لافروف: مذكرة التفاهم حول الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب لم تنفذ بالكامل
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام التركي إلى تنفيذ التزاماته بموجب اتفاق سوتشي حول الوضع في إدلب، مؤكداً أنّ الاتفاق «لم ينفذ بالكامل».
وأوضح لافروف في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أنّ بنود مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في سوتشي في السابع عشر من أيلول الماضي بين روسيا والنظام التركي حول الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب «لم تنفذ بالكامل»، مشيراً إلى أنّ الإرهابيين لا يزالون يسيطرون على أغلب المنطقة، ومشدّداً على أهمية عدم السماح باستمرار هذا الوضع «تحت ستار وقف إطلاق النار».
ويواصل النظام التركي تسهيل عبور الإرهابيين إلى سورية، لا سيما إلى إدلب حيث كشفت مصادر أهلية في المحافظة الشهر الماضي أنّ نحو 1500 من الإرهابيين الأجانب عبروا الأراضي التركية بغطاء من السلطات التركية بمساعدة وسطاء أتراك وإشراف ميداني مباشر من عناصر «الجندرما التركية» التابعة للجيش التركي إلى إدلب بشكل مموه وبسيارات شاحنة مغلقة.
وشدّد لافروف على أنّ الوضع استقر «بشكل ملحوظ» في سورية بفضل العمليات الناجحة للجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، «لكن من السابق لأوانه الحديث عن القضاء التام على التهديدات الإرهابية في سورية فما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحييد خلايا التنظيمات الارهابية النائمة».
ميدانياً، تصدت وحدات من الجيش السوري العاملة في ريف حماة الشمالي لهجوم مجموعات إرهابية بأعداد كبيرة على النقاط العسكرية على امتداد محور المصاصنة وذلك في خرق جديد لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وذكر مصدر عسكري لـ «سانا» أنه في تمام الساعة 30ر1 من فجر أمس الأحد «قامت مجموعات إرهابية مسلحة بمهاجمة بعض النقاط العسكرية على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي مستخدمة أنواعاً متعدّدة من الأسلحة بعد تمهيد ناري على نقاط المداجن ـ زور الحيصة ـ خربة معرين في ظلّ أجواء جوية سيئة وعاصفة».
وأشار المصدر إلى أنّ وحدات الجيش العاملة في المنطقة «تصدت بكل بسالة للإرهابيين القتلة واستطاعت التعامل مع المهاجمين والقضاء على أعداد منهم وتدمير عتادهم وأسلحتهم حيث تمّ سحب عدد من جثث القتلى وبقيت أخرى في العراء».
ولفت المصدر العسكري إلى أنه نتيجة لهذا الهجوم الإرهابي وتصدي أبطالنا له «ارتقى عدد من جنودنا البواسل شهداء وأصيب آخرون بجروح».
وبين المصدر أنّ القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد «يقينها أنّ انخفاض المعارك في بعض الأماكن لا يعني الركون للإرهابيين الذين سيستمرون بالمحاولة كلما تلقوا ضربات أكبر وأنها على استعداد مستمر وجاهزية عالية للتصدي لهجمات الإرهابيين القتلة على المحاور المتبقية في حربها ضد الإرهاب».
وخلال مواصلة عمليات تأمين المناطق المطهرة من الإرهاب حفاظاً على حياة المدنيين عثرت الجهات المختصة على أسلحة وذخائر متنوعة من مخلفات التنظيمات الإرهابية في ناحية تلبيسة بريف حمص الشمالي.
وذكر مراسل «سانا» في حمص أنّ الجهات المختصة عثرت خلال استكمال أعمال تطهير قرية المجدل وأرضها الزراعية في ناحية تلبيسة لرفع مخلفات الإرهابيين على أسلحة وذخائر متنوعة خبأها الإرهابيون في أحد الأوكار قبل اندحارهم من المنطقة بفضل تضحيات وبطولات الجيش السوري.
وأوضح المراسل أنّ من بين الأسلحة التي عثر عليها كمية من صناديق الذخيرة المتنوعة وأجهزة اتصال وعدداً من مدافع الهاون وقواذف بـ21.
وعثرت الجهات المختصة بالتعاون مع وحدات الجيش المتمركزة في المنطقة والأهالي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد بعضها غربي المنشأ ومن صنع كيان العدو الإسرائيلي خلال عمليات تمشيط القرى والبلدات في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بعد تطهيرها من الإرهاب ما يعكس حجم الدعم الذي كانت تتلقاه تلك التنظيمات من الدول المشغلة والداعمة لها لتنفيذ اعتداءاتها على الدولة السورية وأبنائها.
كما قصف طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم «داعش» منطقة مزارع الباغوز في ريف دير الزور الشرقي بقنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً.
وذكرت مصادر محلية في ديرالزور أنّ طيران»التحالف» قصف بالفوسفور الأبيض منطقة مزارع الباغوز الممتدة على الحدود السورية العراقية شرق مدينة البوكمال بحجة محاربة ما تبقى من فلول تنظيم «داعش» الإرهابي ما يعرض المئات من المدنيين والمخطتفين الذين يحتجزهم التنظيم دروعاً بشرية لخطر الفناء المحقق نتيجة هذا النوع من الأسلحة المحرمة دولياً.
ولفتت المصادر إلى أنّ وجود ميلشيا قسد ومجموعات من القوات الأميركية المحتلة التي تدعمها وتضرب طوقا أمنياً وتعيق حركة المدنيين في المناطق المجاورة حال دون التأكد من عدد الضحايا والخسائر التي وقعت في صفوف المدنيين.
وارتكب تحالف واشنطن في الرقة وريف ديرالزور جرائم كثيرة واستخدم فيها كلّ أنواع الأسلحة بما فيها القنابل الفوسفورية، ما أدى إلى وقوع مئات الضحايا من المدنيين ودمر مدينة الرقة عن بكرة أبيها ودفن المئات من المدنيين تحت الأنقاض وسط تعتيم إعلامي غربي فاضح وغياب كل هيئات الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن الدولي عن إدانة تلك الجرائم.
وكان استشهد وجرح 70 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء في 12 من شباط الماضي بمجزرة لطيران «التحالف» ارتكبها بحق الأهالي عند أطراف بلدة الباغوز بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وذلك بعد ساعات من ارتكابه مجرزة استشهد فيها 24 مدنياً أغلبيتهم من الأطفال في القرية ذاتها.
وزارة الدفاع الروسية
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، السبت، أنّ الولايات المتحدة الأميركية تواصل منع خروج المهجرين السوريين القاطنين في مخيم الركبان حيث رفضت السماح بدخول قوافل مهمتها نقل مدنيين سوريين من المخيم بما يسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب عبر الممرات الإنسانية التي تم افتتاحها لهذه الغاية.
وأكد رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم الفريق سيرغي سولوماتين أن «الولايات المتحدة رفضت الاستجابة لنداء مقر التنسيق المشترك بين الهيئات في روسيا وسورية لتنظيم عودة وإقامة اللاجئين والسماح بمرور قوافل النقل إلى منطقة التنف لنقل المهجرين السوريين من داخل مخيم الركبان».
ولفت الفريق سولوماتين إلى أنّ «الرفض الأميركي جاء رغم النجاح الذي حققته الحكومة السورية في اتخاذ جميع التدابير المعدة لإخراج المهجرين من داخل المخيم ونقلهم إلى أماكن إقامتهم الدائمة».
وبهدف إخلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان بمنطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتها الإرهابيين تمّ في 19 شباط فتح ممرين إنسانيين في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف المنطقة بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، أكد الجمعة أنّ المسؤول الوحيد عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في مخيم الركبان هو الاحتلال الأميركي وأدواته التي منعت المواطنين السوريين في المخيم بالقوة والتهديد من مغادرة المخيم، مؤكداً ترحيب سورية بعودة جميع المهجرين السوريين إلى وطنهم وأرضهم.