الحريري: أنا أمثل لبنان في مؤتمر بروكسل وأتحدث باسمه
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، ان موقفه والرئيس عون «واحد من ملف مكافحة الفساد ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدعمنا فيه»، وانه «لن يكون هناك من غطاء لأي مرتكب كائناً من كان»، لافتاً الى ان «جميع الافرقاء السياسيين يعملون بإيجابية لحل كل الأمور من دون تسييس».
وشدد على ان «رئيس الوزراء يمثل لبنان في مؤتمر بروكسل ويتحدث باسمه». وقال: «حصل لغط في هذا الموضوع، وانا لا اريد للغط السياسي ان يحصل، وهذا الملف ممنوع ان يكون هناك خلاف سياسي فيه».
وبعد اللقاء، صرّح الحريري للصحافيين فقال: «وضعت رئيس الجمهورية في اجواء زيارتي لها والتحضير لمؤتمر بروكسل الذي يعتبر اساساً لدعم النازحين في لبنان، كما عرضت معه لعدد من الملفات المطروحة على طاولة مجلس الوزراء. وما يهمني في هذا السياق، هو تشجيع اخواننا في دول الخليج للعودة الى لبنان كما كانوا عليه في السابق بعد قرار المملكة رفع الحظر عن مجيء رعاياها الى لبنان، وستتخذ الدول الاخرى قرارات من هذا النوع في اسرع وقت ممكن. وقد عمل فريق كبير من لبنان على إنجاز الاتفاقيات المشتركة التي سنتفق على اجتماع للجنة اللبنانية – السعودية لتوقيعها. وستكون هناك ايضا ملفات اقتصادية اخرى لدعم لبنان. اننا نسير قدما في كل هذه الامور».
اضاف: «اما في ما خص مؤتمر بروكسل، فاننا ذاهبون اليه لاننا نعاني من ازمة النازحين الذين نريد عودتهم البارحة قبل اليوم. ولكن هناك واقع علينا التعامل معه ويتمثل بأن النازحين موجودون في لبنان وعلينا بالتالي ان نعمل لتتم مساعدتهم ودعم القرى الموجودين فيها وكذلك مقيميها من لبنانيين. وسنناقش في بروكسل امكانية تطوير الموقف في ما يخص عودة النازحين، الامر الذي لا يتم بين ليلة وضحاها لكننا على تواصل دائم مع المعنيين. وستكون فرصة اساسية هناك للتداول معهم اكان مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني او غيرها من رؤساء مشاركين».
وتابع: «تحدثت مع فخامة الرئيس عن محاربة الفساد والهدر، حيث إن موقفي وموقف فخامة الرئيس واحد، كما ان الرئيس نبيه بري يدعمنا في ذلك، ولن يكون هناك من غطاء لاي شخص مرتكب كائناً من كان. فكلنا في لبنان احزاب ومدركون ان بعض الناس منتم او قريب لبعض هذه الاحزاب او تلك. ونحن، فخامة الرئيس، الرئيس بري وانا، وكل الاحزاب السياسية اتخذت قرارا بأنها لن تغطي اي شخص مرتكب».
ورد الحريري على أسئلة الصحافيين فأشار حول عدم مشاركة الوزير صالح الغريب في مؤتمر بروكسل الى أن «رئيس الوزراء ذاهب الى بروكسل وهو يمثل لبنان ويتحدث باسمه ويهتم بالشؤون ذات الصلة. لقد حصل لغط في هذا الموضوع، ولكن هذا لا يعني اني ارغب بذهاب او عدم الذهاب الوزير، وانا لا اريد للغط السياسي ان يحصل، وهذا الملف ممنوع ان يكون هناك خلاف سياسي فيه، «وما حدا يلعب على هذا الوتر». لسوء الحظ، ثمة بيان صدر ولن اقبل بالامر».
وعن محاربة الفساد قال: «ليس من تسييس للأمر، ان عمر هذه الحكومة شهر واحد، وهي ستحارب الفساد. سيقع اناس في قبضة القضاء، وهذا هو الملف الاساسي الذي لا نريد ان يسيسه احد. فطائفة من يرتشي هي الرشوة وهو بالتالي، ليس مسلما او مسيحيا او غير ذلك. سنواجه الامر، قد يحاول البعض ان يربط ذلك بالسياسة، الا اني تداولت به مع كل الافرقاء السياسيين وكلنا متفقون عليه وسائرون قدماً فيه».
اضاف حول ملف الـ 11 مليار دولار: «ليس هناك من غطاء، الحساب سيتحول الى مجلس النواب الذي سينظر بدوره بما يُدّعى انها ارتكابات. في السابق كان هناك خلاف سياسي حاد بين كل الافرقاء، وخاصة بين 8 و14 آذار. بعد تقلد الرئيس عون السلطة، خلطنا الاوراق وبتنا نشاهد التفاهمات الجيدة لمصلحة البلد. ففي ملف الـ11 ملياراً كنا نسمع كلاماً مختلفاً، أما الآن فأنجز قطع الحساب. وحتى من كان يتحدث عن الـ 11 ملياراً بدأ يلاحظ ان كل الكلام الذي أثير في السابق كان مسيساً في جزء منه. اليوم سنرفع الموازنة وقطع الحساب الى مجلس النواب وستكون هناك شفافية تامة. والمرتكب سيثبت انه مرتكب وكذلك بالنسبة لمن هو ليس مرتكباً. وهذا ليس تحدياً سياسياً من فريق لآخر، بالامس، كان الامر كذلك كما كان هناك خلاف سياسي بين الافرقاء، وكنا لسوء الحظ لا ندرك كم سيؤثر هذا الموضوع على البلد. اما اليوم، فاننا نعمل جميعا كافرقاء سياسيين بايجابية لحل كل الامور من دون تسييس».
وقال: «ان حزب الله او تيار المستقبل ليسا متجهين لاتهام بعضهما البعض بالفساد، بل متجهان الى إنهاء الفساد مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ومع كل الافرقاء. وبالنسبة لي، فان اي مؤتمر صحافي يتناول الفساد هو حام له، فمن يريد محاربة الفساد يعمل بصمت ووفقاً للقانون وما كنا متفقين عليه لجهة رفع اليد عن اي مرتكب».
وكان رئيس الجمهورية العماد استقبل وفداً نيابياً فرنسياً برئاسة النائب غواندال رويار، ضم، النواب، مارتين وونر، مارك لوفور وجان كلود بوشيه، بحضور القائمة بأعمال السفارة الفرنسية سالينا غرونيه كاتالانو.
وأعرب عون عن رغبته في ان «تساهم فرنسا والدول الاوروبية في مساعدة لبنان على اعادة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في سورية»، لافتا الى ان «عدد النازحين الذين عادوا من لبنان حتى الآن وبلغ 167 الف نازح، قال رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السيد فيليبو غراندي بعد زيارته الى سورية إنهم يعيشون في ظروف مطمئنة».
واشار الرئيس عون الى ان «لبنان يعيش استقراراً أمنياً على طول الحدود البقاعية مع سورية، بعدما هزم الجيش اللبناني التنظيمات الارهابية. والهدوء نفسه ينسحب على الجهة الجنوبية حيث يتعاون الجيش مع قوات «اليونيفيل» للمحافظة على الاستقرار».
وقال رداً على اسئلة الوفد، إن «التجارب التي مر بها لبنان خلال السنوات الماضية ساعدت على ترسيخ اهمية الحوار بين اللبنانيين الذين، وان اختلفوا في السياسة، الا انهم يلتقون على ايمانهم بوطنهم، وهذا ما حال دون تأثر لبنان بالحروب التي اشتعلت في جواره».
وشرح الرئيس عون للوفد الاهداف التي انطلق منها لطرحه في الامم المتحدة فكرة إنشاء «اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار» التي بدأ العمل لتحقيقها «تأكيدا للخصائص التي يتمتع بها لبنان كوطن للتعايش بين كل الطوائف».
ورداً على سؤال، قال الرئيس عون انه يعمل بكل ما أوتي من قوة ودور، «من اجل المحافظة على التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني»، مؤكداً «رفض اللبنانيين أي خطاب متطرف من اي جهة صدر»، لافتاً إلى ان «العالم يتجه نحو التعددية وينبذ الأحادية بكل أشكالها»، مشيراً الى ثقته بالمستقبل «لأن اللبنانيين واجهوا صعوبات كثيرة استطاعوا تجاوزها»، مؤكداً «العمل على تعزيز الفرانكوفونية في المدارس والجامعات اللبنانية».
وكان الوفد الفرنسي برئاسة النائب رويار نقل تحيات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس المجلس النيابي الفرنسي ريشار فيران الى رئيس الجمهورية، مشدداً على «دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة وخصوصاً في المجال التشريعي، وعلى تعزيز العمل المشترك للجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – الفرنسية»، مؤكداً «عمق العلاقات التي تربط لبنان بفرنسا ووقوفها الدائم الى جانب لبنان في مرحلة النهوض التي يسعى الرئيس عون الى تحقيقها».
الى ذلك، استقبل الرئيس عون، النائب السابق الدكتور سليم سلهب وأجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة، اضافة الى مواضيع الساعة.
كما استقبل وفداً من مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني، ضم العميد الركن سعيد القزح والعقيد الركن ايلي الركده والعقيد الركن البحري أحمد إدلبي، وجّه الدعوة لرئيس الجمهورية لحضور المؤتمر الإقليمي التاسع الذي ينظمه المركز بعنوان «الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع AISD » في فندق «لو رويال» – ضبيه من 26 آذار الى 29 منه بمشاركة وفود عربية وأجنبية.