لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس

تجد نفسك في نفق القطار وعالمك في حقيبةٍ إلى جانبك، ويبدو الأمر وقتئذٍ طريقة جيدة تدرك أنّها نهاية حياتك إن كان للأمر قيمة.

ها هو القطار يصل على السّكة وها هو الألم يتلاشى في الظّلام، هل أنت جاهز للفصل الأخير؟….

إنه ضوء في نهاية النّفق ولكن بآخر النّفق كان هذا الضّوء سراباً، فيما كنتَ نائماً كنت أتمشّى في الخارج بدأت الأصوات تتكلّم ولم تتوقّف، كانت الإشارات في كلّ مكان وراحت أفكاري تتسارع كنت محقّة في البداية شيء ما يجب أن يتغيّر، عندما سقط الشّهاب تمنّيت الفوز بقلبك أكثر… هل يستمع قلبي المجنون لهذا الحبّ؟.. كان هذا القلب غبيّاً لكنّه اليوم غبيّ أكثر. فعندما تألّمت كان الألم أكثر من المعتاد – الحبّ هذا الّذي نتكلّم عنه – أحببت بعمق وبعاطفة وحرارة وشغف ليكون أكثر إلهاماً ولهفة.. تمهّل قد تكون لست لي، هل الأمور ستتحسّن!..

حياة عتمة!

هل نحن نجوم ضائعة تحاول إضاءة العتمة أم نحن مجرّد قطعة غبار في المجرّة؟… واأسفاه!… إن لم نحذر فسيصبح حقيقة وكي نرى شعاع الشّمس علينا أن نمرّ من ظلمة اللّيل… فللكآبة أيدٍ حريرية تقبض على قلوبنا لتشعرها بوحدة تكون أليفة حرمتنا الرّوحية…

كان الوقت يسيل كالماء عندما كنت معك ولكن… لتقم بخطوة لا يمكنك التراجع عنها، فإن لم تفعل شيئاً ذكيّاً فافعل ما هو صحيح…

ما نفع الطّرقات إن لم توصلني إليك، أتساءل هل أحبّني هل أحبطني، هل كان جاثياً عندما قبّل تاجي؟ هل الأحلام أصبحت خيالا بسبب حبّ سرمديّ؟!!

نقوم بالمخاطرة أحياناً ونعرّض أنفسنا للخطر وننكث بوعودنا التي قطعناها.. وأنا أحببتك بجميع الأحوال حتى وإن امتلكتُ الدّنيا فذلك لن ينفع إن لم تكن موجوداً، أنت استغرقتَ الوقت لتهجرني لئلّا تريني الدّعم… تفهم أنني حزينة الآن فلا تهدر وقتي، لأنك قطعتَ بي السّبل وأنا أحببتك بالقدر نفسه.

ما نفع النّوم إن لم تكن بجانبي، لم يعُد لي حبيب أعانقه ولا مأوى ألجأ إليه. لم يعد لي من أحكي له همومي…

وما نفع النّهار إن كانت شمسي معك. لقد وجدتّك بعد أن أضعتك وتأكّد فلن تقع أيّة نجمة بعد اليوم، لأنّه قد حلّ اللّيل وأطفأت شمسي ولتمت أيّها الألم.

أتيت إليك حين بدأ الغناء، ليس عيباً.. فالكلّ يريد من يحبّه… فالزّهرة لا تعبق لنفسها، كما الأشجار لا تأكل ثمارها… لست أدري إن كنتَ الغبيّ الذي يخطئ فهم الأمر، فهذا هو الحلم الذي يجب غناؤه كأغنية مثاليّة وحبّ مثاليّ… كل ما أعرفه هو أنّني لا يمكنني أن أستمر بالتنكّر بينما أنت الوحيد الذي ترى الحقيقة في عينيّ، أنت تأخذني إلى زمان آخر وإلى مكان أسمى.. أنا على وشك التخلي عن السّباق قوّتي لا تكفيني لأتغلّب عليه… فلا معنى لشيء بدونك.

تبدّلت حياتي فأنا مَن عليه التغيّر…

عدتُ إلى الشارع ووجدتُ ما يستحقّ الإنشاد، نجد أخيراً حلمنا فترحل… كنّا نطارد الأوهام الجميلة، ولكنك لعنتني عندما لم يبق من يُلام وانتهكت كل قاعدة وأنا أحببتك كالمغفّلة والحزن الذي أسكت البلبل أذبل وردتي والضّباب عرف الهزيمة، فيما تقرع أجراس انتصارك!… أتخيّل وجهك الكئيب المتكهّن اللّئيم الذي خلق الثورة والاسترحام في قلبي برفقة صراع ملحميّ ضد قضيّة حياة أو موت بلا أمل معك… آه…. لم تكن كذلك كنت تقطر حباً وعذوبة…

ربّما ما عليك أن تلجأ إلى القتل الرّحيم فتتظاهر بإراحة بالي وأنت لا تفعل.. حقاً لا تتصرّف بلطافة، فكلمة طيبة في زمن الجفاف أعذب من ماء بارد…

ربّما لن أسمح لذكراك بملازمتي ولكلماتك أن تؤلمني حين يغيب الصّدى… سأسير خلال نومي مع مَن يشعرون بالوحدة، فإن كنتَ ستعيدني إلى دياري أخبرني إن كنتُ بمفردي أعيد قلباً مستعاراً وإن كنتَ تريد الرحيل لست متأكدّة… كيف أعود؟.. لا يمكنني تحمّل غيابك أرجوك هل شاهدتني وأنا أحاول بلوغ امرأة لا تراها… خُذ بيدي ولنرَ أين سنستفيق يوم غد….

حسبتني رأيتك في الخارج تبكي وسمعتك تنادي باسمي والأمر سيّان… أنشد لي أغنية فلا أحتاج إلى سماعها بأذنيّ.. أعطني إشارة لا أحتاج إلى رؤيتها بعينيّ… هل ما زلت قابعاً في الأحلام والأوهام، أم المخطّط الأفضل أحياناً هو العلاقة العفوية، ولكن تبّاً كيوبيد يطالب باسترجاع سهمه… فلنثمل من دموعنا قد يكون الحظّ سيدّ الليلة، فكلّ الأمور التافهة تتلمس السلسلة لتنعقد وتتحوّل إلى لآلئ جميلة، لمَ نهدر زمننا إنّه موسم الصيد كأنّ بي أرى أسداً يقبّل أيلاً والحمل هارب يبحث عن معنى… لا تدع ذكرياتنا تجلب لك الحزن فيضعف قلبك، لنطوي الصفحة وربما سنجد نهاية جديدة حيث نرقص في دموعنا أتساءل أحياناً. هل سنكون بخير؟….

عندما تفقد صوابك استمع إلى قلبك. فالموسيقا جبّارة فأغنية واحدة قد تغيّر مزاجك وقد تولّد لك الذّكريات فتغيّر مجرى حياتك بالكامل، فعندما تكون بجانبي أتمكّن من أن أحارب انهمار دموعي، وعندما تنقطع الموسيقا أحسّ بوحشة أرض القبور… آه.. إذا كنت قد أتيتني بسيف ورمح لتغرزهما في قلبي فأنا آتيك بقوّة ربّ الجنود…

هل علاقتنا منذ زمن بعيد معلّقة بخيط رفيع… خيط رفيع من الماضي سببه الكثير من خيبات الأمل… هل ما شعرت به أقوى، فلتصبر يا قلبي… قلبي ينزف من جراحه لا يستحقّ شيئاً سوى الحبّ.. لم يتعلّم قلبي كيف يكبر وأن يحسب عمره بعدد أيام الحياة.. حرّرت أكبر حبّ إلى السّماء ما صدّقت أي شيء سوى الحبّ.. هل ضاع عهد حبّي في الماضي وكأنّني نسيتك في لمحة عين ولم أعد أحمل في قلبي تجاهك حتى الحقد…

هو سراب ليلة قمراء فهناك شيء ما بشأن الليلة، شيء مميّز جداً بشأن هذا القلب والجسد، وتلك الطريقة التي تنظر بها إليّ… أنسى العالم… سأرقص معك فقط.. لتكن حبيبي الوحيد ولتنظر إليّ ولنتكلّم عن مشاعرنا سنخبر الناس قصصنا… لم أخجل لأني أعيش حباً من طرفين لا أشعر بالندم أكان ينبغي أن أحترق كغابة؟… لو أنّني لم أمت بسبب الحبّ.. لو أنّني لم أولد بسبب الحبّ، فهل كنتُ يا تُرى كرّست نفسي لحكاياته؟

لن أسأم ولن أتردّد… لا تدع للحزن مكاناً بيننا، فهو يضعف القلب ويوهن العزم والإرادة ولا تفسد فرحتنا بالقلق ولا عقلنا بالتّشاؤم ولا نجاحنا بالغرور، ولنكن أصحاب قلوب تتنفّس السّعادة… ولنعتبر كل يوم يوماً رائعاً لنكون على قيد الحياة. فالحبّ خيط رفيع بين الأمل والإيمان فيا ترى أهو ضوء أم سراب!!!…

رنا جنيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى