السيسي: نحن في أمسّ الحاجة إلى التعاون للقضاء على الإرهاب… يونكر: مصر والاتحاد الأوروبي سيقودان التطور في المنطقة
انطلقت أعمال القمة العربية – الأوروبية الأولى مساء أمس، في مدينة شرم الشيخ في مصر، بحضور عدد من قادة دول أوروبية وعربية.
وتبحث القمة، سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمة، مساء أمس، بكلمة أكد في خلالها على أنّ «عقد القمة في مصر ليس غريباً عليها»، مشيراً إلى أنّ تلك القمة تؤكد أن «العوامل المشتركة بين أوروبا والعرب أكثر من الأشياء، التي تفرقهما».
وقال إنّ «هناك تحديات تواجهها الدول العربية والأوربية منها الهجرة والإرهاب»، مشيراً إلى أنّ «خطر الإرهاب ينتقل مثل الوباء في العالم بطرق عدة».
وتابع: «إننا اليوم في أشد الحاجة إلى التعاون للقضاء على الإرهاب، الذي يختلف عن المعارضة السياسية»، مشيراً إلى أنّ «مصر طرحت رؤيتها للتفرقة بين حقوق الإنسان والإرهاب».
وعن القضية الفلسطينية، قال السيسي: «إنها تمثل إحدى النقاط المهمة، وإذا تمّ حلها سيكون هناك استقرار في المنطقة»، محذراً من «تداعيات استمرار النزاع الفلسطيني»، ومؤكداً على «حقوق الشعب الفلسطيني العادلة».
وحذر الرئيس المصري من «ترك الملفات الملتهبة في ليبيا وسورية واليمن»، مشيراً إلى أنّ ذلك «سيؤجج الصراعات وسوف نسأل عن ذلك».
وتابع: «لا توجد حلول سحرية لحلّ المشكلات، ولكن علينا البحث عن خطوات منها إعادة الأمن للشعوب، وعلينا تعزيز التعاون في ظل المواطنة بعيداً عن الطائفية».
وقال: «لا يمكن الاعتداد بدعوات هدم الدول ولكننا مع حقوق الشعوب».
وتساءل: «ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمواجهة شاملة للإرهاب»؟، وفي إطار ذلك، أكّد على «أهمية التنفيذ الكامل لكل بنودها ومعاقبة المقصرين».
وأضاف السيسي: «لقد تحولت منطقتنا من منطقة صراعات إلى منطقة نجاحات».
ولفت الرئيس المصري إلى «تعدُّد التحديات المشتركة وتعدُّد الفرص عن طريق التعاون والاستثمار في إطار التعاون وليس التنافس»، مشيراً إلى أنّ «التعاون لضمان الهجرة الآمنة يحقق العديد من المصالح».
ولفت السيسي إلى «أهمية منع الاتجار بالبشر، ووضع أسباب التحديات»، مشيرا إلى أنّ «مصر تستضيف ملايين اللاجئين ويتمتعون بكل الحقوق رغم الظروف الصعبة».
وقال: «مصر نجحت في منع الهجرة غير الشرعية عبر شواطئها».
ووجه السيسي حديثه في الختام إلى الشعوب العربية والأوربية بعدم النظر إلى دعوات التفرقة بين الشعوب، ودعا إلى قبول الآخر ومجال أوسع من القيم الإنسانية.
رئيس المفوضية الأوروبية
بدوره، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنّ «مصر والاتحاد الأوروبي يقودان التطور في المنطقة».
وأثنى يونكر على جهود الرئيس السيسي في تنظيم القمة. وقال: «بالرغم من وجود اختلافات في وجهات النظر، لكن يجب علينا تخطيها»، مضيفاً: «يجب علينا أن نعمل سوياً والاتحاد الأوربي يعمل ليكون شريكاً للعرب في طريق السلام». ولفت إلى أنّ «جبل سانت كاترين التاريخي يرمز إلى التعاون».
وتابع: «مصر والاتحاد الأوروبي سيقودان التطور في المنطقة، وتاريخنا المشترك يحتاج إلى العمل المشترك، ولن يتحقق الأمن والسلام إلا بالتعاون».
وأضاف: «خصّص الاتحاد مبالغ كبيرة للفلسطينيين، وللاجئين السوريين من أجل العودة إلى بلادهم».
سلمان
من جهته، اعتبر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، إنّ «القضية الفلسطينية هي القضية الأم لكل العرب»، مؤكداً على «أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفق القرار الأممي 2216».
وشدّد على «أهمية العمل العربي المشترك لمحاربة الإرهاب»، آملاً أن «تنجح القمة في إيجاد حلول لمشاكل عالمية».
ولفت إلى أنّ «العلاقات بين الدول لا يمكن أن تستقيم من دون الاحترام المتبادل لشؤون الدول الداخلية فيما بينهما»، مضيفاً: «ما يعزز اهتمامنا بهذه القمة هو اهتمامنا بالشراكة العربية الأوربية، التي تستلهم من الماضي للحاضر».
كونتي
بدوره، قال رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي إنه «يجب حلّ الأزمات العربية ومنح الشعوب أمل في السلام».
وأضاف: «نحن نتشارك التعدُّديات في هذا الموقع الفريد من العالم ويجب دعم الشعب الليبي والسوري واليمن، وأن نبدأ بعملية كبيرة وأن نقدم أملاً للشعوب في تحقيق السلام».
وتابع: «يجب أن يتطور التعاون العربي الأوربي ويضع أجندة لكلّ المجالات»، مضيفاً: «أجندتنا المشتركة يجب أن تتضمن دور المرأة وأن نستثمرها».
وأشار إلى أنّ «الهجرة يجب أن تحلّ من خلال منهجية متعدّدة، وأنّ الأوروبيين هم أكثر المستثمرين في الدول العربية ويجب التعاون في مجال كفاءة استخدام الطاقة ومزيد من العمل من أجل الطاقة المتجدّدة».
وختم: «لدي أمل في أن تكون القمة بداية لمنهج تشاركي حتى نستثمر في الأجيال الجديدة».
أبو الغيط
من ناحيته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنّ «هذه القمة العربية الأوروبية تمثل محطة تاريخية، ونحن هنا لنعلن أنّ التواصل والحوار هما الأهم في العلاقات العربية الأوروبية».
ولفت أبو الغيط إلى أنّ «العلاقات العربية الأوروبية لها تاريخ يجب البناء عليه، وتحديات الإرهاب والهجرة وغيرها تؤثر على الجميع»، مشيراً إلى أنّ «القمة أقصر الطرق لمواجهة تلك التحديات».
وتابع: «ننطلق من نقاط مشتركة بخطورة النزاعات المسلحة في سورية وليبيا واليمن، التي تفرز أزمات وندرك أنّ الحل العسكري في تلك القضايا لن يحلها»، مضيفاً: «يجب تكثيف الجهود للحل السلمي لغلق الباب أمام الإرهاب».
في الشأن الفلسطيني، قال أبو الغيط: «الثابت أنّ قمة اليوم تعبر عن إجماع بارز على أنّ حل الدولتين في فلسطين هو الحلّ الأمثل وأن تكون الدولة حتى حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس».
ماي
بدورها، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي العاهل السعودي إلى «استخدام نفوذه» لتشجيع الأطراف اليمنية على «التوصل للسلام».
وقالت ماي إنّ «الحكومات يجب أن تكثف جهودها للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة».
وأشارت ماي في وقت سابق، وهي في طريقها إلى حضور القمة: «رسالتي في شرم الشيخ واضحة.. دعونا الآن نكثف جهودنا للبناء على التقدم الذي تحقق وتنفيذ اتفاقات ستوكهولم بالكامل».
وأضافت: «سوف أستغل هذه القمة للتأكيد للملك سلمان على أهمية مواصلة استخدام السعودية لنفوذها لحثّ الأطراف اليمنية للتحرك نحو السلام كما فعلت بشكل محوري في ستوكهولم».
وشدّدت على «التزام بريطانيا المستمر بأمن السعودية والمنطقة».
وترأس جلسات القمة من الطرف العربي، رئيس الدولة المضيفة الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي ومن الطرف الأوروبي رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
وكان السيسي عقد لقاءً ثنائياً مساء أول أمس مع العاهل السعودي سلمان الذي وصل إلى شرم الشيخ في وقت سابق، تلته جلسة مباحثات موسعة ضمّت وفدي البلدين بحثوا في خلالها العديد من القضايا المشتركة وغيرها من القضايا الدولية.
وتستمرّ القمة حتى الـ25 من شباط الحالي بمشاركة 50 دولة عربية وأوروبية.