تهديدات نتنياهو… رسائل إلى من؟
سعيد معلاوي
في الأشهر القليلة الماضية واظب رئيس حكومة العدو الصهيوني بينيامين نتنياهو على إطلاق التهديدات في أكثر من اتجاه ضدّ دول وقوى المقاومة، والحيّز الأكبر من تهديداته استهدف بها إيران، بذريعة أنها تشكل خطراً على المنطقة!
تهديدات نتنياهو انطوت على رسائل، رسالة إلى حليفه الأميركي بأنه لا يزال قادراً على خوض حرب ضدّ إيران، ورسالة الى بعض أنظمة المنطقة بأنه يقف إلى جانبها بوجه الخطر الإيراني المزعوم، غير أنّ هذه الرسائل لم تكن مجدية على الإطلاق. خصوصاً أنّ الأميركي يدرك جيداً أنّ الدعم العسكري والسياسي الذي حصل عليه العدو الصهيوني ابان حرب تموز 2006، كان كافياً لتمكين «إسرائيل» من السيطرة على كلّ المنطقة، ولكن النتيجة كانت هزيمة مدوية أمام المقاومة في لبنان.
لذا، فإنّ تهديدات نتنياهو، وما حصل في مؤتمر وارسو تحت الطاولة وفوقها، لم يغيّر في الواقع شيئاً، فما كتب قد كتب، والمكتوب هو أنّ محور المقاومة يتقدّم في المنطقة محققاً الإنجاز تلو الإنجاز.
تهديدات نتنياهو لم تقتصر على الرسائل الآنفة الذكر، بل هي في جانب منها تتصل بالانتخابات «الإسرائيلية» التي ستجري في نيسان المقبل، ولكن بطبيعة الحال لن تفيده في هذه الانتخابات، لأنّ الصهاينة على اختلاف توجهاتهم يعرفون أنّ أيّ حرب جديدة في هذا الظرف ضدّ قوى ودول المقاومة، سترتدّ هزيمة على كيان العدو الصهيوني.
ومن المؤكد أنّ نتنياهو ومعه كبار المسؤولين الصهاينة قد قرأوا جيداً التحذيرات التي أطلقها مسؤولون سوريون وإيرانيون وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والتي يؤكدون من خلالها العزم على التصدّي لأية اعتداءات صهيونية سواء في البر أو في الجو أو في البحر، وبأنّ النتائج ستكون كارثية على كيان الاغتصاب الصهيوني، ولذلك نرى أنّ نتنياهو قد بدأ يلزم الصمت باتجاه الصمت، ومن المرجح أن يبقى على هذه الحالة الى ما بعد الانتخابات.