فلسطين إلى الواجهة والمواجهة

روزانا رمال

مقدمات الانتفاضة التي بدأت قبل الحرب على غزة في تموز 2014، حاول «الإسرائيلي» قطعها من خلال الذهاب الى الحرب، عادت بالطعن والدهس، واليوم عملية تبنتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

فقد أفادت القناة «الإسرائيلية» الثانية انّ 5 «إسرائيليين» قتلوا وأصيب 13 بجروح بينهم جراح حرجة، في عملية إطلاق نار وهجوم بالسكاكين ضدّ مصلّين يهود، اثناء خروجهم من كنيس يهودي… وسائل إعلامية «اسرائيلية» تحدثت عن مقتل حاخام في العملية وإصابة مسؤول في حزب شاس وهو حزب يهودي متطرف.

توالت الإدانات الدولية للعملية أبرزها من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومن لندن… لكن العملية ليست الأولى في الاشهر الماضية، حيث لم يمرّ شهر من دون مواجهة بين «الاسرائيليين» والفلسطنيين منذ الصيف الماضي ..

قبل هذه العملية كانت محاولة اغتيال الحاخام المتشدّد يهودا غليك الذي يقود اقتحامات المسجد الأقصى، وذلك برصاص راكب دراجة فلسطيني.

الدهس ايضاً والهجمات الفردية التي تزداد يوماً بعد يوم تؤشر الى انّ هناك زخماً جديداً لدى الفلسطينيين للتحرك، يبدو انه ناتج عن الانسداد في الأفق السياسي للحلّ، خصوصاً أنّ الحكومة السياسية «الاسرائيلية» مكبّلة وغير جاهزة لتقديم اي شيء أمام المتطرفين، فأصبحت أكثر مسايرة لهم، وهي لا تستطيع ان تعد بسلام حتى يهدأ الشعب الفلسطيني فيتكرّس امل بدولة فلسطينية، كما كانت خلقت آمال ولو زائفة ان القضية الفلسطينية على سكة الحلّ، واليوم تؤكد أنّ الحكومات «الاسرائيلية» أعجز من ان تقوم بحلول وانّ الأبواب قد أقفلت.

تعرف قوى المقاومة وقياداتها انّ اليوم هو زمن ترتيب وضع المنطقة، ولذلك فهي تسعى إلى أن لا يتمّ ذلك من دون ترتيب وضع فلسطين والقضية الفلسطينية وإحياء أمل المفاوضات، خصوصاً بعد اليأس الواضح الذي أصاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس آخر ما تبقى من الآمال عند الفلسطنيين بما يختص بالتفاوض، بمعنى آخر… «إذا كان محمود عباس قد استسلم لفشل الحلول، فماذا على الفلسطينيين ان ينتظروا؟

في المقابل فإنّ الأمل الذي بثه اعتراف السويد أول الدول الغربية بدولة فلسطين، وتصويت البرلمان الفرنسي و معه مجلس الشيوخ البريطاني لصالحها، جرعة زخم جديدة للفلسطينيين يمكن من خلالها الإجابة عن سبب الحرارة في تقدم الفلسطنيين نحو المواجهة.

التلاقي بين عاملين أساسيّين عامل الناس ومشاعرهم واستعداد المقاومة وجهوزيتها لتحريك الجبهات وعامل قيادة المقاومة للحظة التاريخية لترتيب ملفات المنطقة نقطة أساس في ما سيجري في الأيام المقبلة حول اي قضية تسوية مطروحة، وتأكيد على انّ احداً لا يريد ان يصبح هذا الموضوع منسياً وسط طغيان أجواء «داعش» والحركات المتطرفة.

وعليه لا يبدو انّ الأوضاع الأمنية في القدس متجهة نحو تهدئة، ويبدو انّ التوتر الذي سبق الحرب على غزة مستمر وهذا دليل حقيقي انّ شيئاً ما يلوح في الأفق، والأهمّ انّ فلسطين اليوم ذاهبة أكثر من ايّ وقت مضى نحو مواجهة مفتوحة بين أهلها ومقاومتها وبين جيش العدو ومستوطنيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى