المهندسة سناء الشوا: ستبقى وزارة الثقافة حاضناً رئيسياً لمختلف الفنون
رانيا مشوِّح
على جدران الألم تعربشت رياحين الإبداع، التي طغت رائحة الدم ولوّنت سواد الخراب والدمار، لتزهو بهية التاريخ، آلهة الحضارة مؤكدةً انتصار الحياة، مجبرةً الموت على الهزيمة، من دربها الصانع لكلّ ما هو جميل تعود في كل مرةٍ هاتفةً بصوتِ الفنون والعلوم والآداب، ومن هنا وبرعاية وزير الثقافة السوري محمد الأحمد أطلقت وزارة الثقافة ـ مديرية الفنون الجميلة المعرض الاستعادي الرابع لفن الغرافيك لعام ٢٠١٩ في صالة معارض مكتبة الأسد في دمشق. افتتحت المعرض المهندسة سناء الشوا معاون الوزير وعماد كسحوت مدير الفنون الجميلة.
وأشارت الشوا إلى أنّ وزارة الثقافة تسعى إلى إقامة متحف الفنّ الحديث بالتوازي مع إقامتها للمعارض ودعمها للحركة الفنية التشكيلية، ويعتبر معرض الغرافيك هو الأول لهذا العام والرابع من نوعه والذي يضمّ مجموعة من الفنانين بهدف تسليط الضوء على تطور هذا الفن الملحوظ وما له من أهمية كونه يعتبر إبداعاً بصرياً، وتمّ اختيار مكتبة الأسد الوطنية لكونها حاضنة للثقافة والملتقيات والمعارض.
و أضافت: وزارة الثقافة ستعمل على إقامة هكذا معارض في مجموعة من المحافظات الأخرى لنشر الثقافة الفنية في المجتمع.
كسحوت
بدوره، لفت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة الفنان عماد كسحوت إلى أنّ هذه المعارض هامة جداً لأنها تعمل على إعادة عرض الأعمال المقناة للاطلاع على مخزون الفن التشكيلي السوري وكيفية تطوّره حتى وقتنا الحالي، في خطوة لتنشيط هذا النوع من الفنون الهامة والجميلة والذي يُمثّل أحد أوجه الثقافة، كما أنّ وزارة الثقافة مستمرة في إقامة هذه المعارض بشكل دوري لكافة الفنون التشكيلية.
الخالد
أما الفنان الدكتور علي الخالد فقال: هذا المعرض هو الأهم في سورية لتعريف الجمهور على فن الغرافيك وهو من الفنون النادرة في العالم ويعتمد على تقانات فنية عديدة، لا سيما أنّ أغلب الناس تلتبس عليهم خصوصية فن الغرافيك وتخلط بينه وبين غيره من الفنون التشكيلية.
العبد الله
كما أوضح الفنان طلال العبد الله أنّ المعرض خطوة مهمة لفنّ الغرافيك السوري وللمهتمين بهذا الفن للتعرف على التجارب الفنية القديمة والتطورات التي طرأت عليه والتعرف على ما له من خصوصية.
رزوق
من جهته، أشار الدكتور نبيل رزوق إلى أنّ هذا المعرض بمثابة تأريخ لفنّ الغرافيك الحديث في سورية، الذي تطور مع شعبة فن الحفر بعد إنشاء كلية الفنون الجميلة في دمشق، مع اهتمام وزارة الثقافة بإقامة المعارض التخصُّصية لهذا الفن، كما أنّ وجود أعمال لفنانين مخضرمين من الحفارين السوريين مع فنانين وشباب أتوا بعدهم أمر يغني المشهد الفني السوري.
يُذكر أنّ المعرض ضمّ أكثر من 32 لوحة مقتناة من قبل الوزارة من مختلف تقنيات فنّ الحفر من طباعة حجرية وطباعة غائرة وشاشة حريرية وغيرها تعود لعدد من الحفارين الرواد أمثال: غياث الأخرس وخزيمة علواني وعلي الخالد ومصطفى الحلاج، إلى جانب عدد من الجيل الثاني من الحفارين أمثال محمد الوهيبي وطلال العبد الله وصولاً إلى الجيل الشاب من الفنانين، ما شكل رؤية فنية خاصة تميز بها المعرض دون غيره، والذي رسم، بدوره، صورة مصغّرة عن تاريخ فن الغرافيك في سورية.