برلين تؤيد فرض عقوبات على كراكاس وبروكسل تحذّر من أيّ تدخل عسكري أجنبي
أكدت الدائرة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أمس، «تمسّك بروكسل بالموقف الداعي إلى ضرورة حل الأزمة الفنزويلية بطرق سياسية، بعيداً عن استخدام القوة هناك».
وفي موجز صحافي، قالت المتحدثة باسم الدائرة، مايا كوسيانتشيتش: «إننا متمسكون بموقفنا السابق الداعي إلى ضرورة حلّ الأزمة في البلاد حلاً سلمياً بعيداً عن استخدام القوة»، مشيرة إلى أنّ الموقف الأوروبي يتلخص في «وجوب تجنب أيّ تدخل عسكري في فنزويلا».
وقالت كوسيانتشيتش: «إنّ الاتحاد الأوروبي يواصل جهوده في إطار فريق الاتصال الدولي لتهيئة الظروف المواتية لتسوية الأزمة بطرق سلمية، بما في ذلك عبر تنظيم انتخابات جديدة في البلاد، إلى جانب الجهود الرامية إلى معالجة الوضع الإنساني الصعب في هذا البلد».
وأفادت المتحدثة بأنّ «بروكسل ستستضيف، يوم الخميس المقبل، اجتماعاً تحضيرياً للقاء وزاري جديد لفريق الاتصال»، مشيرة إلى أنّ «موعد هذا اللقاء لم يحدّد بعد».
وفي الإطار نفسه، حذّر وزير الخارجية الإسباني جوزيف بوريل أول أمس، من أيّ «تدخل عسكري في فنزويلا»، قائلاً: «نحن لن نؤيد وسندين بشدّة أيّ تدخل عسكري أجنبي في فنزويلا».
جاء التحذير الأوروبي على خلفية التهديد الأميركي المستمر لفنزويلا بـ»التدخل العسكري»، لتثبيت رئيس المعارضة خوان غويدو كرئيس للبلاد بعد دعمه سياسياً للانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو.
فيما غادر الطاقم الدبلوماسي الكولومبي أمس، فنزويلا عبر الحدود تنفيذاً لقرار الرئيس مادورو. بعد أن أمهلت فنزويلا، العاملين بسفارة كولومبيا لديها 24 ساعة لمغادرة البلاد.
وأفادت وكالة «نوفوستي» بأنّ «موظفي القنصلية غادروا برفقة عائلاتهم، حيث رافقتهم الشرطة، وعبروا الحدود سيراً على الأقدام، بسبب إغلاق الحدود بين البلدين أمام حركة السيارات لتفادي إدخال المساعدات الأميركية عبرها».
وترافقت مغادرة الطاقم الكولومبي مع ترديد عدد من الفنزويليين الذين تجمعوا في المنطقة أناشيد وشعارات الثورة البوليفارية وهتافات التأييد للرئيس الفنزويلي.
وكان مادورو أعلن قطع علاقات بلاده مع كولومبيا. وأمام تظاهرة حاشدة في كراكاس شدّد على «مواصلة الحكومة إدارة شؤون البلاد واستمراره في الحكم»، متهماً الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ»السعي إلى الاستيلاء على ثروات فنزويلا النفطية».
فيما أعلنت القوات المسلحة الفنزويلية عن «صدّها هجوماً عند معبر للحرس الوطني على الحدود مع كولومبيا».
وأوضحت القوات المسلحة في بيان لها، أمس، «أنّ أكثر من 60 مسلحاً هاجموا معبر مولاتا بولاية تاتشيرا الفنزويلية على الحدود مع كولومبيا صباح أول أمس حسب التوقيت المحلي ».
ويأتي ذلك عقب اشتباكات على الحدود الفنزويلية مع كولومبيا والبرازيل، حيث حاولت المعارضة يوم 23 شباط، إدخال قوافل المساعدات الإنسانية، التي رفضت السلطات الفنزويلية السماح لها بالدخول.
وأسفرت الاشتباكات عن إحراق عدد من الشاحنات وكذلك سقوط قتلى وحرجى.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الكولومبي كارلوس أولميس تروجيلو أنّ «رئيس البلاد إيفان دوكي قرّر إعادة شاحنات المساعدات التي كان مقرّراً ادخالها الى فنزويلا».
بدورها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس، إنّ بلادها «تؤيد فرض عقوبات تستهدف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وأقرب مساعديه بسبب العنف ضدّ محتجي المعارضة».
وأضافت المتحدثة ماريا أديبار، خلال مؤتمر صحافي دوري للحكومة: «نؤيد فرض عقوبات تستهدف مادورو والمقربين منه على وجه الخصوص، ولا تجعل حياة المواطنين في فنزويلا أسوأ».
من جانبها، اعترفت كوريا الجنوبية، برئيس برلمان فنزويلا خوان غوايدو «رئيساً مؤقتاً للبلاد»، ودعت إلى «إجراء انتخابات رئاسية مبكرة».
وقالت وزارة خارجية كوريا الجنوبية في بيان أمس: «تعرب الحكومة مرة أخرى، عن قلقها إزاء عدم شرعية وشفافية الانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار الماضي والاضطرابات الحالية، وتعترف برئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو بصفته رئيساً لفنزويلا بالنيابة، بعدما أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً في 23 كانون الثاني».
كما شدّدت الخارجية الكورية الجنوبية على «وجوب إجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية، وشفافة وذات مصداقية، في أقرب وقت ممكن تحت قيادة الرئيس غوايدو بالوكالة».