، وها هو فارسنا يدعونا إلى حلبة فتوحاته الحياتية دون خوف مِن أحكامِنا، فقد أستعد لكل الاحتمالات، وبكامل وعي لِما هو مُقْدِم عليه: «الانكشاف أمام ذواتنا أمرٌ صعب».

ومِن البداية أضاء الكاتب نجوم الصدق، «أنا» كتبتني»، «وَحْده دَرْب الصِدْق أقْصَر»، بدلاً من منارات الزيف الخادِعة، فلم يَدّعِ أن الرواية افتراضية، وبذلك يتفادى كما قال: «بناء منارة للشكّ عند المُطالِع»، مُوَضّحاً للقارئ ألّا يخْشَى مِن المَلل لأنه، «سينفتح على عوالم غاية في الدهشة، وسيذهب إلى ما هو غير مألوف، وينحو نحو استقراءات جديدة».

وببساطة يَسْحَب أنفاس القارئ معه ويستدرجه ليتابع معه خروجه لِبَرَاري اللغة، في رحلة اقتناص التراكيب، وكيف يتحوّل إلى ذئب بارع، وهو عائدٌ فخور بصيده، مِن الجُمَل والحوارات المجازيّة، الكاتب بوصفه التفصيلي لمراسِم غوايته للكلمات، لا يبْهِر فقط القرّاء، بل يبدو مَزْهواً بقدرته بِقَصْد أو بدون، فما هو مُلام، فالتصفيق بالعالَم الافتراضي زاد مِن توَحش الذئب التصوّري.

وعلى حين بداية مَلل مِن القارئ، المتعلّق بأستار الكلمات طمعاً في الوصول لحافة رؤية بداية الحَكْي التي يباعدها الكاتب كلما قارب ظن القارئ أنه طاولها، يفاجئه الكاتب بسحبه لغريق بحر الذكريات، مُطلِقاً مارِدْهاً مِن مَكْمنه، كوحش يفترس بَهْجَة مُنتَظَرَه، ويوشِم روح القارئ بجلدات افتراضية وَشَمَها الكاتب من دون سابق إنذار للدوامة التي ألقى قارئه فيها، كَجَلدات لا تترك نَفَس لشهقة دهشة ولا ألم.

إنها ليست سيرة ذاتيّة بالمعنى المُتعارَف عليه، فالكاتب يأخذنا معه بجولة سياحية خلال شرايين الحياة، وأوْردتَها، بالزمن الآني والسابق، ويمنحنا مجاناً صوراً ذهنية للتناقض بين حياة المُقيمين، «لديهم أوقات للمتعة كبيرة على الرغم من انشغالاتهم الدائمة»، وحياته كمُغترب، «أنا من يسكن في عقر دوامة الفراغ والخواء، لكنني لا أجد متسعاً لفسحة ساعة أتنفس بها». وأخيراً يُطْلِعنا على رحى تطحنه، «إما الموت غرقاً في وحل الغربة المقيت أو التسليم لقطط الحرب لتلتهمني دون رحمة»، إنه يحاول أن يجعلنا، «نبقى مصلوبين على مشاجب الذكريات».

وبنفس اللحظة يلقمنا عصير تجربته، «لا تتركوا أحلامكم النائية الوِصَال داخل أرواحكم شرّعُوها للرّيح علّها تَجِد من يحتويها، تعلموا مني، فالتجربة خير برهان»، ها أنا أجلس معي الآن وأعود خلفاً»، ويُقسم، «منذ هذه اللحظة، سوف أخرج مني كي أكتبني بشفافية».

بأسْطرِه، وبكل تعبيراته المتماوجة كمياه المحيطات، وكمصوّر مبدع يلتقط لغُرْبَته صوَراً بزوايا مُتغايرة، «الحنين حرب باردة مجنونة حين تعصف خماسينها على الأرواح العاشقة والمُتْعَبة حَد الذوَبان».

الكاتب تتقاذفه الذكريات، كأنّه أحد رواد الفضاء بإحدى رحلاته، بعيداً عن الجاذبية الأرضيّة، يسبح لحيْثما يجذبه ضوْء إحدى ذكرياته، أو مذاقها الذي يُسَيّل لعاب مُخّه، لانشغال عقله بالمُضِيّ حتى منصة الوثب بآخر شارع الذكريات، «وكأنّ رِجلي فتحت عنان المَسِير لتذهب نحو اللانهاية في شوارع الذكريات»، وهو عن سابق معرفة، يُدرِك غيابات الجُب التي يضبط زوايا وثْبَته… إليها، دونما ذرة رُعب مَن قرائه، لِمَا أنزله الله عليه مِن سلطانه عليهم، فمَأوَاه قلوبهم، كأزْهَى مَأوَى للمُبدعين! والكاتب كامل اليقين بقدراته الإبداعيّة، «أعرفني تماماً، عَدّاء كلمات، من يجاريني حين تفتح الدواوين مضامير أبواب بيوت شعرها؟»، وكامل الثقة بمشاعر القرّاء الحانية، التي تهدهد بِفِرَاش الاحترام، وَجَعه، الناعسة ملامحه، وسط مَحْرَقة هتلرية ألهبتها جَمَرات الكلمات التي ألقى الكاتب بها تِبَاعا، وأوْجَزْها، «محروم و.. وقع بكروم».

يبدو بأكثر مِن مَوْطِن بشوارع الذكريات وأزقّتها، براعة الكاتب بالتقاط صِوَر تكاد تكون فوتوغرافيّة، لأضواء صواعق البرق ولِأصوات الرعد أوبراليّة النغمات، المصاحِبة لالتقاء شحنتيّ السالب والموجب والفاعل والمفعول به، بمكامن الاشتهاء بطقس فَك أزرار الرغبة، كما أنارت فضاء السَرْد بصخب صواريخ العِيد، براعته في الإيجاز كَأسهم إرشادية لسهول الإطناب والاستطراد الجامح بمُخَيّلة القاريء: «تلك الندب، هي نِقاط عَلام تَرَكها الوَلد التائه طي جنتها، حتى يعرف طريق العودة»!

كما يحرِص الكاتب دَوْماً على إضافة التوابل الأسيويّة الحارة لوجباته سابقة التجهيز، لِيلهب خيول تصوّرات القارئ، فتَجْنح في بَرَارِي الرُّؤى المُجَنّحة، حتى يُسْمَع صهيل النبضات، لِتَجَسّد مُعايشة القارئ تَدَرّج لحظات الغيبوبة الافتراضية، وحين يستبطئها، يُسَابِق خُطّى الكلمات السرديّة، لِيَحْظَى بلحظة إستباقيّة، فرغم معايشته الواقعيّة الحَيّة لكل ما يُوُلِمَه له الكاتب تصْويِراً، إلّا أنّ الكاتب يرفع درجة الهجوم القصوى كَحَرْب على مَراكز استقبال القارئ، مُستخدماً أسنّة حروف الكلمات، كَمِحراك له حريّة التجوّل والعبث بكل الوصلات العصبيّة، وهُنا قد يُوُمِض تساؤل للمُتَلَقّي: «أيّ المذاقَيْن أروع؟ المُعاش.. أم المَقروء المَرئي؟ أترنيمات معزوفة حَلالاً أم أنّات لَذّة المُسْتَلِب مِن أنياب الزمن والظروف؟ ومِن المَجَاز غَيْر المُسْتتر: «تشبثت بي كَمِرساة خمشت جرف الصخر كي تَحِد من جنوح السفينة الآيلة للغرق»، «للمعابد حُرْمَتها، صَمْتها، عِطْرها، كَيْنُونتها، ابتهالاتها، رَجَاءَاتها، قِيَامَتها المُنتَظرة، لِهذا توضأت قبل الدخول بضوء القمر المنسكب كنهر جارٍ».

نَجِد أنّ أبجديّة الكاتب يُديرها فِكْره، كَما الكاميرا بانوراميّة التقنية، تسجل المَشْهَد مِن جميع زواياه، بِفلاش قَمِريّ الضَوْء، بل حتى التركيبات اللغويّة التصويريّة، تخترق عِظام تفاصيل معركة استلاب المواقع الاستراتيجيّة، كأشِعَة تَحْت كل ألوان الطيف، أحياناً ما يحشو الكاتب بعض أصابع الكلمات بالمِكَسّرات: «الروح دائماً تبحث عما ينقصها، وتهيم في الجهات على هدي داخلي.. وحدها تعرف قراءة صداه، تدرك بفطريتها بأنها تلوذ إليه، لأنه مآبها ومأمولها».

كثيراً.. ما يحتل الألم سرير الذاكرة… فاقداً للحركة، فقط أنفاسه صادرة مِن مُكبّرات صَوت المَشَاعر، «لم أكن لأنظر إلى جذوعها خوفاً من رؤية أطلال بيتنا»، لم استطع مواجهة أشجار السرو ولم أجد لها العذر المقنع عن سر غيابي»، ويا للغرابة للمَرّة الأولى.. وهو يتحدّث عن أبيه، يُسَرْبل عليه الأبوّة، كَسِرْبال يَقِيه بإحكامِه مِن قصاص الأيام، وقد يكون خَجِل مِن تَجَاور مفردة «السيد» بقسوة دلالتها مع مُفرَدة «الحُب» بنعومة دلالتها ، على أريكة أبجدية واحدة، «هو الحب يا أبي وأنا اتخذته سبيلاً دون النظر إلى ماهيته».

وفي تنافس أبجدية المشاعر غير المتكافئة، تَجِد تواثب نغمات الأحرف على سِلّم موسيقى الروح، بمفتاح صول سِحري التخايل بحضور حقيقي للأم التي لم يَرَها ، يصعد بالكاتب مِن «دو» الأولى لآخر فضاء «دو» الأخيرة، ويتقافز فَرِحاً فَوْق غَيْمات أيْنَعت بأرحامها سكاكر الأبجَديّة.. وأنضجها دفء ويقين رياح وجودها، التي بَسَطت السُحُب بالسماء، فأضحت كِسَفا، يفيضُ وَدَقا، فأصابت المبهورين.. فإذا هُم يستبشرون، «ثمة يد نَبِيّة تسلّلت.. واستقرت على كتفي، في المجاز لمحت أصابعها، لم تكن أصابع، كانت أقلام وامِضة، ما كانت حلماً، ما كانت خيال عابراً، كانت حاضرة بكامل سلطتها، أصابع لو مرّت على هامة جبل، لخر ساجداً عند انثيال عطرها طي ارتباكه، أصابع من ضوء لا ينتظر الإذن كي يعبر الروح المتعبة»، ثم كأنّ الكاتب أدرك حقيقة الخيال وأستيقظ ألَمُه وانتفض مفزوعاً مِن غفوته بسرير ذكرياته، وإن ظل متشبثاً به.. لِيُظِلّها معه، إرتواءا بالمجاز، وحين ذرف دموعه بالمجاز، كان بنفس الآن يحفر بمِجراف تركيبات أبجديته الطّيّعة له… مجرى لنهرٍ مِن دموع قرائه، «كنت بين الصحوة والغفوة أود الصراخ: – اشتقتك أمي- ما كان عليك تركي وحيداً.. تعبت يا أمي.. تعبت حتى وصلت إليكِ.. تعبت، كانت أصابعها الحانية تمسح دموع ذَرَفتَها في اللاوعي، لماذا تركتني.. كيف طاوعك قلبك أن تتركيني وأنا في طور الحليب، لا تسمحي لهم بأن يسلبوا ما تبقى من طفولتي».

الكاتب في روايته «نزّاز» لديه الكثير الذي سرده بتفاصيل وافية النّمَاء، ولكن سكتت هنا شهرزاد عن الكلام المُباح وذلك حين الفَجْر لاح، وكقوْل ساحر الأبجديّة: «ما بعد صلاة الفجر لا يشبه أبداً ما قبلها، الصبح على غير عادته ولد مبتهجاً وأنفاسه طيبة».

والرواية كبناء، وضع لها الكاتب أساس على هيئة قواعد بمقاييس متوازنة باللغة الهندسيّة، بالمقدّمة التي بدأ بها وأطالها، لإدراكه أهمية الأساس الذي يرتفع عليه البناء، ثم أقام الأعمدة والأسقف، كأبدع ما يكون المِعمار بأحدث الأنظمة البنائيّة، أمّا التغليف النهائي لكل دور، فقد تناوله بغير انتظام تصاعدي أو تنازلي، فقد يبني دور بالمنتصف، ثم الدور الأول، وتلوح له ضرورة استكمال الدور الأخير، أينما تريد إحدى الذكريات أن تستقر، يمتثل لضغطتها الإلحاحيّة على جرس الذاكرة.

لقد كان عصير حياة «نزّاز» شهيّا مَذاقه فلا تفوّتوا حُلو قَطرَاتِه.

مستشار نفسي وكاتبة/ مصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى