العبث الحكومي في ملف النازحين
ـ شكلت تجربة وزير شؤون النازحين صالح الغريب منذ تعيينه فرصة لاكتشاف النتائج السلبية لتسليم الملف في الحكومة السابقة لوزير يريد توظيفاً سياسياً للملف من موقع العداء لسورية بعيداً عن كلّ عمل مهني ووطني مسؤول.
ـ مع تعيين الغريب قابلت الحكومة السورية الخطوة بإيجابية وقدّم تعامله المهني والوطني والمسؤول فرصة لتعاون لبناني سوري أثمر تبدّلاً في الموقف الأممي من الدعوة اللبنانية لتحرير العودة من الشروط السياسية ومن الاستثمار السياسي في هذا الملف الإنساني الضاغط على السوريين واللبنانيين عبّر عنه المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في زيارتيه للبنان وسورية.
ـ جاء تشكيل الوقد الرسمي الذي يترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى مؤتمر بروكسل المخصص لشؤون النازحين ليكشف نوايا تظهير سياستين لبنانيتين في ملف النازحين تجاه الخارج ما يعتبر عبثاً خطيراً في مفهوم وحدة الأداء الحكومي ومقامرة بصورة الجدية اللبنانية في هذا الملف.
ـ اختار الحريري أن يرافقه وزير قواتي ووزير اشتراكي يتحدثان بذات اللغة السياسية للوزير السابق لشؤون النازحين المنتمي لفريق الرئيس الحريري وهذا سيتكفل بتعطيل المساعي الإيجابية التي بدأها وزير النازحين والنتائج الإيجابية التي حصدها في دمشق وفي الموقف الأممي.
ـ من الزاوية الدستورية يشكل استعمال رئيس الحكومة لصلاحياته بتهميش المسؤوليات الوزارية عن اختصاصاتها هرطقة وخروجاً عن حدّ السلطة ما يستدعي أن يضرب رئيس الجمهورية بيده الدستورية على الطاولة منعاً لوقوع الخطأ الجسيم وإطاحة كلّ جدية في ملف النازحين وكلّ استقامة في العمل الحكومي.
التعليق السياسي