مكتبة «باسم خوري» تُحلّق بزوّارها إلى النور بين جدران مخيم «عين الحلوة»
تقرير هبة الجنداوي – صيدا
وأنت في مخيم «عين الحلوة»، أحياناً ما يراودك شعورٌ بانعدام الأمل مع تلك اللحظات التي تُصاحبها أصوات القذائف وأزيز الرصاص، التي تُعلن عن بدأ موجةٍ جديدةٍ من الاشتباكات بين الحين والآخر.
لكن من بين تلك الصورة النمطيّة لمخيم اللاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، ينبثق مشهدٌ آخر يُعيد شريان الحياة والفرح، لينبض الأمن وتعود الحياة من جديد.
ففي مكتبة «سامر خوري» العامة في مركز جمعية النجدة الاجتماعية في عين الحلوة، يجلس العديد من الأطفال يحملون كتباً بعناوين مختلفة بين أيديهم، يطالعونها، يُخربشون بألوانهم على رسوم لشخصياتٍ كرتونية، ويصغون إلى القصص، وكأنّ بينهم وبين الكتب علاقة حبٍّ وطيدة.
المكتبة التي تأسّست عام 2013 بدعمٍ من مؤسسة التعاون، هي إحدى ثماني مكتباتٍ عامّة تنتشر في مخيماتٍ عدة في لبنان. تقول أمينة مكتبة سامر خوري بشرى الأمين: المكتبة تأسّست للتشجيع على القراءة والنهوض بمجتمعٍ ثقافيّ وآمن لكافة فئات المجتمع، حيث تشهد إقبالاً جيّداً من كافة الفئات العمرية.
تضمّ المكتبة التي تتمركز قبالة تجمّعٍ لمدارس «الأونروا» في المخيم، كُتباً متنوّعة من رواياتٍ أدبية، معارف عامة، موسوعاتٍ لأدب الأطفال، كتب متخصّصة بالصحة، علم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ.
وفي مساعيها للنهوض بمجتمعٍ ثقافيّ وآمن لكافة فئات المجتمع، تُتيح المكتبة إمكانية استعارة الكتب، وتُنظّم مجموعة من الأنشطة المتنوعة.
وتُضيف بشرى: تتنوّع أنشطتنا من دورات كومبيوتر، وأنشطة تفريغ نفسي للأطفال، بالإضافة الى لقاءاتٍ وجلساتٍ مع الأمهات حول العديد من المواضيع منها الضغوط النفسيّة وكيف يمكن السيطرة عليها.
ويتطلّع القائمون على المكتبة إلى زيادة معنويات زائريها، لتنطلق من بين جدران المخيم وتخرج إلى النور.