موسكو ودمشق تدعوان أميركا إلى سحب قواتها من سورية.. والمعلم يتناول مع ظريف سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية
أعلن مركز تنسيق عودة اللاجئين الروسي والسوري، في بيان مشترك، أنّ الولايات المتحدة تعيق خروج النازحين من مخيم الركبان الواقع تحت السيطرة الأميركية، وتضللهم بشأن استحالة الخروج من المخيم.
وجاء في البيان أنّ «قيادة القوات الأميركية في منطقة التنف تعيق الخروج، وعلاوة على ذلك، تضلل النازحين بشأن عدم إمكانية مغادرة المخيم، وتنشر شائعات بأنّ ما ينتظرهم في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، هو الدمار والتجنيد الإجباري في الجيش والاعتقالات».
وأضاف البيان: «انطلاقاً من المبادئ الإنسانية العليا، ستنظم الحكومة السورية بالاتفاق مع الجانب الروسي يوم 1 آذار/مارس 2019، قوافل إنسانية إضافية لإعادة النازحين في خيم الركبان طوعاً ودون عائق إلى أماكن إقامتهم الدائمة»، موضحاً أنّ «دخول القوافل إلى المنطقة المحتلة من قبل الولايات المتحدة سيتم بالتوافق مع الأمم المتحدة».
ودعت روسيا وسورية في البيان المشترك الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من سورية، والتي تتواجد فيها بشكل غير قانوني.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت أنّ الولايات المتحدة الأميركية تمنع خروج المدنيين عن طريق الممرات الإنسانية من مخيم «الركبان».
وأكدت زاخاروفا أنّ الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي الإنساني بمنعها خروج المدنيين من الممرات الإنسانية، لافتة إلى أنّ معظم سكان المخيم يريدون المغادرة.
وأعلن رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع الذاتي، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، الأسبوع الماضي، أن الحكومة السورية وبالتعاون مع روسيا قررت فتح ممرين إنسانيين لخروج اللاجئين من مخيم الركبان إلى أماكن إقامة أخرى.
يذكر أنّ الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب اتفق مع نظيره التركيّ رجب طيب أردوغان في 22 شباط/ فبراير الجاري على مواصلة التنسيق لإنشاء منطقة آمنة محتملة في سورية فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستترك مئتي جندي أميركي في سوريو لفترة من الوقت لتحفيز الحلفاء ولغايات استخبارية بعد انسحاب القوات الأميركية منها.
إعلان ترامب إبقاء 200 عسكري أميركي بعد قراره الأول إعلان سحب قواته من سورية واجه انتقادات حادة لقرار سحب نحو 2000 جندي أميركي بحلول 30 نيسان/ أبريل المقبل والذي وقعّه البنتاغون، حتى من أعضاء في حزبه الجمهوري الذين يرفضون بشدة هذه الخطوة.
إلى ذلك، تلقى وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وبحث الوزيران خلال الاتصال «سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين الشقيقين متابعة لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى جمهورية إيران الإسلامية أمس الأول».
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد زار إيران الإثنين الماضي والتقى المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، كما التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء الزيارة.
وتربط سورية وإيران علاقات وتحالف استراتيجي عسكري واقتصادي وسياسي متبادل.
ميدانياً، عثرت الأجهزة المختصة في سورية، أمس، على كميات كبيرة من المتفجرات من مخلفات الإرهابيين التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والألغام والذخيرة في المنطقة الجنوبية.
وبحسب وكالة «سانا»، عثرت الجهات المختصة على نحو 8 أطنان من مادة «السيفور» المعروفة بشدة انفجارها خلال قيامها بتمشيط القرى والبلدات التي تمّ تحريرها من قبل الجيش السوري في المنطقة الجنوبية.
وجمعت الأجهزة المختصة المواد المتفجرة ونقلتها إلى منطقة آمنة للتعامل معها، بعد أن كانت قد عثرت عليها في أوكار الإرهابيين في مناطق متفرقة من المنطقة الجنوبية.
وكانت الجهات المختصة عثرت خلال استكمال عملية تطهير المناطق المحررة من الإرهاب من مخلفات الإرهابيين على أسلحة وأدوية وتجهيزات طبية بعضها صهيوني وأميركي الصنع في بلدتي جباتا الخشب والرفيد بريفي دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة الشمالي في بداية شهر فبراير/ شباط الجاري.
ونقلت وكالة سانا» أنّ «الأسلحة المضبوطة تضمنت صواريخ مضادة للدروع وقذائف وذخائر متنوعة وعدداً من صواريخ تاو ورشاشات متوسطة إضافة إلى أجهزة اتصال وتجهيزات هندسية لتفجير الألغام وفتح ثغرات في حقول الألغام صناعة أميركية وكمية من أدوية وتجهيزات طبية إسرائيلية وأخرى سعودية وتركية تضم سيرومات ومواد تعقيم وتخدير.
وقالت الوكالة إنه «تمت مصادرة سيارة «فان» كانت تستخدم لنقل إرهابيين ومعدات بين مناطق سيطرة الإرهابيين بريف القنيطرة والأراضي المحتلة بإشراف قوات الاحتلال الصهيوني».
وفي سياق متصل، ردّت وحدات الجيش السوري العاملة على حماية المدنيين في ريف حماة الشمالي على خروقات المجموعات الإرهابية وانتهاكاتها لاتفاق منطقة خفض التصعيد بعمليات مركزة أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار ومقتل وإصابة من فيها من إرهابيين.
وأفيد بأنّ وحدات من الجيش وجهت ضربات بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ضدّ أوكار الإرهابيين في محيط اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي رداً على استهدافهم محطة محردة لتوليد الكهرباء.
ولفت مصدر أمني إلى أنّ الضربات أسفرت عن تدمير منصات لإطلاق القذائف وتجمعات واوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين.
واعتدت المجموعات الإرهابية مساء أمس بـ 14 قذيفة صاروخية على محطة محردة لتوليد الطاقة الكهربائية ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة في المحطة.
وكانت وحدة من الجيش وجهت ضربات مكثفة على تحركات لمجموعات إرهابية على أطراف بلدتي حصرايا وكفرزيتا ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها.
وتنتشر في بلدتي كفرزيتا وحصرايا مجموعات إرهابية تتبع لما يسمى «كتائب العزة» تحاصر الأهالي في البلدتين وتعتدي على القرى المجاورة بالقذائف حيث استهدفت خلال اليومين الماضيين مدن وبلدات محردة وسلحب والسقيلبية بعشرات القذائف ما تسبب باستشهاد مدني وجرح 7 آخرين وإلحاق دمار كبير بالمنازل والبنى التحتية.
وبين مصدر أنّ وحدة من الجيش نفذت ضربات بالمدفعية على محاور تسلل مجموعات إرهابية من بلدة اللطامنة شمال مدينة حماة بنحو 35 كلم باتجاه المناطق الآمنة والنقاط العسكرية المنتشرة بالريف الشمالي.
وأضاف: إنّ الضربات أسفرت عن إحباط محاولة التسلل وإيقاع أغلب أفراد المجموعات الإرهابية المتسللة بين قتيل ومصاب بينما لاذ الباقون بالفرار.
وكانت وحدات الجيش أسقطت أول أمس طائرتين مسيرتين للمجموعات الإرهابية انطلقتا من مناطق انتشارها باتجاه نقاط عسكرية مرابطة على أطراف بلدة عطشان شمال مدينة حماة بنحو 45 كلم.