موسكو: واشنطن تواصل منع خروج المهجّرين السوريين بفعل الإرهاب من مخيم الركبان
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الولايات المتحدة تواصل منع خروج المهجرين السوريين القاطنين في مخيم الركبان بمنطقة التنف والعودة إلى مناطقهم المحرّرة من الإرهاب عبر الممرّات الإنسانية التي تمّ افتتاحها لهذه الغاية.
وأكد رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني الروسي الجنرال ميخائيل ميزينتسيف في اجتماع مشترك لمقرّ التنسيق المشترك بين الإدارات في روسيا وسورية في موسكو بشأن إعادة المهجرين إلى سورية أنّ «الجانب الأميركي يعيق بشدة رغبة ساكني مخيم الركبان في الخروج والعودة إلى أماكن إقامتهم».
وأضاف المسؤول العسكري الروسي: إنّ قوات الاحتلال الأميركي المنتشرة في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية تواصل عرقلة خروج المهجرين الراغبين بالعودة إلى مناطقهم المحرّرة من الإرهاب بالتوازي مع «العمل على تضليل اللاجئين حول استحالة مغادرة المخيم» عبر نشر مجموعة من الأكاذيب والفبركات لثنيهم عن العودة.
وبهدف إجلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان بمنطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتها الإرهابيين تمّ في التاسع عشر من الشهر الماضي فتح ممرّين إنسانيين في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف المنطقة بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية.
وأكد ميزينتسيف أنّ المجموعات الإرهابية «التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وعلى رأسها ما يسمى مغاوير الثورة هي في الواقع من يحتجز المهجرين الراغبين بمغادرة المخيم قسراً ويتم ابتزازهم بمبالغ كبيرة بالدولار الأميركي للخروج من المنطقة» مشيراً إلى أنّ «ممثلي الأمم المتحدة يدركون أنّ تسليم الدفعة التالية من المساعدات الإنسانية إلى الركبان في النصف الأول من شباط الماضي كان له أثر إيجابي آني ولم يحسن الوضع بصورة عامة».
وأكد مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية والمغتربين فى تصريح لـ «سانا» أول أمس أنّ «الجمهورية السورية ترحب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم وأرضهم وأنّ الدولة السورية مستعدة لتحمُّل جميع مسؤولياتها لتأمين عودة آمنة وكريمة لمواطنيها الذين أجبرتهم الظروف الصعبة التى مرت بها سورية على مغادرة مدنهم وقراهم» مشيراً إلى أنّ المسؤول الوحيد عن الكارثة الإنسانية التى يعيشها أهلنا فى مخيم الركبان هو الاحتلال الأميركي وأدواته التي منعت المواطنين السوريين في المخيم بالقوة والتهديد من مغادرة المخيم».
إلى ذلك، بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس مع السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي آفاق حلّ الأزمة في سورية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنّ «الجانبين تبادلا خلال لقاء جمعهما اليوم في موسكو الآراء حول القضايا الراهنة على جدول الأعمال الإقليمي مع التركيز على موضوع حلّ الأزمة في سورية والوضع في منطقة الخليج».
ميدانياً، دمّرت وحدات الجيش السوري العاملة بريف حماة الشمالي بضربات مركزة أوكاراً وتحصينات للإرهابيين في إطار ردها على مواصلة المجموعات الإرهابية خروقاتها اتفاق منطقة خفض التصعيد.
وذكر مراسل «سانا» في حماة أنّ وحدات من الجيش ردت صباح أمس على اعتداءات مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة بالقذائف الصاروخية على المناطق الآمنة ودكّت أوكارها في البساتين الواقعة بين صوران ومورك إلى الشمال من مدينة حماة.
وبين المراسل أنّ ضربات الجيش أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير مدافع هاون ومنصّات إطلاق قذائف صاروخية.
وفي الأطراف الشرقية لسهل الغاب، أشار المراسل إلى أنّ وحدات الجيش استهدفت بالأسلحة المناسبة أوكاراً وتحصينات لإرهابيي «الحزب التركستاني» في بلدة الزيارة وقرية المشيك موقعة في صفوفهم قتلى ومصابين ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
ودمرت وحدات من الجيش أمس، عدداً من أوكار إرهابيي ما يسمى «كتائب العزة» على أطراف بلدات كفرزيتا وحصرياً والأربعين في منطقة محردة وفي بلدة البويضة ودشماً وتحصينات لإرهابيي «جبهة النصرة» في كروم الفستق الحلبي على الأطراف الجنوبية لبلدة مورك بريف حماة الشمالي.
وفي سياق أمني آخر، قتل 8 أشخاص جراء تفجير انتحاري استهدف مطعماً في مدينة إدلب السورية، أمس.
وذكرت أنّ شخصاً فجر نفسه بحزام ناسف، في مطعم فيوجن بحي الضبيط في إدلب، بعد أن فتح النار على من كانوا في المطعم من سلاح خفيف كان بحوزته.
وبحسب المرصد، قتل في التفجير 6 عناصر من التشكيلات المسلحة وزوجة قيادي للمسلحين وطفل كان برفقتها.
وأشار المرصد السوري إلى أنّ المطعم يرتاده عادة إرهابيون من جنسيات مختلفة، ينتمون إلى مختلف الجماعات المسلحة الموجودة في المنطقة.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أمس، أنّ 84 مواطناً سورياً، ثلثاهم من الأطفال ، لقوا حتفهم منذ ديسمبر الماضي وهم في طريقهم لمخيم الهول شمالي سورية.
ونقلت مصادر عن الأمم المتحدة، أنّ من لقوا حتفهم كانوا في طريقهم إلى مخيم الهول شمال البلاد بعد هروبهم من تنظيم «داعش» في دير الزور شرقي سورية.
وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال إفادة صحافية: «عولج 175 طفلاً في مستشفيات من أعراض طبية ناجمة عن سوء حاد في التغذية».
وأضاف أنّ نحو 13 ألفاً فروا من دير الزور الأسبوع الماضي ووصل كثير منهم إلى مخيم الهول. وقال إنّ النزوح الجماعي مستمر في رحلة «طويلة وشاقة للغاية».
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه قد ذكرت الأسبوع الماضي أنّ نحو 200 أسرة محاصرة في منطقة صغيرة في سورية لا تزال تحت سيطرة «داعش» الذي يمنعها من الفرار شمال شرقي سورية.
وفي سياق متصل، أفاد مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين، بأنّ أكثر من 820 لاجئاً قد عادوا إلى سورية من أراضي الدول الأجنبية خلال الــ 24 الساعة الأخيرة.
وقال المركز في بيان له بهذا الشأن: «خلال الــ24 الساعة الماضية عاد 824 لاجئاً إلى أرض الوطن من الدول الأجنبية، من بينهم 127 لاجئاً 38 مرأة و65 طفلا من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ بالإضافة إلى 697 شخصاً 309 امرأة و255 طفلاً عادوا من الأردن عبر معبر نصيب.