الحريري: شريكنا في السلام والاستقرار والنمو موغيريني: نعمل لبناء لبنان أكثر اخضراراً وأمناً
افتتح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المقرّ الجديد للاتحاد الأوروبي في لبنان، باحتفال أقيم أمس في المقرّ، في حضور المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورئيسة بعثة الاتحاد في لبنان كريستينا لاسن وحشد من الوزراء والنواب والسفراء العرب والأجانب وشخصيات.
وقالت لاسن: «كنا إلى جانب لبنان خلال الأوقات الجيدة وكذلك الصعبة. اليوم هناك فرصة جديدة ومناسبة لإعادة تأكيد وتجديد هذه الصداقة التي تربط أوروبا بلبنان».
وأضافت: «لقد بدأنا كفريق صغير من 13 شخصاً وأصبحنا بعد أربعين عاماً منظمة توظف عدداً كبيراً من اللبنانيين، وهي تضم أكثر من مائة لبناني وأوروبي، في إطار طاقم عمل متمرس ومتفان يعمل لتعزيز علاقاتنا السياسية والاقتصادية ولمساعدة لبنان».
أما موغيريني فلفتت إلى «أنّ العمل الذي نقوم به في القطاع الأمني وقطاع الدفاع أساسي، ليس فقط للبنان بل لأمن أوروبا أيضاً، ولدينا بالتأكيد حوارات سياسية، اقتصادية واجتماعية، وتجارتنا الثنائية تزداد سنة بعد سنة، وأصبح الاستثمار في لبنان أولوية أكثر فأكثر، وفي العام المنصرم، خلال مؤتمر «سيدر» تعهّدنا المساهمة برزمة تتعدى المليار ونصف مليار يورو، حتى العام 2020، بالتزامن مع الإصلاحات التي من المقرّر أن تحصل، وكما علمنا فإنّ الحكومة مصرة على إجرائها».
وقالت: «الصداقة والعلاقة بين الشعبين في أوروبا ولبنان قد ازدادت وتمّ تعزيزها، وهذه هي الأداة الأساسية التي نستطيع من خلالها أن نقيس نجاح شراكتنا وعملنا. ونحن ننظر إلى أعداد التلامذة اللبنانيين الذين يدرسون اليوم في أوروبا، كما أنّ هناك عدداً كبيراً من التلامذة الأوروبيين الذين لديهم ميزة وشرف اختبار الدراسة هنا في لبنان. لدى التلامذة في أوروبا الفرصة للمجيء والدراسة في لبنان، وقد ناقشت هذا الموضوع مع رئيس الحكومة عقب اجتماع القمة العربية الأوروبية. فكم هو مهم أن يفهم المجتمع الأوروبي جيرانه، وبشكل خاص المجتمع العربي، وأن يدرك بدوره المجتمع العربي الأوروبيين بشكل أفضل، وأن يُصار إلى تعزيز هذا التفاهم».
وتحدث الرئيس الحريري، فقال: «إنّ لبنان، بتاريخه وثقافته وتنوعه الديني وبقطاعه الخاص الديناميكي، كان دائماً عبر السنين بوابة أوروبا إلى العالم العربي، وبوابة العالم العربي إلى أوروبا. وقد دعم الاتحاد الأوروبي دائماً سيادة لبنان واستقلاله، وهو يستمر في كونه شريكنا في السلام والاستقرار والازدهار والنمو، ونحن ممتنون لذلك».
وأمل الحريري أن «نتابع هذه العلاقة بطريقة تعزز الازدهار، وأنا أتطلع أبعد من الأرقام، من اليورو والدولار، وأعتقد أنّ القيم التي نتشاركها لا تقدر بثمن، وهي مهمة جداً».
وفي الختام، أزاح الحريري وموغيريني ولاسن الستار عن اللوحة التذكارية التي وضعت للمناسبة.
وكان الحريري استقبل، في السراي الحكومية، السكرتيرة التنفيذية لـ»إسكوا» في لبنان رلى دشتي وعرض معها نشاط المنظمة في لبنان.
بعد اللقاء، قالت دشتي: «ناقشت مع الحريري مواضيع متعلقة بالشأنين الاقتصادي والاجتماعي، وقد اكدت له ان الاسكوا ستكون متعاونة وستمد يد العون لتقديم الخدمات والاستشارات في هذين الملفين لما لهما من اهمية خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان».
وأضافت: «نحن على يقين أنه يجب العمل على تشجيع البيئة الاقتصادية في لبنان لتكون جاذبة للاستثمارات الخارجية التي يتوقع لبنان الحصول عليها، كما تطرقنا إلى مواضيع اجتماعية أخرى، خاصة ما يتعلق بخلق فرص عمل للشباب وهو أمر في غاية الأهمية، إضافة إلى تعزيز دخل الأسرة اللبنانية والتي نملك مشاريع عدة بشأنها، فضلاً عن الشأن البيئي وهو في غاية الأهمية، وموضوع المياه خصوصاً مياه نهر الليطاني. وهناك أمور عدة تقوم بها إسكوا في اطار التعاون مع مصلحة الليطاني لتحسين المياه في هذا النهر لناحية التلوث والجفاف الذي يعاني منه».
وتابعت: «كما أنّ هناك مسائل اقتصادية عديدة أخرى تأتي في إطار محور الاقتصاد الكلي للبنان الذي يهدف إلى تحسين الناتج القومي للبنان وإقرار تشريعات يحتاجها واتخاذ قرارات وتعديلات لقرارات وزارية وخلق بيئة مشاريع تنموية للبنان، خصوصاً المشاريع الاستثمارية التي ستشمل قطاعات الطاقة والبنى التحتية وموضوع المرأة وهو في غاية الأهمية وتعزيز دورها اقتصادياً واجتماعياً. ونحن في هذا الإطار نثني على وجود أربع وزيرات في الحكومة اللبنانية ونتطلع إلى المزيد من مشاركة المرأة في مجال صنع القرار».