«القومي» وأهالي الرملية والجبل شيّعوا الرفيق المناضل رمزي سلمان في مأتم مهيب: كم نحتاج لأمثاله علّنا نستطيع الانتقال من حالة البلد المزرية إلى حالة النهضة والرقيّ

شيّع الحزب السوري القومي الإجتماعي وعموم أهالي بلدة الرملية وآل سلمان بمأتم حزبي مهيب الرفيق المناضل رمزي سليم سلمان رئيس الندوة الثقافية الإجتماعية في الرملية الذي توفي السبت 23 شباط 2019. وقد حمل القوميون نعش الرفيق الراحل على الأكف والراحات، وتقدّم موكب التشييع حمَلة الأكاليل والأعلام.

شارك في التشييع نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة، عميد التربية والشباب رامي قمر، عضو المجلس الأعلى حسام العسراوي، وكيل عميد المالية نبيل أبو نكد، منفذ عام الغرب مأمون ملاعب، مدير التحرير المسؤول في جريدة «البناء» رمزي عبد الخالق وعدد من المسؤولين وأعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات، ووفد من مؤسّسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة تتقدّمه رئيسة المؤسسة نهلا الرياشي.

كما شارك الوزير صالح الغريب ممثلاً رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، ومدير الداخلية في «الديمقراطي» لواء جابر على رأس وفد كبير، مستشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الدكتور ياسر زيدان، وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي تقدّمه وكيل الداخلية جنبلاط غريزي، ممثل حزب الله الحاج بلال داغر، ممثل التيار الوطني الحرّ انطوان الهاشم مع وفد من التيار، النواب السابقون: مروان أبو فاضل، خالد صعب، فادي الأعور وأمين وهبي، راجي فؤاد السعد، الشيخ أبو مصطفى حسين الصايغ، الشيخ مروان فياض، الشيخ معين الصايغ ممثلًا المرجع الروحي الشيخ أمين الصايغ والشيخ أنور الصايغ وعدد من المشايخ، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات منطقة عاليه والشوف ووفود شعبية وحزبية.

وبعد الدفن حضر معزياً الوزير غسان عطالله والنائب سيزار أبي خليل وشخصيات ووفود.

كلمة الندوة الثقافية الاجتماعية

تخلّلت التشييع كلمات استهلها الشاعر ريان أبي علي باسم الندوة الثقافية الاجتماعية فقال:

«يا أقرب من القلب يا قلب الصميم

يا هالنخي المقدام والكفّ الكريم

والموت لمّا صارعك حسّ بعذاب

كثر الحنان الفيك والطبع الحليم

تارك النادي وأهل بيتك والحباب

وتارك كرم مفجوع تارك دمع ريم

من كتر حبّك للأرض قدّست التراب

وكنت العطايا تشوفها جنة ونعيم

عم بحسدك يا تراب ردّلي جواب

ع معشرك الجديد صار عندك نديم

كان مفترض هاليوم بالنادي صحاب

نمشي سوا ونروح بالدرب السليم

ناخذ لعب ضحكات حنّية ثياب

ع بيت اليتيم نروح والله العظيم

خبّرتني ومن قبل ما ردّ الجواب

شفت النوايا البيض غطّاها السراب

وفارقتنا وبالبال شو بدّو اليتيم

شفنا الحزن نازل على الوادي

ع ضيعتك ع تراب مش عادي

ومن كتر ما حبّيت عين الميّ

رغرغ ندي عا جرنها زيادة

ولا تسألي يا عين من قدّي

رمزي رحل عنّا ولا تنادي

هَي أول المرّات تحت الفيّ

رح تقشعيه من دون زوّادي

بكّرت بالفلة ورحت يا خطي

وحامل بقلبك غصة بلادي

وبكلّ ضيعة بالقرى حواليه

شجرة زرع من أرزة بلادي

وكلما يا ارزة تعطشي شي شوي

بجرن الشراكة بتشربي عمادة

هيدي الحقيقة بقولها معلي

ورح قولها بعدين لولادي

ونادي لي شفتو صار ع أيديّ

مشعل تلاقي ونار وقّادي

ورح نوعدك يا الكنت النا خيّ

ما بتنطفي النار البمشعالك

ورمزي رمز باقي بهالنادي

كلمة أهالي الرملية

وألقى الشاعر إياد أبي علي كلمة أهالي الرملية وجاء فيها:

«رمزي يقول الورد معتذرا

رمزي، بنيّ، أما؟ أما خطر

في بالك المشغول أنك قد

أبكيت من أضحكتَها عمرا

فاجأتها إذ جاءها خبر

ما عاتبت رمزي ولا الخبر

بل نفسها إذ أفسحت طرقًا

لذلك الخبر الذي عبر

نمْ في خاطر الورد فقد كنت جميلا، نمْ في ذاكرة الأرض فقد كنت نبيلا، نمْ في فيء تلة، من تلالٍ حولنا، فقد كنت كبيرا.

سنفتقدك يا همة يتفتق معها الصخر، وذا نخوة يتفتح معها الزهر، وذا يد إن أخذت بيد العطر قام من نومه العطر. رمزي، عد على غيمة وعدت ستمطر، ليندى بعزمك التراب فيعطي في ضيعتي، بل قل ليظلّ يعطي في ضيعتي مواسم حب.

عد إلى الرملية، مع نسمة صيفٍ، زرْ كلّ الشرفات، فالحديث معك يجعلُ السهر سمرا، والليل أغنيات…

رمزي، يا ليت كان عمرك بطول بالك… يا ليت كان.

في كلّ بيت في الرملية ثلاث: مصيبة ورضا وتسليم.

عند كلّ مفرق وقفت دمعة تشير إلى مكان مأتمك المهيب.

من كلّ شرفة، في الرملية، وقعت ضحكة، كنت علقتها في سورها ذات مساء أو لقاء.

في كلّ نقطة ماء من عين النادي صورة صافية لرئيسه رمزي رجل الصفاء والنقاء. في النادي بعدك أخاف انكفاء وانطواء.

في المستوصف، بعدك، وبعد أن غصّ دواء أخاف أن يغصّ فيه الدواء.

في نيابة رئاسة جمعية دار الرملية، بعدك، أخاف ان نفتقد يدك الطولى وهمّتك الأولى في أيّ عمل أو نشاط في تلك الدار…

رمزي، سيأتي الصيف يا رمزي، بعد فصل، لينظم ماراتون الشراكة والمحبة في المنطقة، ذلك الماراتون، بعدك، مع أيّ صفاء كصفائك سوف يركض؟

رمزي كلنا أمل في هذه القرية الغنية الراقية بأن لا بدّ سيكون فيها من يحذو حذوك ويأخذك قدوة ومثلًا».

قصيدة

وألقى الشاعر عصمت حسان قصيدة أشاد فيها بمزايا الفقيد وقال:

هذا قضاء الله كان صريحا

سبّح بإسمه صابراً تسبيحا

رمزي عهدتُك للصحابِ مداوياً

فإذا دُعيتَ تواسيَ المجروحا

للوهلة الأولى سمعتُ ولم أردْ

خلفتَ ما بين الضلوعِ قروحا

وجمعتَ أبناءَ الحياة بمأتمٍ

ولكم رفعتَ من الوفاءِ صروحا

مذ جاءني النبأ الأليمُ وخافقي

اعتصرَ الفراقُ نحيبه المذبوحا

قد كنتَ للرفقاءِ أخلصَ صاحبٍ

قد كنتَ للصحبِ الكرامِ سموحا

عيناك مصباحُ الطريقِ لكلّنا

والكفُّ كانَ كبيدرٍ مفتوحا

أبكيكَ رمزي، في ابتعادكَ حرقةٌ

ننساكَ، ليس بعرفنا مسموحا

فلأنتَ كنتَ مع الحياةِ هضابُها

ولأنتَ صرتَ مع المماتِ سفوحا

ولأنتَ فينا كنتَ خيرَ متوّجٍ

للحقّ ساعٍ، للجميعِ نصوحا

ولكم بنيت من الثقافةِ منبرا

وعبرت دون الجاهدين طَموحا

يا ابن المبادئ قد سموتَ زوابعا

فخراً الى نِعَم العطاء جموحا

وغدوت من هممِ العزائم ِنخوةً

عقلاً وفكراً مؤمناً ورجيحا

أمضيتَ عمرك للرفاقِ مثالَهم

وحملتَ من وجع الهموم جروحا

أكبرت نهضتنا التي عايشتها

قلباً جريئاً في الوجود وروحا

لك في الحياة معابرٌ ومنابرٌ

فضلُ الفضائل جاوز التوضيحا

أبكيك رمزي عزةً وتواضعا

وطناً تعلق بالقشور كسيحا

أحزابه نوب على آماله

صارت لأبناء النضال فحيحا

ركبوا الفساد قباحةً ورذيلةً

قد أتقنوا التهريج والتصريحا

ما عاد في وطني رجالٌ همةٌ

ماتت مروءاتُ الرجا تقبيحا

رملية الشرفاء تبكي نسرَها

تركت بأوجاع الصدور شلوحا

ماذا أقولُ، قصيدتي ظمآنةٌ

قد كنتَ فيها الشدوَ والتلميحا

تبني الجسورَ، وأنتَ تعبرُ بيننا

وتكونُ كفُّكَ للقلوب سطوحا

لم تقربِ الشعرَ المفوّهَ مرةً

قد كان قولك صائباً وصبوحا

الشعرُ في عينيكَ، خيرُ قصائدٍ

كنتَ القصيدةَ، صوتها المبحوحا

تختال كالشعراءِ، فعلكَ آيةٌ

ومواقفٌ، كانتْ تقىً ووضوحا

ودخلتَ في كلّ البيوتِ كأهلها

تعطي الجميعَ، ولم تكن ممنوحا

وتسلمُ الرفقاءَ قلبك رايةً

وتكونُ في وقتِ الفداء مسيحا

أبكيك هذا اليومَ قلبي واجفٌ

والبوح صار مع البكاء جريحا

الأرض ثاكلةٌ، تودّعُ نسرَها

وزماننا الدمويُّ صار شحيحا

فاضحكْ كما لو أنتَ تضحك بيننا

حيّاً ستبقى، زاهداً وصريحا

يا ابن العقيدة جئت أرثي حالنا

لا احمل الدمع الوجيع مديحا

فافرد لأكفان الوداع جوانحاً

واغمر بكفيك التراب ضريحا

كلمة منفذية الغرب

وألقى منفذ عام منفذية الغرب مأمون ملاعب كلمة قال فيها: «من عرف الرفيق رمزي عرف فيه العطاء بلا مردود حتى ولو بالشكر فقط، وعرف فيه أنّ محبة الناس فطرة إنسانية والواجب تجاه المجتمع قيمة أخلاقية.

من عرف الرفيق رمزي رأى فيه النفسية القومية الاجتماعية. نفسية راقية ومتحرّرة كلياً من قيود الطوائف والعائلات تسمو لا متناهية ودون حدود في أرجاء الوطن. لم ينشئ عائلة له فكانت عائلته كلّ الجوار أو حيث يستطيع الوصول. تتعدّد أعماله وتتنوّع مشاريعه وتبتعد به أقدامه إلى حيث يجب أو حيث يستطيع، فهنا يزرع أرزة وهناك يؤمّن منحة لتلميذ، يعيّد مع جيرانه بالفصح ثم يعيّد بالأضحى. يقيم نشاطاً يجمع المساعدات لبيت اليتيم أو لكنيسة أو لمدرسة.

من عضو البلدية إلى رئيس الندوة الثقافية الى مناضل في شتى الميادين من أجل حقوق الناس لحياة كريمة مجسداً إيمانه بالعقيدة والقضية والغاية السامية ببعث النهضة بالمجتمع.

كم نحن بحاجة الى أمثال رمزي علّنا نستطيع الانتقال من حالة البلد المزرية إلى حالة النهضة والرقي. نحن نعيش حياة مليئة بالمصاعب والآلام في كلّ المرافق، بلقمة العيش، التعليم، الطبابة، العمل، السكن، توحّدنا المآسي، نتفق أننا نتألّم ونختلف على كلّ ما تبقى، نختلف ونتحصّن بالطوائف ونمزّق الوطن، نختلف على المناصب لا لغاية المصلحة العامة بل لغاية القدرة على السلب من المصلحة العامة. نختلف على تأليف الحكومة ضدّ مصلحة الوطن من أجل مصالح الفرقاء، على قانون الأحوال الشخصية ضدّ مصلحة المواطن تحصيناً لمصلحة المذاهب، نختلف على قانون الانتخاب لا لتمثيل عادل بل من أجل إلغاء من لا يسير بركاب الطوائف والقبائل والعائلات، نحن نعيش في بلد ونلعن العيش فيه. يتوق البعض إلى الرحيل ويصلّي آخرون للخلاص ولكننا لا نقوم بما يتوجب من حدّ أدنى من الواجب تجاه البلد. نحن شعب مسؤول عما يحدث وليس مسؤولًا عن تغيير ما يحدث.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نحمل عقيدة تؤمّن الحلّ وتسير نحو حياة العزّ وتشمل الجميع دون تفرقة، الأفراد في مفهومنا مواطنون مشتركون بالحياة أما عند الطوائف هم رعايا، أما حان الوقت ليدافع المرء عن مواطنيته؟ عن حقه بالإشتراك بالحياة؟ نحن بلد تنخره المفاسد والمساوئ قد تطرأ على الأفراد بسبب النزعة الفردية، هي عدوى أصابت المؤسسات حتى الأمنية وأصابت حتى القضاء بل أصابت الأحزاب فأين الخلاص؟

المجتمع الراقي هو الذي يتحلى بالوحدة والروحية وبالشخصية الجامعة، شخصية المجتمع هناك تسقط المفاسد. هكذا كان فقيدنا متحرّراً من فرديته منخرطاً بمجتمعه عاشقاً لأمته مضحياً في سبيلها. نحن نقبل هذا القدر، نحن نرضخ لمشيئة الخالق.. البقاء للأمة.

كلمة أهل الفقيد

وألقى أكرم سلمان كلمة أهل الفقيد وجاء فيها: «ما عساي أن أقول في وداع فقيدنا الغالي المرحوم رمزي سليم سلمان وأصدق الكلام عن الأحبّة يبقى دائماً حبيس الفؤاد.

لكن بالرغم من الألم الكبير الذي يعترينا بفقدان العزيز رمزي أرى لزاماً عليّ أن أقول كلمة حق من القلب والضمير. لقد تحلى فقيدنا بالصفات المعروفية الأصيلة، فكان محباً وفياً دمث الأخلاق لم يتوانَ يوماً عن القيام بكلّ ما يحفظ كرامة أهله وضيعته الرملية، هذه البلدة التي كلما هوى منها فارس سقطت ورقة من شجرة الرجولة والمروءة والشهامة والنخوة في جبلنا الأشمّ.

الموت حق، ولا رادّ لقضاء الله، يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير، في المعلوم الشريف أذكروا محاسن موتاكم، ذلك انّ قيمة الإنسان ما يحسنه، أكثر الإنسان منه أم أقل.

نمْ قرير العين أيها الغالي، فأنت باقٍ في ذاكرة الرملية التي أحببت وها هي اليوم تبادلك المحبة وتكفّنك بترابها.»

وقد أدّى القوميون الاجتماعيون التحية الحزبية وداعاً للرفيق الراحل، وبعد الكلمات ووري الجثمان الثرى في مدافن بلدته الرملية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى