التشكيلي يونس السيد… طاقة جمال وأمل رغم الجراح

رشا محفوض

كانت إصابته على يد الإرهاب نقطة تحوّل في حياة المقاتل في الجيش العربي السوري يونس السيد، حيث تحول من مقاتل على خطوط النار إلى فنان تشكيلي ينشر الأمل والجمال عبر لوحاته مستعيضاً عن بندقيته بالريشة واللون يحمل رسالة الوطن الذي دافع عنه وافتداه بجراحه.

يقول السيد: نحن نحب الحياة وثقافتنا من عمق الحياة الجميلة التي تنتظرنا مجبولة بصمود الشعب وإنسانيته النبيلة. قبل خمس 5 سنوات كان الفنان المقاتل على الجبهات يدافع عن وطنه عندما تعرّض للإصابة التي شكلت نقطة التحول، كنت سابقاً أحاول أن أصبح فناناً أما اليوم فأريد أن أصبح فناناً.

أما استمراره بتنمية موهبته فجاء من إيمانه بأنه كتبت له حياة جديدة بهدف إيصال رسالة إنسانية لكل من عاش محنة مؤلمة بحياته ليتجاوزها ويبدأ من جديد، لذلك أصبح السيد، كما يقول، أكثر قرباً من الكتاب لصقل شخصيته الثقافية أما الرسم فيحلم من خلاله الوصول إلى الاحتراف من منطلق أن البصمة الفنية التي يتركها الإنسان هي التي ستبقى بين الناس.

وعن موهبته بيّن السيد أن هناك أحاسيس ومشاعر تختبرها لا يمكن التعبير عنها بالكلام ويأتي الرسم كأداة تترجم كل ما يجول بداخل الإنسان ويعمل على تنظيم تلك الأحاسيس ويضعها في إطارها الصحيح.

أولى لوحاته التي رسمها كانت خلال فترة علاجه في المشفى، فكانت أداته حينها قلم الرصاص والفحم ومواضيعه المختارة ما يراه، فكان بحسب تعبيره يحبّ أن يرسم الوجوه في محاولة للوصول إلى الواقعية المفرطة إلى أن أخذ يطوّر أسلوبه الفني ويتعرّف على المدارس الأخرى من التعبيرية والانطباعية وغيرها.

المرحلة الثانية من تطوّر موهبة السيد هي استخدام الألوان وموضوعاتها رسم الأجسام في إطار الواقعية لتليها محاولات رسم ما يجول في خياله من أفكار وموضوعات من الحياة اليومية مركزاً على الألوان الباردة ولا سيما الأزرق، كما خاض غمار المدارس الفنية متنقلاً بين الكلاسيكية والانطباعية وصولاً إلى التعبيرية.

السيد ينشر لوحاته عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شعر بالسعادة لمشاركة الأصدقاء للوحاته إلى أن قامت صالة «ادونيا» للفنون الجميلة بالتواصل معه لإقامة أول معرض له عام 2017 والتي يعدّها خطوة مهمة لكونها منحته الثقة بالنفس وهي كما قال: «البذرة الأولى في مسيرتي الفنية».

الخطوة الثانية والمفصلية كما يعتبرها السيد هي مشاركته في معرض «المرأة.. الألم.. النسيان» والذي احتضنه المركز الوطني للفنون البصرية مؤخراً، حيث اختار عنوان «الألم» في لوحاته التي جاءت نتاجاً لحالة ما بعد عمل جراحي خضع له فعكست لوحاته بألوانها الباردة حالة المريض من الانتظار وفقد الأمل، معرباً عن سعادته باحتضان المركز لهذا المعرض وهو بنظره بداية لانطلاقة عمله بطريقة تخصصية.

لوحات السيد وإن عكست الألم، لكنها بلا شك تشكل دعوة للأمل الذي تحمله روحه وإرادته ويريد أن يوصلها لكل الناس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى