«الحجر الحي»… رحلة مايكل أنجلو إلى ذاكرته
صدر عن دار «مسكيلياني» في تونس ترجمة لرواية «الحجر الحي» للكاتبة الفرنسية لينور دي روكوندو نقلتها إلى العربية لينا بدر.
جعلت الكاتبة الفرنسية لينور دي روكوندو النحّات الإيطالي الأشهر مايكل أنجلو 1475 ـ 1565 بطلاً لروايتها «الحجر الحي». تجري الرواية في العام 1505، تبدأ بموت راهب كان مايكل أنجلو معجباً للغاية بجمال جسده، ولم يعتقد يوماً أنه يمكن أن ينجز منحوتة بكماله.
يؤثّر هذا الموت المفاجئ كثيراً في النحات الذي كان يشرّح الجثث أيضاً، فيستفيد من المهمة التي كلّفه بها البابا جول الثاني، وهي نحت قبر له، للابتعاد والرحيل إلى كارّار، قرية مقالع الرخام، لينتقي بنفسه الكتل التي سيعمل عليها.
لكن طيف الراهب الشاب أندريا يتبعه إلى هناك، لا بل إن أشهر عيشه في القرية الجبلية الجميلة يبعث في نفسه ذكرى أمه الميتة التي نسي ملامح وجهها ولا يريد أن يتذكرها، كي لا ينفجر في داخله حنينه لها وحاجته إليها، هو الذي يحاول الابتعاد عن الناس وعن كل ما يشتت تركيزه على عمله، والذي يُفاخر بأنه مصنوع من حجر حي ويسعى إلى أن يجعل قلبه من حجر كذلك.
لكنه لا يستطيع ذلك، إذ يتعرف في كارّار على مجموعة من الأشخاص ويعيش مواقف وأحداثاً تبعث في نفسه الذكريات التي ظن أنه دفنها. تعيد العطور، وضحكة الطفل ميشيل الذي فقد أمه في عمر السادسة مثله، وطعم الفطيرة المقلية التي صنعتها مضيفته ماريا صاحبة النزل، والفرس البيضاء لكافالينو المجنون الذي يظن البشر حيوانات، تعيد هذه كلها بعث ملامح وجه أمه وتفاصيل جسدها في ذاكرته، محرضة إياه مع جسد أندريا، على المزيد من الطموح والعمل المبدع ليعود إلى روما لإنجاز قبر البابا كثير التماثيل ذي الطابقين.