الخارجية النمساوية: فيينا تدرس إعادة افتتاح سفارتها في دمشق
أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، أن فيينا تبحث إمكانية إعادة فتح سفارتها في دمشق.
وقالت كنايسل إن «خطوة إعادة فتح السفارة مهمة، لكن لدينا الآن سفير في لبنان، وهو يسافر من وقت لآخر إلى دمشق، نفكر في الأمر إعادة فتح السفارة ، لكن كل شيء يعتمد على الظروف السياسية في دمشق».
وأضافت أن النمسا تتوقع من الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ إجراءات ضد السجناء، لا سيما من النساء، وكذلك احترام حقوق الإنسان، حسب قولها.
وكان وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، أعلن أن حكومة بلاده تنظر في إمكانية إعادة فتح سفارتها لدى سورية من جديد، وفقاً لوكالة «آنسا» الإيطالية.
وقال ميلانيزي في أكاديمية «Accademia dei Lincei» في روما: «نحن نعمل على تقييم الاحتمالات والوقت اللازم لفتح بعثة دبلوماسية في سورية».
في الوقت نفسه، أكد أن استقرار الوضع في سورية لا يزال الشرط الرئيسي لهذا الأمر، مضيفاً «في هذا المعنى لا يوجد تطوّر خاص.. إيطاليا تهدف إلى فتح السفارات بالعموم حيث تمّ إغلاقها.. وفيما يتعلّق بسورية، فإن كل شيء يعتمد على تطور الوضع في هذا البلد».
وتشير وكالة «تاس» إلى أن إيطاليا على وجه الخصوص، واحدة من الدول القليلة التي أعادت فتح سفارتها لدى ليبيا، حيث تم إرسال سفير جديد إلى طرابلس العاصمة في ديسمبر الماضي.
وأعادت الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فيما قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لدمشق، في الشهر ذاته، التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تمثل الزيارة الأولى لزعيم عربي للبلاد منذ اندلاع الأزمة السورية.
الصفدي لا يضغط!؟
على صعيد آخر، قال وزیر الخارجیة الأردني أیمن الصفدي، إن حلّ الأزمة السوریة یجب أن یكون سیاسیاً ودائماً یحفظ وحدة سوریة وتماسكها، مؤكداً أن الأردن لن یجبر السوریین على العودة إلى بلادهم.
وأضاف الصفدي في تصریحات صحافیة قبل بدء الاجتماع الوزاري لقمة بروكسیل صباح أمس، أن الحل یجب أن یقبله السوریون ویهیئ ظروف عودة اللاجئین إلى وطنهم ما یستدعي العمل بشكل مكثف وواقعي لأن أمن واستقرار سوریة ركیزة لأمن واستقرار المنطقة.
وقال الصفدي: «هذا الصراع طال وأدّى إلى مآسٍ وكوارث إنسانیة یجب أن تتوقف وعلى المجتمع الدولي التصدّي لها بشكل ممنهج، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئین، ومؤتمرات بروكسل تؤكد على الاهتمام بالقضیة السوریة».
وأشار الصفدي إلى أن الدول المستضیفة حملت أعباء كبیرة ما یستدعي تحمل المجتمع الدولي لمسؤولیاته، إذ يوجد في الأردن نحو 3.1 ملیون لاجئ یعیش 10 في المئة منهم فقط في المخیمات، أما البقية فتعيش في مختلف مناطق الأردن.
أما فی ما یخصّ مخیم الركبان، فقال الصفدي «إن ما یحدث هناك لیس مسؤولیة الأردن، لكننا وعلى الرغم من ذلك سنعمل مع روسیا والولایات المتحدة لإیجاد حلول للأزمة في هذا المخیم»، مبیناً أن أزمة المخیم لا تقتصر على توفیر الغذاء وإنما توفیر سبل العیش الكریم للقاطنین فيه، خصوصاً لكون المخيم يقع في الصحراء.
وفي السياق، رأى السفير الروسي في الأردن غليب ديسياتنيكوف بأن عمان ترغب بالمشاركة في إعادة إعمار سورية، إلا أن قطاع أعمالها يتعرّض لتهديدات مباشرة من الولايات المتحدة بسبب مساعيه هذه.
وقال ديسياتنيكوف في حديث لوكالة سبوتنيك: «لدى المملكة الأردنية الإمكانيات والنية اللازمة للمشاركة في إعادة إعمار سورية، إلا أنها تواجه عقبات خطيرة تضعها الولايات المتحدة التي يهدد ممثلوها علناً وبشكل مباشر بفرض مختلف العقوبات على دوائر الأعمال الأردنية التي تسعى للعودة إلى سورية ».
وأعرب السفير عن ثقة روسيا الكاملة في قدرة الأردن على اجتياز هذه العقبات والإسهام بقسط كبير في إعادة إعمار سورية، بغض النظر عن كافة الصعوبات.
وترفض الدول العربية المساهمة في إعادة إعمار سورية قبل تحقيق ما تصفه بالانتقال السياسي في البلاد في إطار عملية جنيف.
وكان المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية، كريست ستيليانيدس قال إن المؤتمر الدولي الثالث لدعم مستقبل سورية في بروكسل جمع حوالي 7 مليارات دولار من التبرّعات لمساعدة سورية والمنطقة.
وأضاف المفوض الأوروبي «يسرني أن أعلن اليوم أن إجمالي مساهمات الوفود بلغ حوالي 7 مليارات دولار».
وكان هذا المبلغ أكثر من المبلغ المتوقع البالغ 6 مليارات دولار.
مخيم اليرموك
إلى ذلك، جدّدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين تحذيرهما من أنه وبعد مرور 1778 يوماً على احتجاز السوريين في مخيم الركبان ما زالت معاناتهم تتفاقم حيث تواصل المجموعات الإرهابية في المخيم الذي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأميركية المنتشرة في منطقة التنف عربدتها لإرغام المهجرين الأبرياء على العمل لمصلحتها.
وأكدت الهيئتان في بيان مشترك صدر أمس «أن الوضع الإنساني الكارثي في مخيم الركبان يزداد حدة بسبب الوضع الإجرامي الذي تسبّب به الإرهابيون بتواطؤ ودعم مباشر من الجانب الأميركي ما يشجّع على تهريب الأسلحة والذخيرة وازدهار الاتجار بالبشر ما يجعل حياة المهجرين في المخيم لا تطاق إلى حد كبير وتشكل مستوى عالياً من التهديد الإرهابي».
وذكر البيان بالإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة التي تفيد بأن «أكثر من 95 في المئة من قاطني المخيم يرغبون في مغادرته وأن 80 في المئة منهم يتطلعون إلى العودة السريعة إلى مناطقهم الأصلية في ظل الحكومة السورية فيما يسعى 10 في المئة إلى العودة ليس إلى مناطقهم بل إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية».
وعبرت الهيئتان في بيانهما عن «الأسف الشديد بشأن مواقف بعض الدول التي تتخذ مواقف متطرفة معادية للدولة السورية ولمصالح الغالبية الساحقة من السوريين الذين ما زالوا يعانون من وطأة آثار الحرب الإرهابية على سورية».
وأملت الهيئتان بعدم تسييس المساعدات الإنسانية التي ستقدم إلى سورية وأن يتم تخصيص جزء منها لاستعادة الحياة الطبيعية في كامل الأراضي السورية وفي مناطق عودة المهجرين الموجودين في مخيم الركبان.
وختم البيان بتأكيد «استعداد الدولة السورية من خلال حرصها على العودة الطوعية والآمنة لجميع السوريين وبالتعاون مع الاتحاد الروسي والمركز الروسي للمصالحة ومراقبة حركة المهجرين لأن تكون شفافة في هذا الموضوع».
وأكدت سورية وروسيا مراراً ضرورة وضع حد لاحتجاز آلاف المهجّرين السوريين في مخيم الركبان وإغلاق هذا الملف بشكل نهائي عبر السماح للمحتجزين بمغادرة المخيم والعودة إلى مناطقهم التي حررها الجيش السوري من الإرهاب.
ميدانياً، استهدفت وحدات من الجيش السوري مواقع وآليات تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» في بلدة حاس في ريف إدلب، وذلك بعد يوم من إعلان موسكو أنها قصفت مواقع للتنظيم التكفيري في محافظة إدلب بالتنسيق مع الجانب التركي.
وبحسب «سانا»، فإن وحدات الجيش قصفت بصليات صاروخية مقار وآليات تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبيّ بعد خرقها اتفاق خفض التصعيد.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الأربعاء، أن المقاتلات الروسية قصفت وبالتنسيق مع الجانب التركي مستودعاً لتنظيم «جبهة النصرة» في إدلب.
وأشارت صحيفة «الوطن السورية إلى أن الجيش السوري أحبط تسلل مجموعات إرهابية من محاور كفرنبودة والصخر وأراضي مورك الزراعية نحو نقاط عسكرية مثبتة بأطراف قطاع ريف حماة الشمالي من المنطقة «المنزوعة السلاح».
وعلى محور سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي أحبطت وحدات أخرى من الجيش، تسلل مجموعات إرهابية من محاور عدة نحو نقاط عسكرية له، وتعاملت معها براجمات الصواريخ ما أسفر عن مقتل العديد من أفرادها وتدمير آليات بمن فيها.