السخرية في الإعلام المكتوب

يكتبها الياس عشّي

يعقوب صنوع ناقد ساخر عرفته مصر في القرن التاسع عشر، سافر إلى فرنسا بعد أن تعرّض للضرب من قبل رجال الخديوي، ولم يتوقف، من هناك، عن أدائه الساخر، فمنعت منشوراته في مصر.

لجأ صنوع إلى أساليب متعدّدة لنشرها بين الناس، مما اضطر محافظ الإسكندرية البريطاني أن يعقد اتفاقاً مع الوكيل المحلي لتوزيع الصحيفة، يقوم على شراء الأعداد الخمسمئة المخصّصة لمصر، ثم يقوم بإتلافها.

كان صنوع في وضع مالي سيّئ، فاستغلّ هذا الاتفاق، وراح يرسل لوكيله ألف عدد، نصفها مدفوع ثمنها سلفاً من قبل السلطات البريطانية، والنصف الآخر للبيع بالتهريب، وبأسعار مضاعفة.

بهذه المواقف اللاذعة، استطاع يعقوب صنوع أن يخرج من أزمته المالية، وأن يستمرّ في رسالته الصحافية القائمة على الغمز واللمز، دون الوقوع في مطبات الابتذال، ونهش الأعراض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى