قالت له
قالت له: هل فارق العمر له معايير في الحب؟
قال لها: ليس في الحب معايير بل في الزواج.
قالت: وما الفرق؟
قال: الحب ليس خياراً بينما الزواج خيار.
قالت: أليست ثمرة كل حب زواجاً؟
قال: يولد الحــب فجــأة ويرســم طريقــه بزواج وبدون زواج ولا يســألنا عــن المعايــير، بينــما الــزواج قرار نتخــذه لبنــاء أســرة والإطــلالة على المجتمــع فتلتــقي فيه عناصــر نجــاح كل منــهما وببســاطة الحب فعــل القــلب والزواج فعــل العقل.
قالت له: وماذا عن الزواج وفارق العمر؟
قال لها: ذات مرة قال لي دمشقي عريق إن الزواج المثالي هو الذي يجمع الرجل بامرأة يعادل عمرها نصف عمره مضافاً إليه سبع سنين.
قالت: وإن لم يكن ذلك؟
قال: تلك نظرية وكل نظـــرية تخــطئ وتصيب، لكنها تمرين ممتع في لعبة الأرقام.
قالت: وما تقول أنت؟
قال لها: في جيل النضج بعد الثلاثين أن تبقى المرأة في عمر الإنجاب الصحّي والصحيح وأن يكون الرجل في عمر الاقتدار والمسؤولية أو أن ينتميا إلى جيل الشباب معاً ما دون الثلاثين فيكملان مراهقتهما مــعاً ويختبران فرص مواصلة العيش سوياً.
قالت: وهل يسبب فارق العمر الانفصال بين زوجين؟
قال لها: يكون ذريعة للانفصال فهو مرئي قبل الزواج وما كان مرئياً لا يصح به ادعاء التذكر المتأخر.
قالت: ونحن؟
قال: من دون أن تنتبهي ستجدين أن القاعدة الدمشقية كانت تشبهنا يوماً أو أنها ستشبهنا يوماً.
قالت له: إذن لا مبرر أن أقلق من فوارق العمر.
قال لها: لا تقلقي إلا من الوساوس.
قالت: لا تعاكس.
قال: أجيبك في حوارنا الخامس.
قالت: وأرد عليك في السادس.
قال: إذن أنظر وانتظر ولا تلامس.
قالت: القبلة كلام وليست لمساً فلا تهامس.
ضحكا ومضيا.