هاموند: الوصول إلى اتفاق مع طهران ممكن
وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثاته التمهيدية مع ممثلة مجموعة الدول الست كاثرين اشتون في فيينا بأنها كانت جيدة، وقال إن «الأمر يبقى رهناً بالإرادة السياسية للطرف الآخر».
تصريح الوزير الإيراني للصحافییــن جاء بعد غداء عمل جمعه باشتــون استمر نحو ساعتین: «أجرينا محادثات جیدة واتخذنا قرارات حــول كیفیة العمل خلال الأيام المقبلة»، مشيراً إلى أن بقیة القضایا تعود إلي وجود إرادة سیاسیة للتوصل إلى نتیجة».
وكان الوزير الإيراني أكد أن الحظر الغربي وتخصيب اليورانيوم ما زالا يشكلان أهم القضايا الخلافية بين إيران ومجموعة 5+1 ، لكنه أوضح، أن الشعب الإيراني هو المنتصر في النهاية سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لم يتم.
وقال ظريف، لدى وصوله إلى العاصمة النمسوية فيينا، ان رفع سقف المطالب الأميركية يشكل عقبة رئيسية أمام المفاوضات. وشدد بالقول: «نحن جئنا لفیینا لكي نتابع وحتى الیوم الأخير السبل التي تضمن مصلحة الشعب الإيراني وتحترم حقوقه، كما نعمل جاهدین من أجل إزالة الهواجس المشروعة للمجتمع الدولي».
وأكد أن «العالم بات متیقناً الیوم أن جمهوریة إيران الإسلامية ترید حلاً قائماً علی التفاهم والتعاطي البناء ولا یمكن أن تتخلی أبداً عن حقوق الشعب وعزته».
وبيّن، أن هذه المقترحات من شأنها أن تقدم حلاً أو حلولاً عدة ولذلك فلا تزال هناك فرصة أمام الجانب الآخر لكي یتخذ القرار النهائي من حیث أن الخطوط الحمر التي وضعت من دون أساس وإرضاءً لمجموعات الضغط، لا تساعد في حل المشكلة.
من جانبه، اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أن العقوبات المفروضة على بلاده عقوبات ظالمة، سواء كانت عقوبات أحادية أو عقوبات من مجلس الأمن الدولي، وقال: «جميعها لا تستند إلى أسس قانونية وقطعاً يجب أن تلغى، وإلا إذا انتهت المحادثات من دون ذلك فبالتأكيد هي محادثات مبتورة، وأساساً تناقض التعهدات التي أعطاها الغرب في بداية المحادثات».
وأضاف شمخاني أن «ما يثبت أن برنامج إيران النووي سلمي هو استراتيجية إيران الدينية المدعمة بفتوى قوية مثل فتوى قائد الثورة بتحريم أسلحة الدمار الشامل واستراتيجيتها الدفاعية التي ترفض الأسلحة غير التقليدية، إضافة إلى واقع المنطقة وكذلك عمليات التفتيش القانونية الدائمة والمستمرة لأكثر من 12 سنة التي قام بها مفتشو الوكالة لأكثر من أربعة آلاف يوم».
وقال: «نحن مصرون ومتمسكون بتأمين الوقود النووي لمنشآتنا ونحن نمتلك التكنولوجيا اللازمة للقيام بدورة وقود نووي كاملة بدءاً من معدن اليورانيوم وصولاً إلى يورانيوم مخصب بنسبة ثلاثة ونصف في المئة أو خمسة في المئة وتبديلها إلى قضبان وقود، لذلك من الطبيعي أن لا نلجأ إلى دول أخرى ونتحمل تكاليف أضافية».
وفي ما يتعلق برسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المرشد الأعلى علي خامنئي أوضح شمخاني أنها كانت تحتوي على ثلاثة أو أربعة موضوعات ولكن معظمها عن الملف النووي وقد تم الرد عليها بشفافية.
وقال: «إذا كانت هذه الرسالة لا تبحث عن أهداف دعائية ولا تبحث فرصة للتأثير على الأوضاع الداخلية في إيران بالتأكيد فإن هذه الرسالة وفق الكلمات المكتوبة وحسب ردنا الواضح عليها يمكن التوصل إلى اتفاق».
وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إنه يمكن التوصل لاتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية الست قبل انقضاء المهلة المحددة، لكن طهران يجب أن تبدي مرونة أكبر في المفاوضات.
وأضاف هاموند عقب اجتماع في لندن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «أعتقد أنه يمكن إبرام اتفاق… لكننا لن نبرم اتفاقاً سيئاً. هذه المفاوضات في غاية الصعوبة وعلى إيران أن تبدي مرونة أكبر كي تكلل جهودنا بالنجاح».
من ناحيته، امتنع كيري عن الإفصاح عن أي توقعات في شأن ما سماه «الأسبوع الحرج» عندما يشرع مفاوضون من إيران و القوى الست العالمية، وقال «إنه أسبوع حرج للغاية. ومن المحتم بطبيعة الحال أن تعمل إيران معنا بكل الجهود الممكنة لتثبت للعالم أن البرنامج النووي سلمي.»
كما دعا وزير الخارجية الأميركي طهران إلى بذل كل الجهود الممكنة أثناء المفاوضات كي تثبت للعالم أن برنامجها النووي المثير للخلاف سلمي، مشيراً إلى أنه «بالتأكيد أسبوع دقيق في المفاوضات مع إيران».
وتجري هذه الجولة الجديدة من المفاوضات على مستوى المدراء السياسيين قبل أسبوع من انتهاء المهلة التي حددتها الأطراف المفاوضة لنفسها كحد أقصى للتوافق على وثيقة الاتفاقية الشاملة في 24 من الشهر الجاري.
ولكن وفقاً لتصريحات الدبلوماسيين في الأسابيع الأخيرة، لا يستطيع أي جانب إعطاء ضمانة لإنجاز الاتفاقية في المهلة المحددة.
وعلى رغم أن عملية التفاوض مضت عملياً منذ بداية الشهر من دون توقف، إلا أن إزالة الاختلافات في وجهات النظر في مسائل محورية لم تتحقق، حيث يدور الحديث بشكل خاص حول معايير برنامج التخصيب ونظام إلغاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن على إيران.
وسيصل إلى فيينا في الأيام القليلة المقبلة الوزير كيري الذي شارك في الجولتين الاستشاريتين السابقتين للمدراء السياسيين، ومن غير المستبعد أن ينضم نظراؤه في السداسية في مرحلة معينة إلى فريق المفاوضات.
وسيرأس الوفد الروسي، حتى لحظة الوصول المحتمل للوزراء، سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية.