اكتشاف أثر لقدم بشرية عمرها 5000 سنة
خاض اثنان من الصيادين المياه المتجمدة في جنوب بحر البلطيق منذ حوالى 5000 سنة، إلا أنهما لم يدركا وقتها أن قاع المياه تحت أقدامهما سيسجل كل آثار أقدامهما في الأعماق.
وكانت نتيجة رحلة الصيد التاريخية هذه مجموعتين من آثار أقدام الإنسان وبعض معدات الصيد في العصر الحجري، اكتشفها العلماء أخيراً في مدخل مضيق بحري جاف في جزيرة لولاند بالدنمارك.
آثار الأقدام والمعدات التي عثر عليها العلماء يعود تاريخها لعام 3000 قبل الميلاد، ما يعني أن عمر هذه الآثار الآن يصل إلى 5000 سنة. وكان علماء الآثار قد اكتشفوا الكثير من معدات الصيد في العصور الحجرية من قبل، إلا أن آثار الأقدام هذه هي الأولى من نوعها، التي تكتشف في الدنمارك، بحسب لما قاله تيري ستافست خبير الآثار في متحف «لولاند فالستر»، الذي ساعد في الكشف عن هذه الآثار المهمة.
وظلت آثار الأقدام محفوظة كل هذا الوقت بفضل الطقس العاصف، إذ كان الصيادون يكافحون لنقل المعدات، وكانت أقدامهم تغوص بعمق في قاع المضيق البحري ثم تغطيها الرمال التي تكونت بفعل اندفاع المياه، حيث احتفظت آثار الأقدام جميعها بطبقات رقيقة من الطين والرمل محفوظة بدقة واحدة فوق الأخرى.
ويقول العلماء إن الآثار حتماً تعود لشخصين مختلفين، إذ إن مجموعة واحدة من الآثار أصغر بكثير من الأخرى، ويقوم فريق العلماء الآن بعمل قوالب مسطحة لآثار الأقدام للحفاظ على هذه العلامات القديمة للحياة الإنسانية.
بالإضافة إلى آثار الأقدام، كشف فريق البحوث عن جماجم عدة تنتمي إلى حيوانات برية على الشاطئ بالقرب من المضيق البحري، وقال الباحثون إن الجماجم ربما تمثل القرابين أو الذبائح، التي كان يقدمها المزارعون للصيادين، الذين سكنوا المنطقة 4000 سنة قبل الميلاد.
ويسابق العلماء الزمن في هذه المنطقة لجمع التحف والأشياء التاريخية الأخرى من التاريخ الدنماركي، قبل أن تختفي إلى الأبد. ففي العام المقبل، من المقرر أن يبدأ عمل نفق تحت الماء يربط لولاند بجزيرة فيهمارن الألمانية، وسيبنى النفق مع مرافق عدة فوق سطح الأرض، الأمر الذي من شأنه أن يطمس الكثير من آثار المضايق المجففة.