الجعفري: الانسحاب الأميركي إعلانات زئبقية لاستثمار الإرهاب
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أنه ليس هناك انسحاب أميركي من سورية، «بل إعلانات زئبقية أميركية لإطالة أمد استثمار الإرهاب».
وفي حوار خاص على قناة الميادين ضمن برنامج «المشهدية» اعتبر الجعفري أنّ «الإرهاب سلاح مستمر بيد رعاته ومموّليه وتتم إعادة تدويره لتوظيفه في هذه البقعة أو تلك»، وتساءل في هذا السياق «مَن نقل الإرهابيين من حلب إلى النيجر؟ ومَن أخلى قيادات داعش من الرقة إلى الباغوز؟». وتابع «الأميركيون والأتراك يعرفون أين هو أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش ».
المندوب السوري لفت إلى أنه «لم تحدث أي مناقشة مباشرة بين موسكو ودمشق بشأن إنشاء مجموعة دولية جديدة بشأن الأزمة». وأضاف أنّ موسكو ستفاتح دمشق بشأن أي مجموعة جديدة، مؤكداً أن «لا مكان لإسرائيل في مثل هذه المجموعة». وأشار إلى أنّ الدول الغربية غير مرتاحة لأي جهد موضوعي يقوم به المبعوث الخاص إلى سورية.
ورأى الجعفري أنه بعد 8 سنوات من الأزمة السورية باتت موسكو قادرة على تقييم كل التجارب السابقة المسمّاة «متعددة الأطراف» بشأن سورية.
وأضاف أنّ الدول الغربية أنشأت مسارات موازية للمجموعات المتعددة الأطراف بشأن الأزمة السورية. وفي هذا الإطار، رأى أّنّ «الرؤية الروسية متوازنة وتركز على مشاركة الحكومة السورية بشكل فعال».
وفي ما يتعلق باتفاقية أضنة الموقّعة مع تركيا 1998 ، قال إنّها كانت تحظى باحترام الطرفين إلى أن خرقها النظام التركي. ولفت إلى أن هذه الاتفاقية تعطي سورية الحق بمطاردة الإرهابيين داخل الأراضي التركية لمسافة 5 كيلومترات.
كما شدّد على أنّ سورية وطن لكل السوريين وتدعو جميع أبنائها للعودة إليها.
وبالحديث عن مخيم الركبان، قال المندوب السوري إن حكومة بلاده بالتنسيق مع روسيا والأمم المتحدة فتحت ممرين لإخراج الراغبين من المخيم. وأضاف «الحسم العسكري في إدلب قادم لا محالة في حال فشل المسعى السياسي مع الجانب التركي».
وتابع إنّ «الحديث عن تباعد بين سورية وإيران من جهة وروسيا من جهة ثانية إعلامي لا أكثر والعلاقات ممتازة»، معتبراً أنّ إيران دولة حليفة «ولا مكان للمساومة على علاقتنا بها ومصلحتنا تقتضي علاقات مميزة معها ومع موسكو»، على حد تعبيره.
وسأل الجعفري «ما هي مصلحة العرب في خلق عداء مع دولة مهمة مثل إيران؟ ما هي مصلحة دول الخليج في نشوب حرب يكون العرب والإيرانيون وقوداً لها و»إسرائيل» تتفرّج عليها؟».
وعن مؤتمر وارسو، قال إنه «لم يكن الأول من نوعه لوأد القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ الهدف الأول للمؤتمر «لم يكن إيران والحديث عنها كان للتعمية على الهدف الحقيقي وهو التطبيع».
وذكّر الجعفري أن «السعودية ضالعة منذ البداية في سفك الدم السوري»، وأضاف «الشعب السوري ينتظر ممن سفك دماء أبنائه أن يعتذر ويساعد في القضاء على الإرهاب»، على حد قول الجعفري، الذي لفت إلى وجود ضغوط دولية على الدول التي تحاول إعادة العلاقات مع دمشق.
وعليه، قال «نحن غير متلهفين للعودة إلى جامعة الدول العربية»، مشيراً إلى أنّ المجموعة العربية كانت صانعة قرار في الأمم المتحدة واليوم لا وزن لها على الإطلاق بعد انقسامها.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أكد أنه «كنا وما زلنا وسنبقى نعتبر أن القضية الفلسطينية هي الأساس وكل ما يجري في المنطقة يهدف لتصفيتها».
ولفت إلى أنّ «الإغراءات للانشقاق أعطيت لكثيرين وأنا منهم، ولكن مصيرها كان الفشل».