إحياء الذكرى الخامسة لـ«ربيع القرم» وبوتين يأذن بتشغيل محطتين كهرحراريتين جديدتين فيها
في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات عادت شبه جزيرة القرم رسمياً إلى قوام روسيا، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً في الداخل قابلته حملة رفض وعقوبات من الدول الغربية.
وشهد الكرملين في 18 آذار 2014 مراسم التوقيع على معاهدة انضمام شبه الجزيرة وكبرى مدنها سيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية، بموجب نتائج الاستفتاء الشعبي الذي صوّتت الأغلبية الساحقة من سكان القرم فيه لصالح العودة إلى روسيا، على خلفية الانقلاب في أوكرانيا، الذي وصلت من خلاله قوى قومية معادية لروسيا إلى السلطة في كييف.
ورغم تأكيد معظم المراقبين على أن نتيجة الاستفتاء عكست إرادة سكان القرم الحقيقية، لم يعترف المجتمع الدولي بشرعية انضمامها إلى روسيا، فيما قررت الدول الغربية فرض عقوبات اقتصادية على موسكو لثنيها عن قرارها.
لا ينكر الكرملين أن العقوبات ألحقت ضرراً بالاقتصاد الروسي وأثرت سلباً على مستوى معيشة المواطنين، لكن تجربة السنوات الخمس الماضية تدل على أن العقوبات فشلت في شلّ تطور البلاد، كما أنها لم تكسر عزيمة روسيا في الدفاع عن مصالحها الجذرية.
ورغم ما واجهه المواطنون الروس من تعقيدات جراء العقوبات، فلا يزال هناك توافق وطني قوي على أن قرار عودة القرم كان صائباً ولم يكن هناك بديل عنه، نظراً للأخطار الأمنية الجسيمة التي أحدقت بهذه المنطقة المتطلعة تاريخياً نحو روسيا، ولاسيما بعد صعود القوى القوميّة المتشدّدة إلى السلطة في كييف أواخر شباط 2014.
ويؤكد زوار القرم الروسية، وبينهم بعض الساسة الغربيين، أن شبه الجزيرة شهدت خلال مسيرتها في قوام الدولة الروسية تطوراً اقتصادياً واجتماعياً ملحوظاً، وأصبح جسر القرم الذي امتد فوق مضيق كيرتش ليربط شبه الجزيرة بباقي مناطق البلاد معبر نقل مهماً، ورمزاً لبداية عهد جديد في تاريخ هذه الأرض.
ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القرم، ليشارك في الفعاليات الاحتفالية التي شهدها أمس هذا الإقليم الفتي في قوام روسيا.
وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، الضوء الأخضر لـ»إطلاق محطتين حرارتين لتوليد الطاقة الكهربائية في القرم»، بما يخدم تحقيق شبه الجزيرة الاستقلال التام في الطاقة الكهربائية.
ودشّن بوتين شخصياً محطة بالاكلافسكايا في مدينة سيفاستوبول، فيما أذن عبر جسر تلفزيوني للمعنيين بـ»تشغيل محطة تافريتشيسكايا في سيمفروبل».
ونفذت مؤسسة «تيخنوبروم إكسبورت» التابعة لشركة «روستيخ» الحكومية أعمال بناء المحطتين وبتجهيزات وطنية، لتبلغ استطاعتهما 940 ميغاواط، تلبي احتياجات القرم من الطاقة بشكل كامل، وتوفّر احتياطياً في الطاقة.
وعلق السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف على إطلاق المحطتين، قائلاً: «إطلاق هاتين المحطتين يعني الاستقلال التام للطاقة في شبه جزيرة القرم، وعلاوة على ذلك سيكون بمقدور القرم توريد الكهرباء إلى المناطق المجاورة».
وحتى 2014 اعتمدت القرم بشكل رئيسي على إمدادات الطاقة من أوكرانيا، والتي قامت بقطع الكهرباء عن شبه الجزيرة في كانون الأول من العام نفسه في محاولة يائسة للضغط على القرم وروسيا.