سعد في ذكرى استشهاد والده: لإسقاط دولة المزارع الطائفية
دعا الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد إلى إسقاط دولة المزارع الطائفية والمحاسيب والأزلام، دولة السرقة والنهب والفساد.
كلام سعد جاء في ختام مسيرة أقامها التنظيم الشعبي الناصري قبل ظهر أمس، في الذكرى الـ44 للشهيد المناضل معروف سعد، بدأت من نصب تمثال الشهيد سعد البوابة الفوقا في شارع رياض الصلح الرئيسي، وصولاً إلى ساحة النجمة، ومنها إلى شارع الأوقاف.
وشكر سعد المشاركين في المسيرة، وقال: «أيها القادمون من صيدا ومن كل لبنان، من أحياء المدن ومن القرى والبلدات والمخيمات، أيها السائرون على نهج معروف سعد والأوفياء لتضحيات معروف سعد رمز الحركة الشعبية، ورمز العمل الوطني التوحيدي الرافض للطائفية، معروف سعد المناضل من أجل التغيير وبناء الدولة المدنية العصرية، دولة الاستقلال الحقيقي ورفض التبعية، دولة الاقتصاد الوطني المنتج والعدالة الاجتماعية، دولة العروبة التقدمية ومواجهة الاستعمار والصهيونية. لأنّ معروف سعد كان كل ذلك، اغتالته يد السلطة الغادرة، اغتاله نظام الطائفية والاستغلال».
وأضاف: «أربعة وأربعون عاماً والقضاء يجافي الحقيقة، ولا يحرك للشهيد قضية، ولا يكشف المستور. أربعة وأربعون عاماً والنظام يعلن عداءه لنهج معروف سعد. أما أنتم فتعلنون وفاءكم لنهج معروف سعد».
ودعا إلى إدانة هذا النظام، وقال: «هلموا إلى مساءلة أربابه ومحاسبتهم. هلموا إلى إطلاق حركة شعبية وطنية. هلموا إلى نضال جدي من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. هلموا إلى انتزاع حقوق الناس في الرعاية الصحية والتعليم والمسكن وفرص العمل وضمان الشيخوخة والإدارة الشفافة والكهرباء والماء والبيئة السليمة. هلموا إلى إسقاط دولة المزارع الطائفية والمحاسيب والأزلام، دولة السرقة والنهب والفساد. هلموا إلى التغيير، إلى دولة المواطنة، إلى الدولة المدنية الحديثة العادلة. إنه نداء معروف سعد في ذكرى استشهاده وحتما سنلبي النداء».
أضاف: «من يجرؤ في السلطة أن يقول لشعب لبنان المنكوب كيف صرفت المليارات وأين ذهبت؟ والآن في زمن الحكومة الجديدة تحت رعاية سيدر والبنك الدولي، زمن تحجيم القطاع العام وتقليص أدواره وخصخصة مؤسسات الدولة، زمن الشركات المحظية والتنقيب عن النفط والغاز، وأبواب جديدة للسرقة والنهب، زمن النيل من مكتسبات الشعب اللبناني في أجوره وحقه في العمل وصناديقه الضامنة. زمن انعدام العدالة الضريبية، والتوجه نحو مضاعفة الفواتير والرسوم وتخفيض التقديمات الصحية والاجتماعية وغيرها. زمن يطالب فيه الناس بشدّ الأحزمة والتقشف فوق تقشف ويحملون تبعات أزمة من صنع الحكومات المتعاقبة. زمن يقول إنّ أصحاب الثروات الكبرى خط أحمر. يوظف الآلاف من دون أية معايير، مستشارون ومرافقون ومحاسيب وتنفيعات، وإنفاق وبذخ عشوائي ومواكب امبراطورية، وسفرات مطرزة بحاشية لزوم ما لا يلزم. تقشفوا وأعطوا الشعب رسالة إيجابية».
وأشار إلى أنّ «من غير المقبول أن تتعرض صيدا اليوم لما تتعرض له من إهمال وتفرد، من روائح النفايات وتلوث الشاطئ والبحر، الركود في حركة الأسواق التجارية والمدن الصناعية، وضع المستشفى الحكومي المزري، البطالة، التقنين المجحف للكهرباء والمماطلة في تركيب العدادات»، لافتاً إلى أنّ «الحل أن تفتح الملفات، ويبدّد الضباب من حولها، وأن توضع فوق الطاولة للتباحث فيها والوصول إلى حلول، والحلول ممكنة، وبكل الأحوال إن وجدنا تجاوبا أو لم نجد، فإنّ دورنا في رفع الصوت في مجلس النواب وفي الشارع سيتواصل، بل سنرفعه أعلى وأكثر».
ووجه «تحية التضامن والشراكة إلى أهلنا في فلسطين المحتلة، وإلى كل المقاومين والمنتفضين»، مؤكداً «لأهلنا الصامدين أنه رغم الحصار والقمع والمجازر، ورغم المهرولين إلى التطبيع مع إسرائيل من الأنظمة العربية، ورغما عن ترامب» و»نتنياهو»، فلسطين لا بد ستنتصر». كما أكد «لإخوتنا الفلسطينيين في لبنان أننا سنبقى صوتهم المدوي من أجل الحصول على الحقوق الإنسانية والاجتماعية، ومن أجل تعزيز النضال وصولاً إلى التحرير والعودة إلى أرض فلسطين».